الأحد، 3 مارس 2019

هل القران كلام الله ??? بقلم محمد سعيد المشتهري

هل القرآن كتاب الله؟!
«القرآن» كتاب موجود كغيره من الكتب، فمن قال إنه «كتاب الله»؟!
هل تعلم المسلمون في صغرهم كيف يواجهون مثل هذه الشبهات، أم جعلوا أئمة مذاهبهم العقدية والفقهية هم الذين يتصدّون لمثل هذه الشبهات نيابة عنهم؟!
هل أنت شخصيًا تحمل الرد العلمي الفوري الذي يُخرس ألسنة الملحدين إذا وجّهوا إليك هذا السؤال؟!
وهل من أهل بيتك من يعلم الإجابة العلمية على هذا السؤال ولو بالاستعانة بصديق؟!
وإذا كان الرد العلمي يقوم على معرفة ودراية بلغة القرآن العربية، فهل أنت على علم بهذه اللغة، وإذا كانت الإجابة لا، فعلى أي أساس دخلت في «دين الله الإسلام»، وخاصة إذا كنت تقيم شعائره؟!
لقد أعطى المسلمون لهذه الأزمة الإيمانية التربوية الكبرى ظهورهم قرونًا من الزمن، وسلّموا زمام إدارتها لأئمة مذاهبهم العقدية والفقهية، ودخلوا في «دين الله الإسلام» من باب التدين الوراثي.
فخرج السني من بطن أمه سنيًا، وخرج الشيعي شيعيًا ... إلى آخر الفرق والمذاهب العقدية، وأقاموا الشعائر فور ولادتهم على مذاهب آبائهم، وتعلموا في المدارس الأجنبية، وهم لا يعلمون شيئًا:
عن «الوحدانية»، ولا عن البراهين الدالة على صدق «نبوة» رسولهم محمد، ولا عن البراهين الدالة على أن «القرآن» كلام الله، فإذا خرج عليهم «ملحد» بشبهاته، نظروا إليه نظر المغشي عليهم من الجهالة.
شبهة:
القرآن كتاب موجود في المكتبة الإسلامية، وبين أيدي المسلمين كغيره من الكتب، فما الدليل على أنه من عند الله وليس من عند محمد، أو من عند جماعة من الأعاجم وأعطوه لمحمد، كما كان يُشاع في عصر التنزيل، فقال الله تعالى «١٠٣ / النحل»:
* «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ»
* «لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ»
* «وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ»
أقول:
لقد حملت هذه الآية مفتاح الرد على هذه الشبهة ببيان الفرق بين «اللسان الأعجمي»، و«اللسان العربي المبين».
فأنت أيها «المسلم»:
على أي لسان تربيت حتى تستطيع مواجهة شبهات الملحدين:
اللسان الأعجمي أم العربي المبين؟!
وحسب توجهي الديني «نحو إسلام الرسول» فأنا أتعامل مع القرآن باعتباره «الآية الإلهية العقلية» المعاصرة لي اليوم، وعليه لابد من اتباع الآتي:
١- مقارنة الأسلوب العربي المبين الذي حمله القرآن بالأساليب العربية التي كُتبت بها الكتب الدينية الموجودة في المكتبة الإسلامية، وفي مقدمتها «كتب الأحاديث»، لمعرفة الفرق بين الأسلوبين من حيث «البصمة البلاغية».
٢- إذا كان محمد بن عبد الله هو الذي كتب هذا القرآن، ثم نقل الرواة القرآن كما نقلوا أحاديثه، إذن فلماذا اختلف أسلوب كتابته لـ «القرآن» عن أسلوب كتابته لـ «الحديث»، على فرض أنه هو الذي كتب الكتابين بيده؟!
٣- إذا كان محمد بن عبد الله لم يكتب شيئًا وإنما أمر أصحابه أن يكتبوا «القرآن» الذي ألّفه وكذلك «أحاديثه».
فلماذا جاءت أحاديثه بـ «سند روائي»، أي «عنعنة»، أي عن فلان عن فلان ... يجب أن يسبق جملة «أن رسول الله قال» وإلا سقط الحديث.
ولا نجد هذا «السند الروائي» يسبق آية واحدة في القرآن؟!
٤- إن لكل كاتب بصمته اللغوية البلاغية التي يُعرف بها، وهذه حقيقة يعلمها المتخصصون في تحقيق المخطوطات، حتى أنهم يعلمون كاتب المخطوطة إذا مسح اسمه من عليها.
وبالإضافة إلى موضوع البصمة فإن اسم الكاتب يجب أن يكون موجودا على كتابه، وعلى هذا الأساس يحتفظ بحقه في الملكية الفكرية، ويدافع عنها دفاعه عن أولاده.
وبناء عليه كُتبت جميع كتب «الأحاديث» المنسوبة إلى رسول الله محمد بأسماء أصحابها، ولم يشهد عصر من العصور مخطوطة واحدة للأحاديث النبوية باسم رسول الله «محمد بن عبد الله».
فبأي منطق يُقال إن القرآن من تأليف النبي محمد، ثم لا نجد اسمه على القرآن، ولا على كتب الأحاديث المنسوبة إليه؟!
٥- لقد حمل القرآن إشارات علمية وفلكية لم تُكتشف إلا من قرن أو قرنين على الأكثر، فكيف عرفها النبي وأخبر الناس بحدوثها؟!
٦- هل يعقل أن يكتب محمد بن عبد الله القرآن، ومعه جماعة من الأعاجم وبعض الذين أوتوا الكتاب، ثم يضعوا فيه آية تطلب من الإنس والجن أن يأتوا بمثل سورة من سورة، ثم لا يخافون أن يخرج عليهم من أهل البلاغة من يأتوا فعلا بمثله مثلهم؟!
٧- هل يعقل أن يكون الذين ألّفوا القرآن على علم بأسلوب «التعجيز» و«الاستفزاز» و«الاستنفار» الذي يبدأ بطلب الإتيان بالقرآن كله:
* «قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً»
ثم يزيد من «التعجيز» ويطلب منهم عشر سور:
* «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»
* «فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ»؟!
ثم يزيد من «التعجيز» ويطلب منهم سورة واحدة:
* «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»
ثم يُبيّن الله لهم، لمزيد من الإثارة، أنه حين طلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة ولتكن هي أقصر السور «الكوثر» كان سبحانه يعلم أنهم لن يستطيعوا، وإلا كانوا هم الذين أنزلوا هذا القرآن وليس الله، فقال تعالى:
* «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ - وَلَن تَفْعَلُواْ - فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ»
٨- إن الذي أنزل القرآن أعلن عن نفسه في ذات القرآن، فقال تعالى:
* «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»
وقال تعالى:
* «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..»
وقال تعالى:
* «هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ..»
وعلى مر العصور لم يظهر على وجه الأرض من ادعى أنه هو الذي كتب هذا القرآن.
إن شجرة الإلحاد يستحيل أن تنبت إلا في مستنقع الجهل والجهالة، وما أكثر هذه 
المستنقعات على شبكات التواصل الاجتماعي.


محمد السعيد مشتهري

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...