boudjemaa mokhtar
الثلاثاء، 16 أبريل 2024
في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس
السبت، 6 أبريل 2024
بين هيجل وابن خلدون ... بقلم .. عماد الدين زناف
الأربعاء، 3 أبريل 2024
التصويرية أو الملحد الجديد ... بقلم حسن سليم
الأحد، 31 مارس 2024
اغتيال كريم بلقاسم .. بقلم براء عبد الله
الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021
الفكر الغربي من منظور العلمانية .. المفكر محمد المجذوب
.. المفكر السوداني محمد المجذوب ....
_____________________________________________
يلاحظ أن الفكر الغربي ومن منظور العلمانية، قد تشكل وفق قاعدة أو مبدأ يقول بأن الإنسان المادي هو مركز الكون ولذلك فانه مقياس الأشياء كلها، في سياق من هيمنة عصر الشك الشامل، فكان الفكر الغربي فكر يسعى في اتجاه تحطيم ونسف كل القديم، تقويض فكرة الله، الذات، العقل، الإنسان… الخ، وتقويض كل ما يمكن أن يشكل مركزا خارجيا ثابتا يمكن الإحالة إليه بحثا عن المعنى، بحيث يكون ضامنا للوحدة والدلالة والحقيقة.
ولكن وفي نهاية المطاف فقد انقلب هذه القاعدة رأسا على عقب لتصبح: ان الإنسان لا يساوي شيئ في أحسن الحالات، أما في معظمها فالإنسان لا وجود له أصلا! ، فلا معنى موثوق به، ولا شيء مقدس، ولا وجود للمتعالي والمتسامي، فقد مات الله، ومات المؤلف، واخيرا مات القارئ نفسه في نهاية المطاف. لا شيء سوى التعدد والاختلاف، واللعب الحر بالمدلولات، والدلالة اللانهائية، وحضوور المعنى المراوغ وهو حضور في غياب وغياب في حضور، وتكسر الوحدة، والتشرذم والانتشار، وبكلمة واحدة: السيولة والفوضى والعدم.انها محصولات ما بعد الحداثة.
في حين أن رهان عملية التجديد الحضاري في الرؤية التوحيدية، هو تجديد روح الإنسان ومعناه المنطلق بالاحالة الى معنى الإيمان بالله "سبحانه" ومن ثم يكون هو الإنسان "المستخلف" لا الانسان "مركز الكون" الذي يسخر أشياء العالم الطبيعي وعلاقات العالم الاجتماعي، ولكون غاية الإنسان هي إعمار العالم، فإنه يتوجب عليه أن يحيطها بأسباب الهداية الالهية والعلم النافع والمسئولية الأخلاقية، وأن يوفر لها شروط الرحمة والتكافل والإبداع والحياة الطيبة.
المعنى الحقيقي لكلمة goumi
#شيء_من_التاريخ
المعنى الحقيقي لكلمة Goumi بالعامية ترجع لأول فرقة مليشيات مساندة للاستعمار الفرنسي "#فرقة_الڨومية"
#مصطفى_بن_إسماعيل منشئ أول كتيبة للڨومية "فرقة عسكرية من الجزائريين "
أنشأت لتحارب مع الفرنسيين ضد المقاومين الجزائريين وخاصة مقاومة الأمير عبد القادر في الغرب الجزائري، و تتشكل فرقة الڨومية أساسا من قبائل الدوير والزمالة التي كانت تقع في سهول مليطة بالجنوب الشرقي لمدينة وهران حيث عقدت تحالف رسمي مع الفرنسيين متمثل في اتفاقية 1835
.
#عرض الآغا مصطفى بن إسماعيل خدماته على الفرنسيين في أوت 1830 لكن الفرنسيين رفضوا في بادئ الأمر لأنهم لم يفكروا في إنشاء مليشيات من الأهالي أول نزولهم في الجزائر ، وبعد الهجوم الأول على وهران اتصلو به فقبلوا خدماته ، وقد ضمت قبائل الدوير والزمالة كل فرسانها لخدمة فرنسا فيما يسمى بالشرطة المسلحة بالأقاليم المعترفة بالسلطة الفرنسية فقد ذكرت الكتب الفرنسية أن مصطفى بن اسماعيل قد شارك في #معركة_الزقاق ب 400 فارس ڤومي إلى جانب الجيش الفرنسي وكان من أسباب هزيمة جيش الأمير عبد القادر في هذه المعركة ، كما شارك مع الجنرال كلوزيل في إحتلال مدينة معسكر بي 500 فارس و 800 جمل محمل بالمؤونة.
.
أما في #الشرق_الجزائري فقد شكلت فرنسا فرق ڨومية أخرى بزعامة شيخ العرب #البسكري_بن_ڤنة المتحالف مع القائد الفرنسي غالبو الذي قدم العديد من الهدايا لبن ڤنة مكافئة له على محاربة الأمير عبد القادر واخضاع المناطق الجزائرية التي تمردت على الفرنسيين .
كانت خيانة مثل هؤلاء للأمير عبد القادر من أهم أسباب خسارته للحرب أمام المستعمر الفرنسي وليس بسبب قوة الجيش الفرنسي، وبسببهم دام استعمار فرنسا للجزائر أكثر من 132 سنة
تجدر الاشارة الى أن #فرقة_الڤومية بقيت تمارس مهامها الى غاية إندلاع الثورة المجيدة 1954 وبعدها حتى اليوم الأول للإستقلال و إسمها بقي في الذاكرة الشعبية الجزائرية يدل على الخيانة والعمالة الدنيئة، وبقي الكثير منهم يعيش في الجزائر بعد الاستقلال في أوساط الشعب الذي كان يحرص على تقتيله بالأمس القريب.
الأربعاء، 3 أبريل 2019
اعربة الفكر الاسلامي .... بقلم الاستاذ رؤوف بوقفة
الأحد، 3 مارس 2019
هل القران كلام الله ??? بقلم محمد سعيد المشتهري
اللسان الأعجمي أم العربي المبين؟!
الأربعاء، 23 يناير 2019
من وحْي ((الهويات القاتلة)) لـ: أمين معلوف .. بقلم الدكتور عامر مخلوف
فإذا كان قد هيْمَن البُعْد الديني المتطرِّف على غيره في هذا الزمن،فذلك مردُّه أساساً إلى أنَّ ما يُسمَّى دولة وطنية لم تُحقِق المواطنة المنشودة.وأصبح رجل الدين في أحسن الحالات يرفع شعار "التسامح"لكنَّ القول بالتسامح ينطوي على قدْر كبير من الفوقية والاستعلاء،لأنَّ صاحبه يتوهَّم أنَّه يمتلك الحقيقة المطلقة بما ينجرُّ عنها من انغلاق على الذات وعلى الآخر معاً. ومن ثـمَّ يصبح من فَضْله وكراماته إذا هو تسامح مع غيره. بينما إذا كان الإنسان يبحث عن الحقيقة فعلاً، فشرطُها المبدئي ألاَّ يدَّعي امتلاك الحقيقة، كيْ ينفتح على غيْره ليدرك الثراء في التنوُّع، ويكون –بالتالي- مؤهَّلاً لممارسة الحوار الراقي.
يعترف (أمين معلوف) بأنه من نصف لبناني والنصف الآخر فرنسي وهي عناصر من هوية واحدة تتألف من عدة عناصر ولا تقبل التجزئة، فالإنسانية بأكملها مُكوَّنة من حالات خاصة ، لا تشبه إحداها الأخرى. وهذا بالذات ما يميز الهوية. إنها من التعقيد بحيث لا أحد من الناس يشبه الآخر ولا يعوضه، وكذلك المجتمعات. والهوية لا تكتمل دفعة واحدة، بل تتكون عبر مراحل وجود الشخص وتطوره. فأما الذين يحصرون الهوية في عنصر وحيد، فإنهم ذو نفَس قبَلي يدفعهم إلى إقصاء الآخر وارتكاب المجازر كما نشاهد اليوم. إن الهوية –في هذه الحالة- تتحوَّل من أمل أو طموح إلى أداة حربية.
كي ننفتح على الآخر ينبغي أن تكون الأذرع مفتوحة والرأس مرفوعا، ولا تنفتح الأذرع إلا إذا كان الرأس مرفوعاً.
إن انهيار المعسكر الشيوعي بدا للبعض مكسباً من حيث هو سقوط نظام شمولي، غير أن
العالم الغربي جعل منه فرصة لمزيد من الهيْمنة زادت البلدان الفقيرة فقراً وتخلُّفاً ما أدَّى إلى
نجاح التنظيمات الدينية لتطرح نفسها بديلا أوْحد.
يحدد (توينبي) المراحل التي مرت بها الإنسانية كالتالي:
العهد الأول: كانت فيه الاتصالات بطيئة وتطور المعرفة أبطأ.
العهد الثاني: تطورت فيه المعرفة على نحو أسرع من انتشارها ما جعل المجموعات البشرية مختلفة.
العهد الثالث: وهو الزمن الذي نعيش فيه، تتطور فيه المعارف بسرعة ولكن انتشارها أسرع.
انطلاقا من رؤية (تونبي) يمكن القول: إن كل ما صنعته الإنسانية من أجل تميُّزها ورسْم حدوها خلال قرون طويلة صار يخضع لضغوطات تختزل الخلافات وتمحو الحدود.
لقد حدث في زمننا ما لم يحدث أبدا للإنسانية من قبل. إذْ تحققت لديها كثير من الأشياء المشتركة من المعارف والمرجعيات والصُّور والكلمات والأدوات ولكنها تدفعهم –في الوقت ذاته-إلى التميُّز. ولكنها ولَّدتْ لدى المعذَّبين في الأرض رد فعل ضد العولمة شعوراً منهم بالإقصاء وخوفا من الذوبان.
وكأن ما يعيشه العالم اليوم هو بحث دائم عمَّا غاب من حرية فردية في النظام الشيوعي الشمولي من جهة ، وبحث عمَّا افتقده النظام الرأسمالي من بُعْد اجتماعي ليبقى المسحوقون في خوف وتردُّد يجعلهم يحتمون بماض لن يعود كما كان أبداً. فالناس أبناء زمانهم أكثر مما هم أبناء آبائهم.
وإنه من الضروري الفصل بين الدين والهوية، فلطالما شاهدنا -أُمماً بلغة واحدة مزقتها الصراعات الدينية وأخرى بديانة واحدة مزقتها الصراعات اللغوية، ما يعني أن الإنسان قد يعيش بلا دين لكن يستحيل أن يعيش بلا لغة. وليس المطلوب إلغاء الهوية الدينية أو التراث إنما يتعلق الأمر فقط بإدراك أن هناك مسافة بيننا وبين الماضي. فرنسا لم تحاول أن تمسِّح الجزائريين رغم وجود بعض الحركات التبشيرية بقدر ما سعت إلى إحلال الفرنسية محل العربية. ومن الغريب أن بلداً لائكياً يُسمِّي بعض المواطنين"الفرنسيون المسلمون" ويحرمهم من حق المواطنة لأنهم ينتمون إلى ديانة أخرى.
فالهوية يُنظر إليها على أنها مجموعة انتماءات يعلو عليها الانتماء للإنسانية إلى أن يصبح البُعْد الإنساني هو الأساس من غير أن يلغي بقية الانتماءات.
ولا يمكن أن ندَّعي أن رياح العولمة تدفعنا بالضرورة إلى هذا الاتجاه ولكنها تُسهِّل المقاربة وهي في الوقت نفسه ضرورية.
إن عالم اليوم يوفِّر للذين يريدون المحافظة على ثقافاتهم كل الإمكانات للدفاع عنها عوض الانغلاق واللامبالاة. وقد يتيح التواصل عبر الإنترنيت قدرة من التأثير تتجاوز الحاكم صاحب القرار.
كما أن العالم ليس ملكاً لِعِرْق ولا لأمة ولا لأزمنة تاريخية أخرى ، بل هو لمن يدرك القواعد الجديدة فيستعملها لصالحه. فقَدَر الإنسان كالريح قد تهبُّ لتهلك ربان سفينة بينما ينجو ربان آخر لأنه عرف كيف يُوجِّهها..
====================
المرجع: Maalouf (Amin),les identités meurtrières éditions Grasset,1998
الجمعة، 4 يناير 2019
مَن أكل البطاطا فهو آمن .. بقلم رياض أمين: صحيفة "اليوم" اليومية الجزائرية. 1999م
عن طريق إسبانيا الكاثوليكية، التي كانت في أوج عظمتها في القرن 16م، دخلت البطاطا لأول مرة عام 1534م إلى بقية بلدان أوروبا كغنيمة حرب، لتجد نفسها مرغمة على الاحتكاك بثقافاتٍ وشعوبٍ تختلف عن ثقافة وشعب الهنود الحُمر، الذين كانوا أوّل من عرفوها وزرعوها في أمريكا اللاتينية، والأقوام التي قاسَمَتْهُم بهذه البقعة من أرض الله العيش على غرار أفارقة جنوب الصحراء والمسلمين الأندلسيين/المغاربة بقرون قبل كولومبس...
ومن أوروبا، سوف تنتشر البطاطا في جميع بقاع العالم حتى أصبحتْ مادةً غذائية أساسية لا يَجْرُأ أحدٌ على الاستغناء عنها على موائد الأغنياء والفقراء و"المعذبون في الأرض" على حد سواء.
في البداية، اختار العربُ لها اسم "القلقاس الإفرنجي"، فيما خَصَّصُوا اسمًا مختلفا للبطاطا الحلوة فيه نكهة الأصول الأمريكية العريقة ما قبل الكولومبية، ويتمثل في "القلقاس الهندي" الذي هو عادةً أكبر حَجمًا من البطاطا العادية. ولم يستقروا بَعْد عند اسمٍ مُحدَّدٍ لها، لأنهم مازالوا يترددون بين كلمتيْ البطاطا والبطاطس التي تبدو أقرب لنظيرتها الإنجليزية "بُوتِيْتُوسْ" (Potatoes) شائعة الاستخدام في المشرق العربي الذي تأثر بثقافة الاستعمار الأنجلوساكسوني.
وإذا كانت البطاطا مشهورة في كل أنحاء العالم، فإن العالم كثيرا ما ينسى أن لها قريبة في الصين لا تختلف عنها إلا من حيث الشكل تُدعى "البطاطا الصينية" التي وصفها لويس معلوف بأنها "نبتة آسيوية معرشة (...) لها جذور مختلفة وتُؤكَل كالبطاطا وتُزرَع في البلدان الحارة" كغيرها من أقربائها.
عانت البطاطا منذ بدايات وجودها في القارة الأوروبية من اضطهاد كبير. وقد اعترف الدكتور جان نيسبوم عام 1936م بالإجحاف القائم إلى غاية هذا التاريخ في حقها والاحتقار الذي تَعَرَّضَتْ له في كتابه الشهير "علوم وطبخ".
لكن الفرنسي بَارْمُونْتْيِي سبقه وطرح منذ القرن 18م قضيتها في المحافل العِلمية والفضاءات الإعلامية، وملأ الدنيا صخبًا بالحديث والدفاع عنها. بل ناضل طويلا من أجل رد الاعتبار لها. ولولاه، ربما، لَما أصبح الألمان خلال نهاية القرن الماضي أكثر شعوب العالم أكْلاً للبطاطا، ولَمَا أبْدَعَ البلجيكيون في أساليب تحضيرها وطهيها حتى تَوَصَّلُوا إلى قِمَّة اجتهاداتهم البَطاطِية وأكثرها شُهرةً وشعبيةً، وهي "الفْريتْ"، أيْ البطاطا المقلية.
ولَوْلاَ بَارْمُونْتْيِي أيضا، لأغْلَقتْ شركات "مَاكْدُونَالْدْسْ" و"كْوِيكْ" و"فْري تايْم" أبوابَ محلاتها العالمية المنتشِرة في جادات باريس ولندن وبرلين و نيويورك وتلك المحلات التي استولتْ دون حق على علاماتها التجارية دون اعتبار لـ: "حقوق التأليف" في الجزائر وقسنطينة ووهران وغيرها من مدن وبلدات العالم التي لا تُجيد السَّيْر المحترَم في رَكْبِ الأُمَم. ويَعود لهذا الباحث الفرنسي الفضْل في تحرير الفرنسيِّين من عُقدهم تجاه البطاطا وإقبالهم على أكلها رغم القذف والذَّم و"الإشاعات المُغرِضة".
هذا العالم الدانماركي الذي بدأ أبحاثه حول البطاطا عام 1912م، توصل بتجارب ميدانية على صديق له إلى نتيجة ثورية، مفادها أن للبطاطا قدرات غذائية هائلة ما دام صديقه عاش طيلة 6 أشهر كاملة دون أن تزيد وجبتُه عن 2.5 كلغ من هذه المادة يوميا مع قيامه بأشغال شاقَّة دون أن تَتَأثَّر أو تَتَغَيَّرَ صِحتُه قيد أنملة... هذا من الناحية الصحية، أما من الناحية الاقتصادية، فهذه التجربة بَيَّنَتْ أن الإنسان بإمكانه العيش حياة عادية بـ: 35 سنتيما فقط يوميا، وهو سعر الـ: 2.5 كلغ من البطاطا في ذلك الوقت.
ثم حَسَمَ البروفيسور الألماني ألدرهالدن النقاش والجدل بشأن مدى غِنى البطاطا بالحريرات ونَسَف كل محاولات التشكيك في قيمتها الغذائية قائلا: "لم يعد هناك أدنى شك في أنه يمكن العيش بالبطاطا فقط. إن هذه الأخيرة غذاء كامل". وذهب إلى أبْعَد من هذا القول عندما أكد بأنها دواء يُشفي من الرُّوماتِيزْْم ومن أمراض أخرى كالقطرة.
عند هذا الحد، رَكعتْ أوروبا أمام عظمة البطاطا وسبَّحتْ بحمدها، وتحوَّلت إلى ناشِر لرسالتها الغذائية ولبذورها حيثما حَلَّتْ جيوشُها الاستعمارية حتى أصبح الإنتاج العالمي لهذه المادة يُقدَّر في عام 1984م بـ: 280 مليون طن، وهو اليوم في ارتفاع متزايد إلى أن بلغ عام 2011م ما لا يقل عن 374 مليون طن، أيْ بمعدَل 12 ألف كلغ في الثانية الواحدة.
وإذا أصبح الاتحاد السوفييتي في عام 2011م أكبر منتج للبطاطا في العالم بأسْره بـ: 70 مليون طنّ، تليه ألمانيا الغربية بـ: 26 مليون طن وفرنسا بـ: 14 مليون طن ثم الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا الشرقية بـ: 13 مليون طن، فإن الصين قد قلبت الطاولة على الجميع وأطاحت بهذا الترتيب، وتحوَّلت إلى أكبر منتج في العالم لهذه المادة، تليها في ذلك الهند وروسيا...
البطاطا في إفريقيا تتجاوز أحيانا صلاحياتها الغذائية حيث لا تكتفي بملء البطون الجائعة فحسب بل تتسبب في تخريب العلاقات بين النُّخَب السياسية والمؤسسات. وهكذا، في نيجيريا، على سبيل المثال، أصبحتْ البطاطا عام 1998م غذاءً يوميا طيلة أسابيع متتالية للنواب البرلمانيين في هذا البلد في صيغة "كَاسْكْرُوطْ فْرِيتْ"، مما دفعهم إلى الإضراب عن العمل احتجاجًا على هذا الإفراط ومن أجل إعادة الأمور إلى نصابها وتصويب "إعوجاج" طَبَّاخي المؤسسة التشريعية ومسؤولي ميزانيتها.
وبالتالي فإن هذا الإدمان على البطاطا واضح بأنه ليس من باب العُشق والهُيام بل لقلة اليد التي تَجِد تَفَهُّمًا كبيرا لدى هذه المادة التي لا تُكثِر عادةً من مطالبها وتَحرِص على المحافظة على "رُخصِها"، فضلاً عن مزاياها الأخرى المتعددة في المطبخ ومرونتها الفائقة التي تسمح لها بالانسجام مع مُعظَم الوجبات وبالتعاطي مع غيرها من الخضر، وحتى الفواكه، واللحوم ومختلف المواد الغذائية.
لا يجب أن يُنسينا شواءُ عيد الأضحى وبوزلُّوفُهُ وكَرْشَتُه (الدُّوَّارَة) بأن البطاطا قابلة للأكل في هيئة سَلاطة بنفس المذاق اللذيذ التي تُوَفِّرُه لنا عندما تُقبِل علينا في صيغة "جْوَازْ"، وتتعاطى مع الكُسْكُس النّد للنّد ودون عقدة نقص من اللَّحم الذي يُولِي له الجزائريون أهمية تفوق بكثير قيمته الحقيقية وتُخفي أضراره وكوارثه على الصحة البشرية. بل هناك مَن أصبح يُخطئ بزلاَّت لِسان وخيمة العواقب في الآخرة عند حديثه عن الماء ويقول "وجعلنا من اللحم كل شيء حيّا".
كما تملك البطاطا القدرة على رفع شأنها والاستئساد عند الضرورة في بيوت أهل التّرف المستأسِدين علينا والتَّحوَّل إلى طبق أرستقراطي راقٍ، وهي مُحقِّة في ذلك لأن المثل يقول "عزّ روحك يعزّك الله"، فتأتي إلى الموائد مُتمنِّعة "مُتدلِّعة" في شكل "كْبَابْ" جزائري أو "ضُولْمَة" عثمانية بنكهة قصبجية أو قسنطينية وتلمسانية.
وفوق كل ذلك، من باب الاعتراف بالفضل والإنصاف، الجميع يعلم أن البُورَاكْ لا يكاد يكون بوراكا ولا البْرِيكْ يستأهل اسمَه عن جدارة إذا غابت عن أحشائهما ولو بعض الجُزيئات من البطاطا. أما إذا قرَّرتْ هذه الأخيرة اقتحام "الكُوشَة"، الفرْن، في شكل "غْرَاتَانْ" فـ: "سَبِّح بنعمة ربِّكَ وحدِّثْ". وهذا دون ذِكْر مَحاسِنها ومَفاتِنها للبطون وهي في شَكلها "الفْرِيتِي" الذي اكتسح المطابخ والموائد عبْر العالم دون استثناء، لا سيَّما مطاعم الأكل السريع، موحدا بين الثقافات ولامًّا شَمْلَ البَشَر كأحد أهمّ وأبرز مظاهر ما أصبحنا نصطلح عليه بـ: العولمة.
في الجزائر، داخل المطابخ العائلية كما في المطاعم العامة، بلغتْ الجرأة بالبطاطا في المناورة وسرعة التَّكيُّف أن اقترَنتْ بزواج مُتْعة طال أمدُه مع البيْض، فأنجبتْ مولودا محمودًا بَهيّ الطلعة وبه شُقرَة سُمِّيَ منذ ميلاده على بَركة الله الـ: "فْرِيتْ أومْلاتْ"، ولم يُسعفنا الحظ حتى اللحظة هذه في أن نعثر على هذه البدعة البطاطية في غير الجزائر.
التكريم تجاوز التوقعات، إذ أصبحتْ البطاطا لقبًا لعائلات كبيرة في البلاد، بعضُ أفرادها اليوم من كِبار موظَّفي الدولة الجزائرية، مثلما هو الشأن في قطاع التربية وفي وزارة الخارجية. كما أَطلَق أنصارُ فريق وِدَاد الرّْوِيبَة لِكرة القدم، قرب مدينة الجزائر، اسمَ هذه "الخُضْرَة" لقبًا "تدليعيًا" على أقرب لاعب إلى قلوبهم وهو المرحوم "بَطَاطَا"، أيْ مَبْرُوكِي الذي توفي عام 1999م.
في مجال العلاج الاستعجالي، حوَّل الجزائريون البطاطا إلى دواء فعال ضد آلام الرأس ولتخفيف آلام العيْن عند مُمارِسي مهنة التَّلْحيم. كما خففوا بها من وطأة انتفاخ الكدمات في الرأٍس والوجه. ولجأوا إليها حتى إلى التعبير عن الغضب والاحتجاج في الملاعب الرياضية برشق المنافسين والخصوم بها.
أما ما لم أتوقعْه أبدا، وربما لم يَخْلُدْ على بال، هو ما كتبه أحد مراسلي الصحيفة اليومية الجزائرية "اليوم"، التي نَسيتْ عند تأسيسها على الأقل أن تكتب على صفحتها الأولى كما جرت العادة مع كل الصحف "المستقلة" كذبًا ونفاقًا بأنها مستقلة، فقد قال قبل أسابيع بأن هناك من يَستخدِم البطاطا في بلادنا في عمليات الإجهاض وبفعالية مثيرَة، لأن رحم المرأة، على حد قوله، بيئة خصبة لنمو هذه "الخُضْرَة" وسد الطريق في وجه الجنين ومَنْعِه من النمو والتَّطور... والعهدة على الراوي، لأنه لم يتيسر لنا التحقق من صحة هذا الزَّعْم عِلميًا.
نَتْرُكُ الجواب لِعلماء الأجنة وأمراض النساء الذين يَتَعَيَّن عليهم أن يقوموا باختبارات طويلة النَّفَس شبيهة بتجارب الطبيب الدانماركي الباحث الخبير في مجال التغذية هينداد، ولو أن هذا الأخير كان بإمكانه توفير الكثير من جهوده وسنوات عُمره لو استشار سكان مدينة معسكر الجزائرية والحقول المحيطة بها عن أسرار البطاطا التي تُعتبَر وطنَهم الثاني بعد الجزائر.
أما الذين يَتَهَجَّمون على هذه النِّعمة الإلهية استكبارًا واحتقارا وذوي الألسنة الطويلة التي يتجاوز مداها حدودَ أفواهها التي تختبئء فيها، فنقول لهم: تخيلوا العالم بدون بطاطا بل الجزائر بدون بطاطا، لا سيما ونحن نغوص بأقدامنا يوما بعد يوم في أزمة مالية تزداد حدة، وستفهمون حينذاك ما الذي تعنيه البطاطا في زمن تَسُوسُنَا فيه أنظمةٌ بطاطا.
الخميس، 3 يناير 2019
هل العلموية و الإنسانوية هما البديل الأفضل فعلاً؟ ... بقل سيف البصري
دعني أبسّط الفرضية هذه على شكل نقاط مختصرة:
و مع ذلك، بالنسبة للكثير من الناس، الدين ليس مجرد وسيلة للتعامل مع الخوف و عدم اليقين أو الصعوبات العاطفية. فالعديد من الناس يتبّع طريقة حياة دينية معينة إما لأنهم يعتقدون أنها صحيحة أو لأنها تضفي على وجودهم معناً في هذا الكون الشاسع الغريب. حاول أن تضع في الحسبان أننا لا نتكلّم عن كائن عاقل ٢٤ ساعة في اليوم. نحن البشر ما نحن عليه، بعقلانيتنا و بلاعقلانيتنا.
و لذلك تجد الملحدين الجدد لاينفكون عن الدفاع و التفاخر بحقوق الإنسان و الإنسانوية كبديل عن الاضطهاد الديني. بكل بساطة لأنه لا يوجد بديل آخر.
و مع أنني أجد حقوق الإنسان متبلورة عن الأديان نفسها و فلسفات البشر السابقين، إلا أنها بدأت تأخذ طابعاً عقائدياً يثير مخاوفي أكثر من أن يجذب اهتمامي.
لذا، إذا كان هناك شيء يحل محل الدين، فلن يكون ذلك هو الإلحاد كبديل؛ ربما الفلسفات ذات الطابع الديني أو الفلسفة التجريبية كالرواقية، أو ربما بعض أشكال الإنسانية العلمانية في مناطق صغيرة و منظّمة حضارياً سوف تنجز هذه المهمة. فالحاجة موجودة و السوق واسع.
و مع أنني أفضلّ الفلسفة التجريبية على الدين، إلا أني أقر بأن الدين يبرع في المحافظة على الهرمية الاجتماعية و الأسرية و يمتلك ورقة ”القداسة‟، الميمة الأنجح في تاريخ الثقافة البشرية.
نعم، القداسة سيف ذو حدين. و لاشك أن ماضي و حاضر البشر مليئان بالأحداث و المذاهب التي تقدّس البغض و التقاليد الجاهلة؛ هذه الهالة من القداسة لابد من أن تُرضّ و تُحطَّم بين الحين و الآخر حتى لا تتحوّل إلى تقاليد جامدة أو تشريعات متطرّفة. لكنها أيضاً إحدى المفاهيم الفلسفية الدينية التي حافظت على قيم جوهرية نحتت الإنسان الاجتماعي كما نعرفه اليوم
في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس
ثمة موقفين لا تاريخيين من ابن باديس: الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين, ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...
-
من المشهور عند علماء اللغة واهل التحقيق فيها مسالة تكرار المعرفة والنكرة .وفيها قاعدة عامة تقول انه اذا تكررت المعرفة لفظا في الجملة فهي...
-
هذه صورة للجيش الاسلامي الاندلسي م1284 محفوظة في مدريد انظرو الى وجوه محاربي جيش غرناطة. من الواضح جدا اصولهم الوندالية الجرماني...