السبت، 30 يناير 2016

ما هذا - شادي البوريني ومؤيد البوريني - الفارس العربي

أغنية وطنية شعبيه للفنان شادي البوريني ومؤيد البوريني "تُحقق نجاح مدوي في فلسطين والوطن العربي وتحصد أكثر من 2 مليون مشاهدة عبر صفحات الفيس بوك واليوتيوب بفترة قصيرة .













الاثنين، 25 يناير 2016

يناير 1898م...أحداث نسيناها...ونسوها...وكأنها لم تكن .... بقلم الباحث فوزي سعد الله



بعد سنوات من التحريض الأوروبي الاستعماري في الجزائر ضد اليهود، وإطلاق عشرات الصحف المناهِضة لهم التي لا هم لها سوى انتقاد الموسويين وبث الحقد والكراهية لهم في أوساط المعمرين، فضلا عن استرزاق مجموعة من السياسيين من العداء لهذه الطائفة، كما يحدث اليوم في فرنسا وعدد من البلدان الأوروبية إزاء المسلمين، في خضم كل هذا الغليان، "....أتت مع مطلع 1898م قضية اليهودي الفرنسي دريفوس (Dreyfus) الذي اتُّهم بالجوسسة لحساب ألمانيا لتصب الزيت على النار وتجعل الأرضية الجزائرية أكثر خصوبة لتفجير الغضب الشعبي الفرنسي/الأوروبي ضد اليهود في شهر يناير/جانفي من هذا العام.
طلاب الجامعة في مدينة الجزائر كانوا في طليعة المتظاهرين الذين تصادموا مع الشباب وغير الشباب اليهودي المحلي مُستخدمين السلاح الأبيض طوال عدة أيام، مما تسبب في سقوط عدد من الجرحى في أوساط الطرفين، فضلا عن نهب وسلب المحلات اليهودية بشارع لالير (Rue de La Lyre) الذي اصبح يُعرف اليوم بشارح أحمد بوزْرينة...
وفي خضم تلك الفوضى والتوتر، تحرك السياسيون وعلى رأسهم القسنطيني إميل مورينو والشاب ماكس ريجيس لتبني الحركة الطلابية هذه والمطالبة بإلغاء مرسوم كريميو الصادر عام 1870م، الذي جنَّس اليهود جماعيا ةوإجباريا بالجنسية الفرنسية، ومراجعة الثروات اليهودية والتحقيق في مصدرها وتحديد سقف معين لها. وطالبوا حتى بطرد اليهود جماعيا من الجزائر، تماما كما يُطالب سياسيون اليوم في الغرب بطرد المسلمين جماعيا....
حدث ذلك في مساء يوم 22 يناير/جانفي 1898 الذي شهد تصعيدا في التوتر وزيادة في تخوفات الطائفة اليهودية من المطالب الراديكالية التي أتت بها هذه الحملة السياسية. وبالتالي سارع الشباب اليهودي بدوره إلى التحرك بواسطة مظاهرات و"استفزازات" للمعمرين أدت إلى صدامات عنيفة خلفت في اليوم الموالي، أي الأحد 23 يناير/جانفي 1898م، 3 قتلى، أحدهم كان ينتمي إلى المحافل الماسونية الجزائرية، بالحي اليهودي....
إثر ذلك صب المعمرون جام غضبهم على محـلات ومتاجـر اليهـود ببـاب عزون وبـاب الـوادي بالسطـو والسلـب والنهـب والحـــرق ( ).
تَدخُّل قوات الأمن والحاكم العام بالجزائر لم يفد في شيء لأن جماهير الأوروبيين كانت تطيع أوامر السياسي الشاب المناهض لليهود ماكس ريجيس طاعة عمياء وتثق فيه أكثر من ثقتها في سلطاتها الرسمية.
دامت هذه الأحداث الدامية أسبوعا كاملا أصبحت مدينة الجزائر خلالها مشلولة وأقرب إلى ساحات القتال بسبب الفوضى التي طالتها. ولم تتوقف هذه الاضطرابات إلا بصعوبة مُخلِّفة في المجموع 3 قتلى من المعمرين، 2 من اليهود، حوالي 100 جريح، وخسائر مادية معتبرة، فضلا عن اعتقال 700 شخص.
وقد انتقلت عدواها بسرعة إلى مدن أخرى، مما جعلها تأخذ طابعا وطنيا خطيرا ومنعرجا أثار مخاوف اليهود على مستقبلهم (...). فقد شهدت مدينة البليدة نفس الفوضى والمشادات من يوم 21 يناير/جانفي حتى 26 يناير/جانفي م1898، وعاشت بوفاريك المحاذية أحداثا مماثلة يومي 23 و24 من الشهر ذاته، وجرفت هذه الحركة حتى مدينة مستغانم في 24يوم يناير/جانفي، وسطيف يوم 25 من نفس الشهر، بالإضافة إلى مدن أخرى، صفى المعمرون واليهود حساباتهم بصورة شديدة العنف..
لكن مع ذلك فشل ماكس ريجيس، السّْطايفي من أصل إيطالي، وإميل مورينو والمعمرون عامة في فرض إرادتهم في إلغاء مرسوم كريميو.
آنذاك، تضامن بعض المسلمين مع أصدقائهم اليهود حيث يذكر، على سبيل المثال لا الحصر، موسى زَرْمَاطِي (Moïse Zermati) أنّ سي زَهّار علي الشريف (Si Zehar Ali Cherif) وقف إلى جانبه وقفة تضامنية كريمة واقترح عليه الإقامة في بيته هو وعائلته ريثما تمر العاصفة وتهدأ الأمور، خصوصا وأن اليهودي زرماطي كان يسكن بحيٍّ ساخن هو شارع لالير رقم 35.... ".


فوزي سعد الله: يهود الجزائر، موعد الرحيل. دار قرطبة. الجزائر 2005م. بتصرف                                                                                                           




اعتداء على محل يهودي ملك لعائلة عزيزة في شارع عميروش في مدينة الجزائر







مظاهرات أوروبية مناهضة لليهود في ساحة بشارع ذبيح الشريف، أو سوسطارة، في مدينة الجزائر في أحداث يناير 1898م















 







الأخطاء اللغوية المزعومة في كتاب الله .... بقلم احمد فتوح لباب


كثيرا ما أقرأ أسئلة تتناول إشكالات في فهم بعض الآيات القرآنية بالمقارنة ببعض الكشوف العلمية الخاصة بالكون والعلوم الخ. وكثير من هذه الأسئلة يتسم بالعمق. لكني تعجبت حقا من ادعاء احتواء القرآن على هذه الأخطاء اللغوية الفاحشة. ألهذا الحد بلغ الكبر والغرور؟ أظنّ إنسان أن مسائل لغوية بهذه البداهة –كالتي ستأتي -فاتت على جهابذة العرب ممن قد فاقوا أمم الأرض في قدراتهم البيانية ثم اكتشفها هو؟ ألم يكن خير للعرب الذين حاربوا محمدا أن يصرفوا الناس عنه بأن كتابه فيه هذا الأخطاء الفاحشة؟ حتى لو كان القرآن بزعمهم من كلام محمد.. أيخطئ محمد وهو العربي القرشي هذه الأخطاء الظاهرة البيّنة فيرفع اسم إنّ – كما في المثال الأول-.. وكل من هبّ ودبّ من طلبة الإعدادية في مصر (مع الاحترام لهم جميعا) يعرف أن اسم (إن) منصوب؟ أيتركه من جاء بعده من أصحابه كما هو ولا يسعى أحدهم لتغييره؟ سبحن الله. آفة الرأي الهوى.


المهم.. ندخل في الموضوع. هذه هي مقالة قرأتها قبل قليل تزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن، أذكر كل منها ثم أجيب عنه.
1) القرآن يرفع المعطوف على المنصوب

يقول القرآن في سورة الحج: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا (((وَالصَّابِئِينَ))) وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) – الحج 17
ويقول في سورة المائدة: (إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ (((وَٱلصَّابِئُونَ))) وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) – المائدة 69
وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول : والصابئين في كما فعل هذا في سورة الحج 22: 17


الجواب:
الواو في سورة الحج عاطِفة، والواو في سورة المائدة استئنافية.
فالمقصود بالواو في سورة الحج هو التشريك في الحكم، فيكون معنى الكلام: المؤمنون واليهود والصابئون والنصارى والمجوس نُخبر عن جميعهم بقولنا: أن الله يفصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. فكأنهم مشتركون في هذا الأمر على السواء. والمقصود بالواو في سورة المائدة الاستئناف، أي بداية جملة جديدة، وتكون (الصابئون) هنا مبتدأ. فالمقصود: (المؤمنون واليهود والنصارى يغفر الله لمن آمن منهم والصابئون كذلك).
فقوله تعالى (الصابئين) في الآية الأولى خبر إن، و(الصابئون) في الآية الثانية مبتدأ.
2) القرآن ينصب الفاعل
جاء في ( سورة البقرة 2: 124): (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول: الظالمون .


الجواب:
(عهدي): فاعل، و(الظالمين): مفعول به.
المعنى: أن عهد الله لا ينال الظالمين، أي لا يشملهم.
3) القرآن يذكِّر خبر الاسم المؤنث
جاء في ( سورة الأعراف 7: 56 ): (إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ). وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول: إن رحمة الله قريبة من المحسنين.
الجواب:
صيغة (فعيل) إذا كانت بمعنى (مفعول) فإنها تستعمل للمذكر والمؤنث. تقول: رجل جريح، وامرأة جريح. وكلمة (قريب) و(بعيد) إذا كانت بمعنى المسافة فهي مستعملة عند العرب كثيرا بدون التاء مع المؤنث. يقول امرؤ القيس:
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم ** قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا
ويقول عروة بن الورد:
عشية لا عفراء منك قريبة ** فتدنو ولا عفراء منك بعيد
4) القرآن يؤنث العدد الذي ينبغي تذكيره، ويجمع المعدود الذي ينبغي إفراده
جاء في (سورة الأعراف 7: 160): " وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً " . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي المعدود مفردا، فيقول : (اثني عشر سبطاً).


الجواب:
إنما يُأتى بالمعدود مفردا إذا كان تمييزا، أما (أسباطا) فهي حال أو بدل لا تمييز. وتمييز اثنتي عشرة محذوف يبينه الحال المذكور. فالمعنى: وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة حال كونهم أسباطا وأمما.
وفي الآية ملمح بلاغي جميل: حيث بدأت الآية الكريمة بهذا الفعل (قطَّعناهم) بتشديد الطاء وهذا التشديد يفيد التكثير، أى كثرة التقطيع والتفريق. وهذا يناسبه بلاغة جمع (أسباطاً أمماً) لا إفرادهما، فكان تشديد الفعل مع الإتيان بــ(أسباطا) مجموعة وبــ(أمما) مجموعة فيه مزيد بيان لتكثير فرقهم وتقطّعهم وتشرذمهم.
5) القرآن يجمع الضمير العائد على المثنى بدلا من تثنيته
جاء في ( سورة الحج 22: 19) : (هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ). وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول : خصمان اختصما في ربهما


الجواب:
قال (اختصموا) ولم يقل: (اختصما) لأنهما جمعان ليسا برجلين، فالخصم الأول هم (المسلمون) وهم جمع، والخصم الآخر هم (الكفار) وهم جمع. فهذان خصمان – أي فرقتين- اختصموا – أي اختصم أفراد هذين الفرقتين.
6) القرآن يجمع الضمير العائد على المثنى بدلا من تثنيته
جاء في ( سورة الحجرات آية 9) : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما). وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلا


الجواب:
الآية تتحدث عن فرقتين من المؤمنين، وهما مثنى من حيث إنهما فرقتين، وجمع من حيث أن كل فرقة تحوي أفرادا كثيرين. فجاء ضمير الجمع مع قوله تعالى: (اقتتلوا) لأن القتال يحصل بين الأفراد فردا فردا وهم جمع فناسب أن يُأتى بضمير الجمع، وجاء بضمير المثنى في قوله تعالى (فأصلحوا بينهما) لأن الصلح يحصل بينهما من حيث أنهما فرقتين ولا يحصل بين فرد فرد من الأفراد، فناسب أن يُأتى بضمير التثنية.
7) القرآن أتى بالموصول مفردا بدلا من الجمع
جاء في ( سورة التوبة 9: 69 ): (وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا). وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول: خضتم كالذين خاضوا


الجواب:
الاسم الموصول عائد على الخوض، والمعنى (وخضتم كالخوض الذي خاضوا) لا على الخاضين. كما أن الاسم الموصول (الذي) قد يأتي للجمع كما في قول الشاعر هديل بن الفرخ العجلي:
وبت أساقي القوم إخوتي الذي ** غوايتهم غيي، ورشدهمُ رشدي
8) القرآن أتى بفعل مجزوم معطوف على فعل منصوب
جاء في (سورة المنافقون 63: 10): (وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين) َ وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المنصوب فأَصدق وأَكون.


الجواب:
هذه الآية من بديع الإيجاز القرآني. لأن عطف (أكن) على (أصدّقَ) عطفٌ على المحل. فالمعنى الذي تريده الآية هو قول هذا الإنسان: أخرني إلى أجل قريب ليكون ذلك سببا في أن أصدق وأكون صالحا، وإن أخرتني أصدق وأكن من الصالحين. فمعنى الآية نريد أن نضمّنه معنى الطلب/التحضيض، ومعنى الشرط. فجاءت إحدى الجملتين (أصدّقَ) منصوبة في جواب لولا التي للطلب مسبوقة بالفاء التي للتسبب، والثانية مجزومة في جواب الشرط المقدر، وعطفت إحداهما على الأخرى فاستفدنا جريان معنى الشرط ومعنى الطلب والتسبب في كلا الجملتين بأقل لفظ وأوجزه.
9) القرآن جعل الضمير العائد على المفرد جمعا
جاء في (سورة البقرة 2: 17) : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول: استوقد... ذهب الله بنوره .


الجواب:
الضمير في (استوقد) عائد على (الذي)، والضمير في (بنورهم) عائد على المنافقين المشار إليهم بقوله تعالى (مثلهم).
10) القرآن نصب المعطوف على المرفوع
جاء في ( سورة النساء 4: 162 ) : (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً " . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول : والمقيمون الصلاة .


الجواب:
(المقيمين) منصوبة على الاختصاص مع إرادة المدح، فهي جملة اعتراضية لا معطوفة. وذكر المنصوب على الاختصاص وسط المتعاطفات المرفوعة كثير في كلام العرب. منه قول ومنها قول الخرنق بنت هفان:
لا يبعدنْ قومى الذين همو ** سمُّ العـداة وآفـة الجزْر
النازلين بكل معتــركٍ ** والطيبون معاقد الأُزْر
فعطف (النازلين) المنصوبة على (سمُ) و(آفةُ) قبلها، وعطف عليها (الطيبون) بعدها.
11) القرآن نصب المضاف إليه
جاء في ( سورة هود 11: 10 ) : " وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ" . وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول : بعد ضراءِ


الجواب:
(ضراء) ممنوعة من الصرف لأنها على وزن (فعلاء)، فتجر بالفتحة.
وغياب هذه المعلومة البسيطة عن هذا الكاتب يدل على جهل شديد.
12) القرآن أتى بجمع كثرة حيث أريد جمع القِلة
جاء في ( سورة البقرة 2: 80 ) : " لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً " . وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول : أياماً معدودات
لم يتفق اللغويون على أن جمع المذكر السالم كــ(معدودات) من جموع القِلة، وإنما قالوا أنها تفيد القلة. أما جمع القلة فهو ما يأتي لما دون العشرة.
أما (معدودة) فليست جمعا أصلا، ولكنها تدل على القلة كــ(معدودات) تماما. فكل منهما يفيد القِلَّة. يقول تعالى: (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة) يعني قليلة يمكن عدُها. ولو أراد الكثرة لقال (عديدة) لا (معدودة).
والفرق بين (معدودة) و(معدودات) في المعنى أن (معدودة) تعني قليلة دون تخصيص عدد معين، وهو قول فرقة من اليهود أنهم يدخلون النار أياما قليلة من غير تعيين عدد، وأما (معدودات) فهي تعني أن المقصود عدد معين، أي أنها أيام معدودات بالفعل، وهو قول فرفة أخرى من اليهود قالوا أن الله سيعذبهم مدة عبادتهم للعجل وهي سبعة أيام أو أربعين يوما.
فبعض اليهود أثبتوا العذاب أياما قليلة من غير تعيين عدد فقصدهم المولى عز وجل بقوله (معدودة) وبعضهم أثبتوا العذاب لأنفسهم أياما محددة فقصدهم المولى عز وجل في الآية الأخرى بقوله: (معدودات).
13) القرآن أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة
جاء في ( سورة البقرة 2: 183 و184 ) : " كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات " . وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول: أياماً معدودة .
لم يتفق اللغويون على أن جمع المذكر السالم كــ(معدودات) من جموع القِلة، وإنما قالوا أنها تفيد القلة. أما جمع القلة فهو ما يأتي لما دون العشرة.
وعلى القول بأنها من جموع القلة، فقد يستعمل جمع القلة فيما فوق العشرة مجازا ليفيد التقليل، وأن الصوم إنما هو لأيام قليلة يسيرة. فلا إشكال في استعماله على هذا الوجه.

المصدر   https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10153022653914629&set=a.148515044628.110416.512854628&type=3&theater




الأحد، 24 يناير 2016

ستة انواع من الجنس في الجاهلية حرمها الاسلام


 حارب الاسلام الجاهلية بكل اشكالها. ومنذ بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنشر الدين الاسلامي، رفع راية النور والعلم والمعرفة لمحاربة الجهل والجاهلية والظلام، ولعل دليل ذلك أن اول ما نزل من القران كان  اقرأ باسم ربك الذي خلقومن أخطر ما كان منتشرا قبل مجيء الاسلام، عادات تقلل من شأن المرأة العربية في الجاهلية، وتجعلها بضاعة رخيصة، يتاجر بها، وتمتهن حقوقها. ومن هذه العادات التي كانت سائدة، هو الزنا الفاحش بالمرأة، تحت ستة مسميات، اخترعت في الجاهلية وهي كلها حرمها الاسلام، وحاربها من خلال الزواج الحلال وفق اصول الشريعة الاسلامية. ولعل أبرز هذه المسميات   1ـ الاستبضاعوهو أن يدفع الرجل بزوجته إلى رجل آخر من عليّة القوم، كشاعر أو فارس أو ذي حسب ونسب، فيناكح الرجل الغريب المرأة، وحين يقع حملها تعود إلى زوجها.2ـ المُخادِنَةالمخادنة هي المُصاحبة، وفيها ما ذكر في القرآن: "ولا متخذات أخدان". إذ كانت بعض النساء قبل الإسلام، تصادق عشيقاً غير زوجها، ويقع بها. وهناك اختلاف حول كيفية المخادنة قبل الإسلام، وحتى بعده. فقيل إن المخادنة لا تصل إلى النكاح، ويكتفي العشيق من المرأة بالقبلة والضمة، كما قيل إنه النكاح. كذلك يُختلف في ما إذا كانت ممارسة سرية أو عرفاً متّبعاً، وإن كانت أكثر الدلائل تشير إلى كونها كانت سرية. فقد قال مثل عربي عن المخادنة: "ما استتر فلا بأس به، وما ظهرَ فهو لؤم".3ـ البَدَلوهو أن يُبدّل الرجلان زوجتيهما، لفترة مؤقتة، بُغية التمتع والتغيير، دون إعلان طلاق أو تبديل عقد زواج. يروى عن أبي هريرة قوله:"إن البدل في الجاهلية، أن يقول الرجل للرجل: انزل لي عن امرأتك، وأنزل لك عن امرأتي، وأزيدك".4ـ المضامدةوهو اتخاذ المرأة زوجاً إضافياً أو إثنين، غير زوجها. وفي المعاجم اللغوية، الضماد هو أن تصاحب المرأة إثنين أو ثلاثة، لتأكل عند هذا وذاك في أوقات القحط. وفي ما يبدو، فإن هذا النوع لم يكن مستحباً، وربما اعتبره العرب خيانة من المرأة، وإن كان معمولاً به ومنتشراً.وقد أنشد أبو ذؤيب الهذلي، الشاعر الجاهلي المعروف: "تريدين كيما تضمديني وخالداً/ وهل يجتمع السيفان ويحكِ في غمدٍ؟". ويروى أنه ألقى البيت السابق لمّا أشركت زوجته معه ابن عمه خالد بن زهير، وكان الهذلي يعتبر هذا النوع منكراً. وقال: "إني رأيت الضمد شيئاً نكراً". وقال أيضاً في هذه الحادثة: "أردتِ لكيما تضمديني وصاحبي/ ألا لا، أحبّي صاحبي ودعيني".5ـ الرهطوهو أن يجتمع عشرة من الرجال، وينكحون امرأة واحدة. وإذا حملت، أرسلت إليهم جميعاً، ثمّ تختار من بينهم من يكون والد الجنين الذي في بطنها، ولا يستطيع أحد الامتناع عن الاعتراف به.6ـ أصحاب الراياتوهنّ ما يمكن تسميتهن بالبغايا، أو ممارسات الدعارة، بحسب ما نقول اليوم. إذ كانت المرأة منهن، ترفع الراية (ويقال إنها كانت حمراء)علامة على أنها جاهزة، فيأتيها الرجال

العُثَْمانِيَان خيرُ الدين وشقيقُه عُرُوجْ... بقلم فوزي سعد الله







قبالة مدينة بِجَايَة، شمال شرق الجزائر، المحتلة من طرف القوات الإسبانية منذ السنوات الأولى من القرن 16م في أعقاب سقوط غرناطة آخر ممالك المسلمين في الأندلس، يقول خير الدين بربروس في مذكراته التي أملاها في إسطنبول على سيد علي رايَسْ صديقه ورفيقه الحميم في مشواره البحري اللامع والطويل:".....نشرنا الرايات الصليبية على السفن الإسبانية العشر (التي غُنمَتْ في مياه جيجل القريبة في معركة مع الإسبان كما رأينا في الموضوع السابق NDLR)، و أمرت 500 بحار بالكُمُون فيها ، واتجهنا بها نحو بجايـة . كان الكفار الإسبان المتحصنون بقلعة بجاية ينتظرون القطع البحرية العشرة القادمة من مينورقة لإمدادهم . وعندما رأونا من بعيد حسبوا أننا إخوانهم في الدين فرفعوا قبعاتهم ملوِّحين بها في الهواء تعبيرا عن سرورهم . وهكذا دنونا من القلعة الغارقة في الفرح والسرور . فتح الكفار أبواب القلعة وتدفقوا على قصورهم الساحلية لاستقبال السفن التي جاءت لنجدتهم . وفجأة أمرت البحارة بالخروج إلى الساحل . وما إن سمع الكفار صيحات التهليل حتى اضطربت صفوفهم وولوا منهزمين . فتمكنا من فتح القلعة ، بينما راح الإسبان يصرخون بعبارة " ماينا سينيور " طالبين الأمان .
بعد فتح القلعة جاء جميع شيوخ وقواد المناطق المجاورة لبجاية مبايعين لي . ومن هنا أنتصبت أنا وأخي ملكين على هذه البلاد .
رجعت إلى جيجل لمقابلة أخي أروج . وعندما لقيته قبَّلني من عينيَّ مهنئا لي بفتح بجاية التي كانت قلعة في غاية الأهمية . استولينا على 800 برميل من البارود ، و عدد لا يحصى من الغنائم . سررنا كثيرا بالبارود بصفة خاصة ، لأن الذي كان لدينا منه قد أوشك على النفاد . ولم يعد سلطان تونس يزودنا به ، بل لاحظنا إعراضه عنا يوما بعد يوم . فقررنا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا . ولذلك فقد كان من اللازم علينا أن نؤسس لأنفسنا دولة جديدة في غربتنا هذه .
قامت قيامة الكفار في إسبانيا عندما بلغهم فتحنا لبجاية ، فغرقوا في بحر من الهموم والأحزان . أما ملك أسبانيا كارلوس فقد أصدر أوامره بوجوب تخليص بجاية ، وإنقاذ الأسرى من الأتراك في الحال . ومن ناحية أخرى فإن أهالي الجزائر رأوا أن الأتراك قادرين على قصم ظهر الإسبان . إضافة إلى أنهم مقيمون للعدل ويخشون الله .
عندما كنت مع أخي في مدينة جيجل ، وصلت وفود عديدة من المدن الجزائرية . كان أهمها وفد مدينة الجزائر التي كانت تمثل مركز البلاد . كان أهالي الجزائر يشكون من ظلم الإسبان ، ويرجون تدخلنا لإنقاذهــم . فخرج أخي أروج في 500 بحار متجها إلى مدينة الجزائر بعد أن خلَّفنني في جيجل.
............................
......(في مدينة الجزائر NDLR)، بات أخي أروج تلك الليلة ساجدا متضرعا إلى الله تعالى أن يمن عليه بالنصر . و عند طلوع الشمس جمع بحارته . كان لديه عدد كبير من المجاهدين العرب والبربر والأندلسيين . لكنهم لم يكونوا يعرفون فنون القتال مثل الأتراك ، بل إنهم يلوذون بالفرار عندما يتحرج موقفهم . كان عددهم بتراوح بين خمسة وستة آلاف مجاهد . قام العدو بإنزال حوالي 10.000 جندي إلى الساحل . كما كان لديه عدد آخر من الجنود على متن سفنه الأربعين .
أمر أخي أروج برفع راياته فوق أبراج المدينة ، وأعد فرقة عسكرية قوية لسحق العدو . وعندما أرخى الليل سدوله خرج أروج خفية من أحد أبواب قلعة الجزائر في ثلاثة آلاف مجاهد ، وقام بعملية التفاف حول الجبال وعسكر خلف الإسبان . كانت ليلة عاصفة شديدة الظلام ، عجل الله فيها بتأييده لأوليائه المجاهدين.
أما الإسبان فقد كانوا يعانون الأمرَّين من هول العاصفة وظلام الليل الحالك .ولم يتمكنوا من معرفة تحرك أروج رئيس ، الذي فاجأهم بهجوم مباغت فلم يستطيعوا أن يعرفوا من أين أُوتُوا . فتم القضاء عليهم جميعا . في هذا الوقت كان تهب عاصفة شديدة مصاحبة لهطول وابل من البَرَد في حجم بيض الإوز . فبدأ الإسبان يقتلون بعضهم بعضا من هول المفاجأة . ثم قاموا بإنزال جميع من كان في السفن من الجنود إلى البر ، فبلغ عددهم مابين عشرين وثلاثين ألف جندي . لكنهم لم يكن أحدهم يرى الآخر من شدة الظلام . واصل أروج رئيس القضاء على فرقهم العسكرية . لقد كانت ملحمة عظيمة انتهت بهزيمة العدو . وفي آخر الليل خرج من قلعة الجزائر 2000 مجاهد آخر ، شرعوا هم أيضا في إبادة القوات الإسبانية . فتم القضاء على الكفار تماما ، وأخذ الباقون أسرى . أمر الغازي أروج بإحصاء الأسرى ، فكان عددهم 2.700 أسير. أما الشهداء فكان عددهم 300 شهيد تم دفنهم في مراسيم رسمية.
انتصرت عساكر الإسلام ، وانهزمت أسبانيا التي كانت تعتبر أكبر دولة كافرة أمام أخي أروج . ومُرِّغ أنف الملك كارلوس في التراب . سوَّد الله وجوه الكافرين ، أمين بحرمة سيد المرسـلين .
كتب إلي أخي أروج رسالة يبشرني فيها بهذا النصر المبين . وعندما وصلني كتابه كان معي أخي الكبير إسحاق رئيس . كنا نستعد للخروج إلى الجزائر في عشر قطع بحرية لمساعدة أخي أروج .
ولما لم تعد ثمة حاجة لذلك خرجنا إلى الغزو ، فاستولينا 16 قطعة من سفن الكفار كانت محملة بالبارود ، والرصاص ، والألواح ، والقطران ، والزيت ، والرز ، والقمح . رجعنا إلى جيجل بعد أن مضى على خروجنا تسعة وعشرين يوما . فقمت بتوزيع سفينة من القمح على الفقراء من أموال الغنائـم.
....................................
بقي أخواي إسحاق وأروج في الجزائر ، بينما توجهت أنا إلى تنس في عشر سفن . فصادفنا أربع سفن إسبانية راسية في الميناء . وما كاد أعين الإسبان تقع علينا حتى انخلعت قلوبهم من شدة الهلع ، فتركوا سفنهم وهرعوا إلى القلعة محتمين بأسوارها المنيعة . فاستولينا على سفنهم ، ومدافعهم ، وبنادقهم بعد أن ولوا هاربين لا يلوون على شيء . أما أنا فقد نزلت في إلى البر في ألف وخمسمائة جندي ، وعسكرت قبالة القلعة . كنت أتوقع مقاومة شديدة ، إلا أني وجدت أبواب القلعة مفتوحة . استقبلنا بضع مئات من المسلمين مرحبين بنا :
- " أهلا وسهلا بكم ، لقد غادر الإسبان القلعة ليلا مع حليفهم أميرنا . ربما كانوا أحد عشر ألفا . لقد خرجوا كلهم بمن معهم من رجال الأمير . أما من بقي في المدينة ، فإنهم لا يرضون بغيركم وغير أخيكم السلطان أروج " .
ما إن سمعت هذا الخبر حتى بعثت خلف الإسبان وحليفهم أمير تنس ألفي غازي ليتعقبوا الهاربـين . فأدركوهم في اليوم التالي ، وصاحوا بهم :
- " إلى أين المفر أيها الملاحدة المارقون ؟ ألا تعلمون أنه لا خلاص لكم اليوم من أيدينا ؟ " .
بعد تبادل إطلاق النار بواسطة البنادق ، اشتبك الفريقان بالسيوف . فلم يتمكن العدو من تحمل ضربات السيوف ، وطلقات نيران البنادق التي جعلتهم يتساقطون كالعصافير . وانتهت المعركة بأسر 350 جنديا من الكفار ، أما الباقون فقد حصدتهم السيوف ؛ بينما سقط منا سبعون أو ثمانون شهيدا جعل الله الجنة مثواهم......".
مذكرات خير الدين بربروس: ترجمة من اللغة التركية: محمد دراج. شركة الأصالة للنشر والتوزيع. الجزائر 2010م.
ملاحظة: عند أسوار قلعة بجاية، أصيب عروج بجروح خطيرة اضطر الأطباء إثرها إلى بتر أحد ذراعيه....وعندما بكاه شقيقه خير الدين عند انتهاء عملية البتر، رد عليه عروج بأنه يحمد الله على أنه فقد ذراعه في سبيل الله....بعدها بسنوات ، مات عروج في وهران وهو يحارب الإسبان، فقطعوا رأسه وأخذوها معهم إلى إسبانيا وعرضوها في الشوارع والكنائس الإسبانية وفي عدة بلدان أوروبية....هكذا إذن فقد "المحتَلّ" عروج ذراعه من أجل تحرير بجاية ثم فقد حياته من أجل تحرير وهران...من الإسبان....

الجمعة، 22 يناير 2016

هذا ما قاله خير الدين بربروس .... بقلم الباحث فوزي سعد الله

....في الوقت الذي كان فيه بيري رايس في إسطنبول، خرجت أنا وأخي في عشرة مراكب، كان مقصدنا الذهاب إلى مضيق سبتة الذي يقع في نهاية البحر المتوسط، على أن نمر من هناك إلى الأندلس لنقوم بإنقاذ مَن نقدر عليه من إخواننا في الدين. في هذه الأثناء، وصل وفد من مدينة بجاية الجزائرية حاملا رسالة جاء فيها:
"إن كان ثمة مُغيث فليكن منكم أيها المجاهدون الأبطال. لقد صرنا لا نستطيع أداء الصلاة وتعليم أطفالنا القرآن الكريم لِما نلقاه من ظلم الإسبان. فها نحن نضع أمرنا بين أيديكم. جعلكم الله سبيلا لخلاصنا بتسليمه إيانا إليكم.، فتفضلوا بتشريف بلدنا وعجلوا بتخليصنا من هؤلاء الكفار"


.....



.....قدمنا إلى ميناء بجاية الجزائرية في ألفين وثلاثة وثلاثين بحارا وعشر سفن قادرغة، ومائة وخمسين مدفعا وآلاف الأسرى الذين يقومون بالجدف.
كانت قلعة بجاية في أيدي الكفار الإسبان، اشتبكنا معهم في معركة دامت ثلاث ساعات ونصف، قُتِل فيها أكثر الكفار.
عندما علم أعراب البوادي بانتصارنا في بجاية، لحق بنا عشرون ألف رجل منهم لمساعدتنا إلا أنهم لم يكونوا يعرفون فنون القتال جيدا.
تحصنتْ شرذمة من الكفار بالقلعة و واستمرت في المقاومة تسعة وعشرين يوما. كنا على وشك الاستيلاء على القلعة إلا أن عدم امتلاكنا للمدافع التي تُستعمل لقصف الحصون حال دون تمكننا من فتح ثغرة كبيرة في القلعة.
بلغَنا أن قوة كبيرة تحركت من جزيرة مينورقة في طريقها إلينا فتركنا بجاية وانسحبنا إلى جيجل لترصد القوات الإسبانية القادمة من مينورقة.
وأخيرا، لاحت لنا في الأفق عشر سفن كبيرة من نوع قادرغة كانت مشحونة بالأسلحة والمعدات العسكرية، فقال أخي عروج:
"هذه نعمة ساقها الله إلينا".
هجمنا على السفن الإسبانية بمن معنا من البحارة مُرددين صيحات التهليل والتكبير واشتبكنا معها في معركة كبيرة أسفرت عن استيلائنا على السفن العشر ولم يبق من الجنود الإسبان على قيد الحياة سوى ثمانية وسبعين جنديا أخذناهم أسرى وقيَّدناهم للعمل في الجدف.....".
مذكرات خير الدين بربروس: ترجمة من اللغة التركية: محمد دراج. ص: 67 إلى 71. شركة الأصالة للنشر والتوزيع. الجزائر 2010م.

الخميس، 21 يناير 2016

داعش – البديل منها و من توظيفاتها ... بقلم الدكتور أبو يعرب المرزوقي


كيف نفهم وجود داعش؟

وما سر جاذبيتها للكثير من الشباب؟
والقصد الأول من السؤالين هو فهم ما يراد إخفاؤه بها وبالحرب عليها وحل الاستئناف البديل
من يتصور ظاهرة داعش ظاهرة لا تعبر عن حاجة فعلية لا يمكن أن يعالجها العلاج المناسب.ذلك أن وجودها بهذا الزخم لا يمكن أن يكون مجرد مؤامرة.
المؤامرة لم توجد داعش حتى وإن وظفت داعش.
وإذن فلا بد من طلب العلة الحقيقية لوجود داعش والعلة التي تجعل توظيفها لعكس علتها ممكنا بهذا اليسر
وطبيعة توظيف الظاهرات -سواء كانت طبيعية فيزيائية أو تاريخية حضارية- من جنس واحد:
العلم بقوانيها والسيطرة عليها لاستعمالها بعكس غايتها الذاتية
مثال ذلك أننا نستعمل الشراع لجعل الريح تدفع السفن الشراعية ضد اتجاه الريح -علم ظاهرة طبيعية الريح ضد ذاتها- لتجري الرياح بما تشتهي السفن.
والسؤال هو: ما الطاقة التي تعبر عنها داعش وكيف انقلبت بذاتها وبمفعول من يوظفها ضد ذاتها لتصبح هدامة لما هي من المفروض معبرة عنه نقضا له؟
ومعنى ذلك: توجد طاقة -انبعاث أمة- تعاني من خلل في قيادتها يسرت استعمال قيادات معادية أقدر على تصريف الرياح في الاتجاه الذي يحقق أهدافها هي؟
الأمور التالية:
  1. طاقة حقيقية
  2. سوء تصريف ذاتي للطاقة
  3. حسن تدبير من موظفيها لخدمة استراتيجيتهم
  4. عدم سعي لفهم طبيعة الطاقة من أصحابها
  5. حرب أهلية
فلنعكس:
5-علاج الحرب الأهلية
4-بفهم طبيعة الطاقة الفاعلة حاليا
3-للتصدي لموظيفيها من الأعداء
2-بتحديد الخلل في تصريفها
1-بقيادة حكيمة للاستئناف
بعبارة أوضح: لا يمكن القضاء على داعش من دون مشروع بديل يسحب البساط من تحت أقدامها.
الحرب لن توقفها حتى لو اجتمع العالم كله:
فاي طاقة هي؟
الطاقة التي استحوذت عليها ظاهرة عديمة الجهاز العصبي المدرك لطبيعة ما يحركه ولاستراتيجية توجيهها من أجل تحقيق اهدافها فهي انبعاث أمة عظيمة.
والطاقة التي من هذا الجنس إذا كانت فاقدة للجهاز العصبي المركزي تتحول إلى اضطراب فوضوي من جنس ما نلاحظ في نشاط فوضوي غير محدود يعم العالم
وهي إذن طاقة سيالة ومتفشية في كل أركان المعمورة تعبر عن تيار جارف له جاذبية ذاتية وله قابلية للتوظيف من كل الأعداء بالاختراق المخابراتي.
الجهاز العصبي المركزي المؤثر فيها حاليا -مثال الشراع- يعمل لصالح سفن أعداء الأمة ليس لصالح انبعاث الأمة فيجعلها مهدمة لذاتها: فوضى هدامة.
والتهديم مضاعف: ذاتي للطاقة نفسها لأنها عديمة الجهاز العصبي المركزي وأجنبي لأن جهازا عصبيا من خارجها يوجهها بما تشتهيه سفنه لا سفن الأمة.
ولن أطيل الكلام: فكل ما أصفه في هذا التخشيص بيّن الدلالة لكل من يتابع ما يجري في الشام والعراق مثلا ولكن كذلك في الأعيان والأذهان الإسلامية
أكتفي بالقول: لا بد من جهاز عصبي لطاقة انبعاث الأمة باستراتيجية بديل تسحب البساط من داعش أي ما تعبر عنه فتحرره من موظفيه لئلا ينفرط عقد الأمة
وهذا المطلب ليس مستحيل التحقيق.إذا عزم عدد قليل من الأنظمة وحركات المقاومة السنية على تنفيذ أجندة واضحة فستجري الريح بما تشتهي سفن الأمة ضد عدويها.
  • وعدوها الأول هو فوضى الروح والعقل: وهي ناتجة عن غياب الجهاز العصبي المركزي الذي يجمع الفواعل فينسق فعلها ليجعله سمفونية هادفة للاستئناف
  • وعدوها الثاني هو موظفو هذه الفوضى التي عمت الأعيان والأذهان في حضارة عظيمة تتململ لتنبعث لكنها لم ينعم الله عليها بعد بقيادات رشيدة فاعلة
والعلة في استئساد العدوين الداخلي والخارجي هي أمراض النخب بأصنافها الخمسة:
  • نخبة الإرادة
  • ونخبة العقل
  • ونخبة القدرة
  • ونخبة الحياة
  • ونخبة الوجود
ومجموعها هو مرض الانحطاطين.
فنخبة الإرادة أو النخبة السياسية سواء كانت حاكمة أو معارضة تعتبر الحكم غاية فيصبح مرض الصراع عليه غائيا وليس توظيفا للأداة في خدمة الغاية
ونخبة العقل لا تعتبر المعرفة أداة سلطان على الطبيعة لأجل التنمية المادية وسلطان على التاريخ لأجل التنيمة الروحية بل مجرد عناوين أكاديمية
ونخبة القدرة لا تعتبر الاقتصاد مبادرة إبداعية للثروة بل هي مجرد طفيليات لامتصاص دم الشعب بسلطة سياسية مستبدة وفاسدة يعوض الجاه فيها العمل
ونخبة الحياة -الفنانون بكل اصنافهم- لا يعتبرون الإبداع الرمزي فاعلية روحية بل هم جعلوها بالعكس تعبيرا بدائيا عن الغرائز البهيمية وعبودية للهوي
ونخبة الوجود -الفلسفة والدين- انقسمت إلى نوعي التعبير عن التقليد البليد إما لماضي حضارتنا أو لماضي حضارة الغرب أي ميت الإبداع الوجودي
تلك هي علل الفوضى الروحية التي تجعل الأمة تعيش حربا أهلية المتدخلون فيها من الأعداء هم الموجهون لريحها بما تشتهيه سفنهم لا سفن الأمة.
ما المشروع البديل؟
هو ما يعبر عن الحاجة التي تسيء لها داعش رغم كونها من أعراضها:
كيف تحقق الأمة شروط الاستئناف؟
هل نستأنف بالماضي كما مضى؟
مثال حتى يتضح القصد:

هل استأنفت أوروبا دورها قوة عظمى بعد أن فقدته بسبب الحربين العالميتين بالعودة إلى روما أو بوحدة مسيحية القرون الوسطى؟
أم هي استردت جوهر ما حققته بهما -بروما وبمسيحية القرون الوسطى- ولكن بشروط الظرف الراهن ومتطلبات العصر؟
أبقت على الروح واستغنت عن القشور

داعش تفعل العكس تماما: أبقت على القشور وتخلت عن الروح.
قدمت اللحي والجلباب على القيم القرآنية أي الأخوة والمساواة والحرية والعبودية لله
وبذلك فبدلا من تحقيق شروط الاستئناف صارت عائقا دونها لأنها تحولت إلى وقود للحرب الأهلية تطبق فهما بدائيا للعقائد والشرائع فيصبح الأميون علماء
وبذلك استحوذت داعش على محرك تاريخي تخلت عنه النخب حكاما ومعارضة فافسدته فصار طاقة يمكن لأي عدو ذي حيلة أن يجعله يجري بما تشتهي سفنه لا سفن الأمة
ومن ثم فمسؤولية النخب العربية والإسلامية بأصنافها الخمسة التي ذكرت تتمثل في أنها أبقت مجالا خاليا استبد به من يظن نفسه بسذاجة يقوم بالواجب
والواجب المهمل اجتهاد مفقود وجهاد موؤود في أمة سادت الفوضى أعيانها وأذهانها فصارت كرة يتلاعب بها خبثاء العالم فريسة لا حول لها ولا قوة
ولمزيد الوضوح:

لا يمكن التخلص من فوضى الأعيان والأذهان المعطلة لكل فاعليات الامة إلا ببديل موجب من داعش يشبع توق المسلمين للعودة إلى دورهم
بعض حضارات الشرق -الصين والهند- استردت دورها في العصر الحديث وبعضها- فارس وإسرائيل- تريدان استرداد دورهما على حسابنا
فهل نجبر على القبول بحذفنا؟
إيران وإسرائيل والغرب يعتبرون دار الإسلام وحضارته قوسين فتحا وينبغي أن يلغيا من التاريخ وألا يستردا دورهما في بناء نظام العالم الجديد.
الأنظمة القومية والنخب الحداثية الدعية يطلبون شرعية قبل الإسلام او بعده (العهد الاستعماري) رفضا للتاريخ المشترك اساس طموح الأمة للاستئناف
وداعش جواب سيء لهذه التحديات لعلتين:
  • أولا لأنه يصطبغ برد الفعل وليس بالفعل
  • وثانيا لأنه عديم الاستراتيجية الموجبة فيحقق بغفلة ما يطلبه العدو
فإذا كان من شرط فاعلية داعش صوملة الأمة وأفغنتها فيا خيبة المسعى: العدو لا يطلب أكثر من ذلك أي منع شروط الاستئناف بفرض العودة إلى البداوة
والعدو إذن يطلب تقنيات الجودو: استغلال طاقة الخصم المصارع بجعله يهدم نفسه نفسه.
ذلك هو عين ما تفعله داعش.
تهدم السنة بدعوى بناء الخلافة
وهي تجعل الخلافة من جنس الإمامة.
ومن فهي تشييع للفكر السياسي السني:

الخلافة حكم الشعب بالشعب الذي يؤمن بأن لا سلطة دينية ولا سياسية فوقه
السلطة الوحيدة فوق ارادة الشعب هي إرادة الشعب بالا يعبد غير الله أي سلطة المرجعية القرآنية والسنية التي الحكم في سلطانها هو وعي المؤمن بها
وذلك هو سر جاذبية العهد الراشدي:
فالمعيار”لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق” يعني أن الحكم النهائي على الحاكم هو الشعب.يولي ويعزل بهذا المعيار.
فالطاعة المبنية على التسليم بعصمة الحاكم مبنية على كذبة وخوف وهي منافية لنظرية الحكم السني-فكر شيعي وليس سنيا-..
الحقيقة: داعش شيعية المذهب
لذلك يدعي خليفتها أنه من آل البيت.
وهو حليف إيران في عملية إخلاء الأرض لها حتى تستعيد ما تسميه إمبراطوريتها.
والغرب يحتاج إليها لـ30 سنة
والـ30 سنة هي المدة المتوقعة لتحقيق التطهير الطائفي والعرقي في الإقليم حتى تتحقق الامبراطورية اليهودية والامبراطورية الفارسية خادمتي الغرب
ولا يمكن التصدي لهذا المشروع من دون مشروع بديل هو الحلف العربي التركي لحماية الأقليم من هذين المشروعين الإمبراطوريين الفارسي والإسرائيلي.
وهما مشروعان تحالفهما المليشيات الخمس (الباطنية والصليبية والعلمانية والليبرالية والقومية الفاشية) ضمن مشروع غربي للاستحواذ على الإقليم
وحتى نحمي الإقليم لا بد من مجموعة عربية سنية متحالفة مع مجموعة تركية سنية كلتاهما مهددة الآن بسبب كونهما قاطرة الانبعاث الذي أفسدته داعش.
والمجموعتان العربية والتركية هما بداية الخلافة الراشدة ونهاية الخلافة التي فقدت الرشد
وهما إذن تمثلان شرطي الرشد المجرب إيجابا وسلبا.
ذلك هو المشروع الذي سيسحب البساط من داعش ومن موظفيها المباشرين بمليشياتهما (إيران وإسرائيل) وغير المباشرين الغرب بشقيه الأدنى والأقصى
والغرب الأدنى هو أوروبا التي تخشى من أن يصبح جنوب المتوسط ندا والغرب الأقصى هو أمريكا التي تخشى أن تخسر ما به يمكنها أن تتصدى للشرق الأقصى
فالاستحواذ على دار الإسلام بموقعها وبما فيها واستعمارها شرط في تصديها لعمالقة الشرق الأقصى منافسيها في القرن الحالي على سيادة العالم كله.

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...