الاثنين، 28 مارس 2016

عَبَثُ دَعواتِ تنقية التراث ..... بقلم المكي أحمد المستجير


منذ تزايُد تسليط الضّوء على التطرّف الدينيّ السلوكيّ في الثقافة الاسلاميّة (وداعش فقط أحد مظاهره)، تزايدَت طردا دعواتٌ بضرورة تنقية التراث الاسلاميّ، طَمعا في تعزيز أيدلوجية الوسطيّة، ومحاولة دفع تهمة التطرّف عن التديّن الفقهيّ السّمِح !!!، وعن الاسلام التاريخيّ الرحيم !!!.
ولكنّ هذه الدعوة (القديمة المُتجدّدة) تفضحُ إشكاليّة مِفصليّة في الفكر الاسلاميّ، وهيَ : اعتبارُ هذا التراث مرجعا معرفيّا ومصدرا تشريعيّا وأساسا مُلزما لما بعده، وأصلا يُقاسُ به الشاهدُ على الغائب، باتساع دائرة القُدُسيّ وانحسار دائرة التاريخيّ وإطلاق صلاحيّة النّسبيّ؛ ليكونَ جواز السّفر الوحيد للدخول إلى أيّ حقلٍ معرفيّ.
وإلا فما الجدوى من تنقيته إذن، وإضاعة الجهد والوقت والمال والموارد البشريّة ؟!!، فلو نظرنا إلى التراث (بالمعنى العام للكلمة) في سياقه التاريخيّ، بخطئه وصوابه وتصوراته، وارتباط النصّ بواقعه، والحكم بعلّته، والحدثّ التاريخيّ بظروفه؛ لَعِشنا القرن 21 بعقليّته، لا بعقليّة 8 قرون مضت، تماما كمصير ما سنخلّفه اليوم لمن بعدنا.
إنّ إشكاليّتنا الكُبرى في هذه القضيّة، لا تكمن بالضرورة في هذا التراث الضخم الفخيم، وإنّما تكمن في [ طريقة تعاملنا معه، ونظرتنا إليه، وموقفنا منه]، كما أشرنا أعلاه، فأصبح عقبة في طريق التحاقنا بمجتمع المعرفة. إذ في تراث بعض الأمم الأخرى وتاريخها من التجهيل والعنصريّة والدماء ما يندى له جبين إبليس، وتظهر أمامه مخازي الدولة الأمويّة كمملكة من مماليك السماء، ولكنّها عرفت كيف تتعامل مع تراثها وتاريخها، وتجعل منه دافعا لا عائقا.
وزُبدة القول عندي ومِنّي : (التراث ليس مجموعة مُسلّماتٍ، بل هو اجتهاداتٌ بشريّة، بحثا عن إجاباتٍ لمسائلَ فرضتها تحديات الواقع المُعاش، حسب الأرضيّة المعرفيّة المُتاحة، والسقف الفلسفيّ الموجود).
ويبقى السؤال المُرعبُ لدى الكثيرين، والذي يَحُدّ من التحليل الدقيق لهذه القضيّة، ويجعلها حقل ألغامٍ، قد تفتك بصاحبها :
هل يُعتبر القرآن الكريم تراثا ؟!.
وما يفتحه هذا السؤال على تاريخيّة النصّ القرآني، وما يمنحُه في الوقت نفسه، من إجاباتٍ على تساؤلاتِ دارسِهِ اليوم، وحلولٍ للكثير من أحكامه بفهمها التقليديّ.
[خاطرة أولى على هامش إعداد مُلخّص ورقة بحثيّة، للمُشاركة في مؤتمرٍ عن التراث]

الثلاثاء، 22 مارس 2016

بقلم الصديق ماهر محمد المناس


الدولة منذ القدم و حتى اليوم مشروعها يقوم على البقاء و الاستمرار ، هذه قاعدة ثابته لا تحتاج الى ذكاء حاد لمعرفتها و فهمها، و لكن عند الحديث عن تأسيس و نشأة الدولة فانها لا تقوم الا على اساس فكرة جامعة، و على هذا الاساس تحافظ الدولة على بقاءها و شرعيتها داخليا و خارجيا ، لكن الدولة تسقط اذا سقطت الفكرة الجامعة لانها اصبحت لاتلبي التطور او نافستها فكرة اخرى جامعة تضاهيها و اكثر منها متانة، لهذا السبب فان الدولة تطور فكرتها الجامعة تلك ، او تختار فكرة جامعة يمكن تصديرها للخارج ، فلا بد من ايجاد فكرة تستطيع الدولة نشرها حول حدود الدولة ايضا لعمل حزام امني يسير وفق تلك الفكرة، كي يحافظ على الدولة حول محيطها لاجل البقاء و الاستمرار و التوسع ايضا .التاريخ يخبرنا عن دول سقطت بسبب تلك الفكرة الجامعة( الايديولوجيا التاسيس) التي قامت عليها ، لانها لم تعد تلبي تطور الزمن و لم تعد تستطيع حل مشكلات الداخل و اصبحت جامدة، او ظهور فكرة جامعة اخرى( ايديولوجيا جديدة) نافستها و اسقطتها .
عندما يقول الفيلسوف الالماني ارنست بلوخ بأن ( الصهيونية لن تحل مشكلة اليهود ، و لا أي مشكلة، و كل ما ستفعلة هو بلقنة الشرق الاوسط ، و تحويله الى منطقة تطحنها و تفتتها النزاعات )، فهو لا ينطلق من نظرية المؤامرة التي يسخر منها موضة الليبرالين و العلمانين الجدد، و لا ينطلق من معاداة السامية التي تلقى رواج في الغرب بل ينطلق من نفس القواعد و المفاهيم السابقة التي ذكرتها .
لماذا قال ارنست بلوخ ذلك ؟
لنذهب الى اسرائيل و نعاين هذا الامر و نحلله من منطلق تلك القواعد و المفاهيم السابقة التي ذكرتها .
اولا: كما هو معلوم فان اسرائيل قامت بعد الحرب العالمية الثانية كوعد من القوى الدولية بانشاء وطن قومي لليهود، و لكنها تاسست على ارض شعب و تم تهجير شعب لاجل تاسيس اسرائيل و تم استقدام شعب من كل مكان في العالم للاستيطان في اسرائيل. هذه الحقيقة معروفة لدى الجميع ، فالسؤال كيف ستعالج اسرائيل و هناك شعب مازال يحتفظ بذاكرته و يعيش في الخارج و يسعى لتحقيق العودة و انشاء وطن له باسم فلسطين . هناك ذاكرة جمعية حية و موثقة كل شيء تسعى للعودة و لها فكرة انشاء وطن قومي لهم ، مشكلة حقا ، و الصهيونية تعي جيدا هذه المشكلة و لذلك فدائما ما نسمع اسرائيل تقول ان قيام دولة فلسطين يهدد وجودها و ان عودة اللاجئين كذلك تهدد وجودها ، و تدخل اسرائيل بخلافات سياسسية مع دول تؤيد قيام دولة فلسطين . اذا كانت نتائج الحرب العالمية الاولى سببت مشكلة كبير بتلك الاتفاقيات المجحفة و ادت للحرب الثانية ، فان نتائج الحرب العالمية الثانية اصرت على مشكلة اخرى و هي اسرائيل .
ثانيا:فكرة قيام اسرائيل فكرة دينية، تعتمد على نصوص كتاب قديم، ماذا لو حاول اسرائيلي نقاش مشروعية دولته مع رجل يؤمن بدين اخر ينكر دين اليهودية، اذا فمشروعية اسرائيل خاصة باليهود فقط و تعتمد على الايمان ، و الصهيونية تعي جيدا هذه الحقيقة لذلك استطاعت اختراق الاديان الاخرى و خلق مذاهب جديدة تعتقد بقيام اسرائيل، فكما نعرف بان المسيحية كانت تعادي اليهودية، لكن ظهرت جماعة مسيحية صهيونية ، تؤمن بعودة المسيح بقيام اسرائيل روحيا و فكريا، تشكلت عقيدة روحية تؤمن بترابط عودة المسيح بقيام اسرائيل ، اذا موضوع اسرائيل عقيدة لدى المسيحين هولاء. الامر لا يقتصر على المسيحية حتى الاسلام ، فتفسيرات الدين في الاسلام القادمة من السعودية تؤكد حق اليهود باسرائيل كوعد من الله و كما نعلم فان السعودية و خطابها الديني يمثل خطاب الروحي للمسلمين في المنطقة السنة و هم الغالبية ، و لا تستغرب حديث مسلم يقول ان اسرائيل هي ارض اليهود ، او حديث داعية يتحدث عن ذلك، بجانب ربط ملاحم نهاية التاريخ باليهود، فهناك تفسيرات جديدة في الاسلام و تستند الى روايات مسيحية بان المؤمنين جميعا ( المسلمون و المسيحيون و اليهود) سوف يجتمعون في الشام لقتال الفرس ، و هذه التفسيرات تلقى رواج كبير و ايمان منقطع النظير لدى المتدينين . ماذا لو حاول اسرائيلي نقاش مشروعية دولته مع رجل لايؤمن بالاديان او يؤمن بدين غير الاديان الثلاث ، عندها علينا نذهب الى الحقائق التاريخية و النقوش ، و تعي اسرائيل جيدا هذا الامر ، لذلك اسرائيل مهتمة كثيرا بالاثار و النقوش، و قسم الاثار في اسرائيل من اهم الاقسام في الجامعات ، و يلقى دعم كبير من اسرائيل و منظمات صهيونية ، و عالم الاثار يحضى بمنح مالية كبيرة تجعله ثري فيما يخدم موضوع اكتشاف نقوش و اثبات وجود اسرائيل في فلسطين ، و لهذا دائما ما يسخر الكثير مني حين اقول لهم ان اسرائيل مهتمة بالاثار في اليمن كثيرا ، و تتعرض اليمن لتهريب كبير في الاثار و عن طريق وكلاء و دبلوماسين في سفارات دول خليجية و اخرى اوروبية ، لان اسرائيل تعاني من هذه المسالة في فلسطين فالنقوش و الحفريات في القدس لا تتحدث بتلك الرواية المذكورة في التوراة ، و وصل الامر بكبار الباحثين الى ان جغرافيا التوراة ليست في فلسطين ، و بالمقابل هناك دراسات كثيرة تنتشر بشكل غير مسبوق تتحدث عن فرضية ان اسرائيل كانت قبيلة يمنية قديمة و ان احداث التوراة في اليمن.
ثالثا: اسرائيل قامت على فكرة دينية قومية شعب الله المختار، و هي فكرة غير تبشيرية ، لا تستطيع اسرائيل نشر اليهودية في المنطقة او العالم لاجل بقاءها و استمرارها و توسعها، فيكف سوف تستطيع دولة ان تعيش بفكرة محصورة جدا و لا يمكن ايجاد من يؤمن بها في محيطها كي يصنع لها حدود امنية تكون هي فيها الدولة الروحية لهذه الفكرة ، لا يستطيع احد ان يكون يهودي . و اذا كنت تعتقد ان اسرائيل لا تعي هذا الامر فانت مخطىء ، فاذا كنت اقرا في اخبار عن مشروع لنقاش يهودية الدولة و لا اعرف هل الامر مازال قائم ، و قدر ذكرت هذا الامر لدى بعض الاصدقاء و ان الموضوع خطير و لا يمكن نقاش مثل هذه الفكرة الا لوكان هناك حدث كبير يخيف اسرائيل، و لان اسرائيل دولة صنعها لوبي استعماري لم يكن لاجل اليهود بل كان مشروع استعماري استغل يهود العالم و قام بتوجيههم الى فكرة اسرائيل . بجانب ان اسرائيل تعيش في وسط محيط معادي لها دينيا و قوميا ، كيف تستطيع اسرائيل اذا نشر هذه الفكرة و توسيعها في محيطها و هي فكرة غير قابلة للنشر او التبشير بها و بجانب ذلك حولها محيط معادي لها قوميا . لكي تعالج اسرائيل هذه المشكلة الجوهرية فعليها السعي الى تقسيم المنطقة الى دويلات صغيرة جدا و ضعيفة و متنحارة ، تقوم تلك الدول على اسس عرقية و قومية و اثنية و مذهبية و دينية و هويات جديدة، حتى يعطي لها مشروعية التاسيس على فكرة قومية و على فكرة دينية مثل بقية الدويلات حولها، و ستكون شعوب الدويلات مقتنعة بفكرة تاسيس اسرائيل لانها نفس الفكرة التي قامت عليها دويلاتهم ، و تطمئن اسرائيل انه لن يكون لها منافس قومي كبير او ديني كبير . و هذا ما نلاحظة مع موجة المطالبات بالتقسيم في دول المنطقة و الحديث عن هويات و تقسيمات اثنية و عرقية من ليبيا الى سوريا الى العراق الى اليمن ، و اخرها تصريح امريكا ان الحل في العراق هو التقسيم .
كيف تدير اسرائيل هذا المشروع في المنطقة ؟
ينشر رواد المواقع الالكترونية مقارنة مؤلمة لصور بين مدن العربية التي تحولت الى خراب بمقارنتها بمدن اسرائيل و حالة الاسف و الحسرة في تعليقاتهم، و البعض يطلق سخريته و ضحكاته مضيف لها سؤال يفرض نفسة بقوة على المشهد كيف ان المنطقة تشتعل كلها و تحركات سياسية في كل مكان ، بينما اسرائيل لا يسمع احد لها صوت و نائمة و لا تصدر اي حركة ؟
فعلا المنطق يقول ان اي حدث سياسي يحدث في المنطقة تجد بعده كل الدول في المنطقة تتحرك و تطلق تصاريح و تعلن عن مواقف لكل حدث ، فكل حدث يستلزم تحرك للحفاظ على مصالح اي دولة في اي مكان ، لكن المشكلة ان صعوبة تواجد اسرائيل بشكل مباشر في اي حدث في المنطقة يمنع من تنفيذ مشاريعها ، خصوصا ان المنطقة بشكل عام تقاطع اسرائيل و ترفض التطبيع معها، حتى ان وجدت دول لها علاقات ، فلا يوجد تطبيع شعبي معها ، و سيكون اي تحرك لها هو عمل غير مقبول شعبيا ، في مثل هذه الحالة يكون الحل المناسب هو وجود ذراع لها في المنطقة يدير مشروعها و مصالحها، بواسطة الخدعة القديمة و هي الية الاختراق الداخلي المسماة حصان طروادة ، و لم اجد حصان المنطقة الا دولة السعودية، فهي الدولة الوحيدة التي تنشر الخراب و تنشر ثقافة الكراهية و القتل و نبذ الاخر بواسطة الالة الاعلامية الضخمة التي تملكها من قنوات و صحف و مجلات ، بجانب الكتب الضخمة التي تقوم بتوزيعها في المنطقة بصورة مجانية و بدعم كبير، ترفع من موجات الكراهية في داخل شعوب المنطقة و تحولهم الى وحوش تقتل الاخر و تحولهم الى كائنات تتقاتل فيما بينها ، و تقوم بضخ موجات التخلف حتى اصبح العقل في المنطقة يعيش العصور القديمة بافكارها و قيمها و اخلاقها القديمة، شعوب المنطقة تسعى نحو التحوصل و التقوقع و التوحش . و هذا الحصان لا يحتاج الى ذكاء حد ليفسر سر التقاء مصالح اسرائيل دائما بمصالح السعودية في كل من مصر و لبنان و فلسطين و العراق و المنطقة بشكل عام ، نعم فحصان طروادة يفسر غرابة التقاء مصالح اسرائيل مع السعودية في المنطقة و هذا يفسر سبب تصاريح و مواقف السعودية الهادئة و الغير مبالية ب اسرائيل دائما ، و يفسر سر حضور السعودية القوي في كل دولة في المنطقة.
في مقابلة اخيرة مع هيكل مع جريدة لبنانية التي احدثت ضجة في السعودية بسبب حديث هيكل عن السعودية ، يقول هيكل ان مشروع اسرائيل مازل الاقوى في المنطقة ، لكن المحاور لم يسال هيكل اين هو المشروع و كيف تدير اسرائيل المشروع ، و لا اعرف هل هيكل مازال حذر من اتهام السعودية بادارة مشروع اسرائيل في المنطقة ، مع ان الوضع في المنطقة يحتاج الى صورة اكثر وضوح . لكن السؤال الذي يطرح اين تكمن قوة اسرائيل ؟، تكمن قوة اسرائيل بالنفط الذي يدير مشروعها في المنطقة و باللوبيات الصهيونية القوية المتواجدة في مراكز صناعة القرار في دول القوى الكبرى ، التي تصدر مجرد توجيها لاذرعها في المنطقة لصالح بقاء اسرائيل و مشروعها ، ومن خلال ذلك تدير المنطقة و تدير مشروعها للبقاء و الاستمرار و لا تحتاج اسرائيل حتى ان تنطق بكلمة .
هل كانت القوى العالمية تدرك و تعي هذا الامر ؟
هذه هي الاسباب التي نتحدث بها دائما عن مشكلة اسرائيل في المنطقة و لا علاقة للامر بموضوع اليهودية اطلاقا، والامر ليس ديني ، و لا علاقة للامر بشعار دعم فلسطين و قضيته الذي اصبح يمثل حساسية لدى الكثير ، بسبب اهتمامنا المبالغ به بقضية فلسطين و شعبها و لم نعد نهتم بمشكلات شعبونا ، و اصبحت فلسطين تحوز اهتمام اكبر لدينا يعيقنا عن الاهتمام بمشكلات شعوبنا.
نعم اخلاقيا و انسانيا مع شعب الفلسطيني، لكن بغض النظر عن هذا الامر ، فانا مع قضية فلسطين من جانب مصلحة و سياسة ، لان دعمها يعني الحفاظ على انفسنا ، و الحفاظ على مصالحنا ، مصلحة فلسطين من مصلحة المنطقة كلها ، امر سياسي يعم المنطقة كلها، لان القصة هي قصة المشروع الصهيوني الذي يدير المنطقة ، و لا حل الا محاربة هذا المشروع و انهاءه، المشروع الصهيوني الذي كان كارثة الحرب العالمية الثانية و الذي لم تستفد القوى العالمية من اخطاءها في السابق بمعالجتها الخاطئة للعالم بعد الحرب العالمية الاولى فابتلى العالم بحرب عالمية ثانية ، صحيح انها عالجت اخطاء التي سببت الحرب العالمية الثانية، في ربط الاقتصاد الالماني و الياباني بها خوفا من ظهور هتلر جديد يثار على الظلم الذي وقع على المانيا، لكن الصحيح انها خلقت مشكلة اخرى اسمها اسرائيل و المشروع الصهيوني الذي ظلم المنطقة كثيرا ( حروب و تخريب و دمار و ارهاب و تقسيم و تخلف ) في سياسته لاجل الحفاظ على الكيان الصهيوني و استمراره، و هذه المشكلة باعتقادي ستكون هي السبب الرئيسي في الحرب العالمية الثالثة .
.

المصدر https://www.facebook.com/yemen.son1


.

الخميس، 17 مارس 2016

الوسواس الفكري

كم جميل أن تصنع للناس وسواس فكري هم في منأى عنه, فتتركهم يتخبطون في تلك الفكرة قياما وقعودا ,وعلى جنوبهم ,فلا يجدون لها حلا ولا تأويلا ,,ولا يجدون لها مفرا ولا مهربا سوى تقبلها والايمان بها وذلك على انقاض الفكرة السالفة التي عاش بها وعاشت به ,,او انكار هاته الدخيلة ومعارضتها بقوة للحفاظ على المرجع السابق من الشرخ ,,

قد يكون هذا الوسواس الفكري يحمل في كنهه حقيقة مهمة , او قد يكون مجرد خزعبلات لا أساس لها من الصحة , او قد يكون مما يصطلح عليه “الفكرة الهراء” ,, هاته الاخيرة التي قد يقدمها لك موسوس في نقاش محموم يطغى عليه التشنج ومحاولة اثبات الذات على حساب الاخر ,ومفادها ان يأتيك بفكرة ويعطيها صفة الحقيقة , ثم يطلب منك نفيها أو اثباتها , فيضعك في ورطة تجعلك مذبذب بين ذلك ,لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء , فأي جواب تتفوه به سيطالبك بالدليل , سواء أكنت نافيا او مثبتا ,, الشيء الذي يجعل ذاك الموسوس يشعر بنشوة النصر المزيف اصلا من البداية .
وكمثال على ذلك سأعطيكم نموذج شخصي , لطالما شغلني منذ طفولتي في مرحلة الصدمة الفلسفية التي يتعرض لها كل شخص عندما يبدأ بطرح الاسئلة الوجودية على الوالدين والاقربون ,, فيتلقى الجواب الجاهز الذي نعرفه جميعا ,مع توبيخ صغير يكفي لإسكات الطفل وقطع الطريق عليه من هكذا اسئلة مرة اخرى ,,, وبدوري لم أسلم من هاته الصدمة الغير غريبة والمتوقعة من الجميع ,,لكن الغريب هو التساؤل الذي ظل يراودني طيلة مدة ليست بالقصيرة والذي تخلصت منه في السنوات الاخيرة بتخلصي من اشياء اخرى .
تساؤلي دائما كان مبنيا على الشك وكثرة الظنون في حياتي والمحيطين بي ,في اهلي في اصدقائي في الغير والاخر في كل شيء اشك الا في نفسي ,ورغم اني كنت اعلم ان الشك والظن غير مرغوب بهما في ديننا ,تحت قانون الآية التي تقول “ان بعض الظن اثم ” الا انني كنت اجد مسوغا لذلك واقول ” ان بعض الظن اثم ; بعضه فقط اما البعض الاخر فمن الفطنة وحسن التدبير ” ,,
ولم يكن الشك الذي اعتمده شكا على الطريقة الديكارتية ,وان تقاطعت معه في بعض الامور لكن الشك الذي تبنيته كان اكثر تشددا ,, كنت أتساءل واقول هل يمكن لهؤلاء الاشخاص الذين اراهم من حولي ان يكونوا مجرد ممثلين من عالم اخر ,او غير موجودين اصلا , انهم هنا لكي يخفوا عني حقيقة لا يريد من يهمه الامر ان اعرفها (للإشارة لم اقتطف هذا التساؤل من الفيلم الامريكي The Truman Show للممثل الكوميدي الشهير “جيم كاري” فهناك اختلاف كبير في التصور ,ثم ان الفكرة تكونت كما اشرت في مرحلة الطفولة ,,والدليل على ذلك اني وجدت فيما بعد ان هناك من كانت له نفس الفكرة وليست حصرية في مخيلتي ,,لكن كل يسوغها ويبسطها بطريقته المختلفة عن الاخرين )
كنت اقول بوحدانيتي في هاته الارض ولا شيء يوجد من غير الارض وكل ما أراه من صور للفضاء والكواكب الاخرى , ماهي الى امور يستعملها هؤلاء الممثلون المحترفون لتضليلي ,ثم اني ذهبت ابعد من ذلك في ايام مراهقتي و شككت في وجودها (أي الارض ) وفي وجود المكان أصلا ,وحتى الزمان , فالمكان عندي هو الحيز الذي اتواجد فيه انا فقط , ولا وجود لشيء اسمه مكان اخر الا ما يقوله لي الاخر والذي هو اصلا مشكوك فيه وفي وجوده الحقيقي اللا تمثيلي ,
فمثلا ان كنت في البيت ,وأخبرني شخص ما ,قد يكون ابي او امي او اخي او صديق او أي اخر ما دون “انا” (على فكرة فحتى الابوين مشكوك في كونهما لا يشاركان في المسرحية ,فالام تتقن دورها كأم والاب كذلك , والاخوة كذلك كان اختيارهم بشكل لا يمكن التشكيك فيه وايهامي بالشبه في الخلقة حتى لا يترك لي مكان للريبة ,,
وحتى زواج الاخرين وشهور الحمل التي تمر منها المرأة ثم الولادة كانت بالنسبة لي هي اشياء مفبركة حتى اذوب فيما ارى واعايش ,ثم ابني حقيقتي على ما أرى ). فكل من يخبرني بوجود شيء اسمه الشارع المجاور للمنزل او المدرسة الفلانية او الحديقة العلانية ,او أي مكان خارج الذي اوجد فيه أنا في تلك اللحظة المشكوك فيها اصلا (أي الزمن ) فهو غير موجود , ثم عند قيامي بالمحاولة للخروج من ذاك الحيز والتنقل نحو ذاك المكان الوهمي ,, يحصل لي كما يحصل في ألعاب الفيديو , فالشخصية المحورية او البطل , لا يتحرك ,وانما يحرك رجليه فقط والمكان هو الذي يصنع في الحين لانه مبرمج مسبقا ,ثم يبدأ بالتحرك نحوه , وعند تجاوزه لمكان ما ,فانه يمحى ولا يبقى الا الحيز الذي يشغله في تلك اللحظة .هنا أتذكر قصيدة كانت بمثابة مؤشر لي اني في مسرحية كونية وهي بعنوان “الطلاسم” للشاعر” اليا ابو ماضي” وكان يستوقفني كثيرا بيت منها يدعم شكوكي حول المكان ,,يقول البيت :
“أأنا السائر في الدرب ام الدرب يسير ,,,,,, ام كلانا واقف والدهر يجري ,, لست أدري
النتيجة أني محوت جل الاشياء أوكنت على وشك محو الكل من معارفي المكتسبة وحتى الفطرية, وكنت على خطى الذهاني اسير , فأصنع عالما خاصا بي وأجعله مرجعا لي , كي أجد سبيلا للتمرد والخروج عن النص والسيناريو المحبك ضدي , فلم أعد أصدق التاريخ ,فلا وجود كما اسلفت للزمن ولا وجود لاناس قبلي ولا بعدي ولا وجود لاناس في اماكن من هذا العالم المزيف , فأنا لن ألتقي بملك اسبانيا ولا بلاعب الكرة زيدان ولا بالمغني مايكل جاكسون ولا بأي شخصية مشهورة او معروفة مثلا اشاهدها عبر التلفاز والاعلام او اسمع عنها من الناس …
وصورهم تلك وشهرتهم كاذبة , فما هم الا اشخاص وهميون او لربما لهم عدة اوجه , فقد يلعب الممثل عدة ادوار , فتجده مغني شهير , وبائع السجائر في مكان اخر ورئيس دولة في مكان مخالف , وذلك حسب المهمة المطلوبة منه لتوهيمي .
لكن كنت دائما اعتبر ما اعتبره مجرد شك ,مجرد تصور , مجرد تساؤل , هي في الاخير فكرة , فكرة تكونت صغيرة ,وبدأت تنمو وتكبر , حتى كادت تصبح حقيقة مسلمة , لا يمكن التشكيك فيها , علما اني لا أستطيع اثباتها , ولا البرهنة عليها , هي موجودة في مخيلتي أنا فقط , ولا يسعني ان اعممها على الجميع لاني أقصيهم أصلا , وحتى وإن حدث وتنازلت , وأخبرت أحدا ,فلا يمكنني أن أبرهن له وأثبت له صحة ما أفكر فيه .
ثم ماذا لو أردت التنازل عن هاته الافكار ونفيها ,هل يمكنني ذلك ؟ أقول لكم لا يمكن ما دمنا نحترم العقل فلا يمكنني أيضا نفيها , لانه لا أملك الاليات لنفي مثل هاته الافكار .
شيء لا أستطيع اثباته ولا أستطيع نفيه؟؟ فيما بعد اكتشفت عدة امور واخترعت عدة “افكار” لا يمكن اثباتها ولا يمكن نفيها ,,لذلك خلصت الى ان فكرتي الشكية , التي حرقت رأسي طوال سنين عديدة ماهي الا ما يطلق عليها باسم “الفكرة الهراء ” .
قد تستغربون من هاته الفكرة وقد تضحكون منها وقد تعتبرونني مجنونا ,لكن كونوا متأكدين أن كل واحد منكم يحمل “الفكرة الهراء ” في باله , والمؤسف انه لم يستطع التخلص منها ولربما لم يكتشفها بعد ,
اللهم القلة من الناس حتى لا أكون معمما ,
اما من اراد ان يدخل في باله وسواس فكري , فليثبت لي بطلان شكوكي

المصدر        http://3almanya.com/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A/


الدّولة الوطنية في الجزائر.. عابرون في أنظمة عابرة ..... الدكتور اسماعيل مهنانة

منذ شوشناق (13 ق.م)، لم ينجح أي نظام، تقريباً، في تخليد دولته في المغرب الأوسط (الجزائر).
وربّما تكون الدّولة الأطول عُمرًا هي دولة النّظام الكولنيالي الفرنسي (132 سنة) باعتبار أن العثمانيين قبلهم لم يؤسسوا أية دولة مركزية، بل مجرّد حاميات جهوية تقوم على تحالف


القبَلية ونظامِ جبائي قاهر.
كما أن الدّويلات الإسلامية المتعاقبة على المنطقة لم تعمّر أطولها أزيد من قرنِ، وهكذا كان حال الروّمان قبلهم وما تخلّل حكمهم من دولّ أمازيغية باستقلال ذاتي أو كليّ.
يدعونا كلّ ذلك إلى التّفكير جدّيا في معنى السيّاسي داخل هذا الإقليم الواسع، القريب من الغرب وأوروبّا جغرافياً، البعيد عنه ثقافياً، وطرْح الكثير من الأسئلة حول مصير الدّولة الوطنية الحالية، وحول حدود «الأمّة الجزائرية»، حول مسألة الهويّة ومصيرها، وحول هذه التّوليفة الرّاسخة من العسكري والجغرافي، التي ظلّت شرطاً أساسياً لقيام أيّة دولة، وستبقى العنصر البنيوي للسّياسي لقرون أخرى.
ولكي لا نسقط في إعادة إنتاج طروحات عبد الله العروي (1933-) في المسألة بقدر بما يجدر بنا اختبارها وتفكير التّاريخ المتقطّع لصيرورة السّياسي داخل هذا الفضاء الجغرافي الذي سمّاه العروي بالمغرب الأوسط، ووصمه بالفراغ الحضاري، وبوصفه تاريخياً فضاءً «للعبور»، العبور بين مركزين وحاضرتين (تونس والمغرب) ومحلّ تجاذب وتقاطب حضاري لهذين القطبين.
الجهوية واقع أنثروبولوجي وسياسي لا يؤدّي إنكاره إلا إلى المزيد من التعنّت والديماغوجيا السياسوية والتّعالي على الواقع، وهذا هو الخطأ الذي ارتكبته الدّولة الوطنية الفتية فور ظهورها، خطأ في التّفسير، نتج عنه خطأ في الممارسة.
فقد اعتبرت دولة الاستقلال أن الجهوية من صنع الاستعمار الفرنسي وأنّ النّظام الكولنيالي تعمّد ترسيخ هذه الجهوية بإدارة جهوية، ضمن سياسة «فرّق تسُد»، وهو ما ينمّ عن قصر نظر تاريخي وسياسي فادح، ولهذا ارتأت أن الحلّ يكمن في فرض الوحدة الوطنية بفرض نظام تعليمي واحد، ولغة رسمية واحدة، وسياسة اجتماعية وثقافية واحدة، وهو أيضا ما كان خطأً سياسيا فادحاً ستكشف الأحداث هشاشته في ظرف قصير بعد الاستقلال (أحداث الرّبيع الأمازيغي في أفريل 1980 دليل على ذلك).
إنّ ما يدعو لقيام دولة مركزية في جغرافيا متنوّعة هو نفسه ما يعوقها: «المنطلق هو التنوّع والاختلاف بشتّى أشكاله وصوّره. ينجم عنه نوع من الصّمم. ثمّة خطاب وثمّة تواصل، لكن في مدار ضيّق، نسمع من المحاور ما نودّ أو نستطيع أن نسمع وقد نختزل ما نسمع إلى ما هو تافه نافل. مكوّنات السياسة عندنا هي في الوقت نفسه موانع السياسة» (عبد الله العروي، من ديوان السّياسة، 2009).
لهذا فقد سقط نظام الاستقلال في الشمولية دون وعي منه، الشموليات تتناسل تاريخياً عن بعضها، «خمرٌ جديد في كأس قديمة» كما يقول الإنجيل، فالمسيحية هي ستالينية العصور الوسطى، والنّازية وريثة القومية، والفاشية ورثت الشمولية الكنسية القديمة، كما أن الإسلام السّياسي وريث القومية العروبية المهزومة، والوطنية وريثة النّظام الاستعماري.
يكمن الفرق الجوهري بين النّظام الكولنيالي ونظام الدّولة الوطنية في كون الأول بنى سياساته الاجتماعية والثقافية على معطيات أنثروبولوجية علميّة بينما الثّاني يلقي بسياسته ارتجالاً وحسب أهواء ومزاج الزّعامات العابرة. ولهذا فقد انتهج النّظام الكولنيالي سياسة جهوية متعددة، بحيث قسّم الجزائر إلى خمسة أقاليم كبرى، فرض على كلّ إقليم سياسة تلائم خصوصياته (منطقة متّيجة، منطقة الشّرق، منطقة الغرب، الصّحراء، القبائل الكبرى، والمدن الكبرى)، بينما فرض نظام الاستقلال سياسة واحدة على كلّ المناطق، متجاهلاً منطق الاختلاف وضارباً حقوق الأقليات عرض الحائط. والنتيجة الأولى، هو أن التعدّد الذي انتهجه المعمّر أتاح له الاستمرار في الزّمن والتّاريخ، بينما الأحادية التي فرضها نظام الاستقلال تجبره على تغيير سياسته كلّ عشر سنوات، وهو منطق مفهوم جدّا.

 يعلّمنا التّاريخ أن كلّ ضعف إنما هو ارتخاء يصيب الدّولة المركزية يعود بالمجتمع إلى تشكّل سياسي سابق على الدّولة، فالمجتمعات لها قانون خاصّ في الانتظام الذّاتي، يرتقي وينحسر، يتقدّم ويرتكس حسب الظّروف.
قد تقود الردّة عن الدّولة الوطنية إلى وضع القبيلة، أو وضع الطّائفة الدينية، أو العرقية. وهذا ما حدث في العشرية الحمراء، من سنوات الحرب الأهلية(سنوات التسعينيات من القرن الماضي)، فقد ارتكس المجتمع إلى التشكّلات السابقة للدّولة، وهو السّلوك الذي سيتكرّر إثر أيّ انحسار للدولة المركزية، لهذا يكون صعود الإسلاميين إلى السّلطة نتيجة حتمية لأية انتخابات ديمقراطية في الجزائر، فالمجتمع في معظمه متديّن وغير مسيّس، والأميّة السياسية هي الديانة الأولى في البلد. السّلطة تعرف ذلك تماماً، ودوائر التفكير الاستراتيجية أيضاً تعرف ذلك، إنها لحتمية مفزعة وحزينة، أن يكون الخيار محصوراً بين حكم العسكر أو الكهنوت الديني.
والنتيجة، هي أنّ النّظام القائم صار مضطرّا إلى أن يلعب لعبة مزدوجة: فهو يصدّر للخارج صورة الدّولة التي تحترم حرية الاعتقاد والضّمير والفكر كما ينصّ على ذلك الدستور (المادة 36) وفي الوقت ذاته يسوّق للدّاخل صورة النظام الحامي للعقيدة والدّين كما تنصّ المادة الثانية من الدستور.
من هذه اللعبة تتفرّع لعبة سياسوية أخطر فالسّلطة في الجزائر تحاول احتكار كل عناصر الهوية (العروبة والإسلام والأمازيغية) والمعارضة بقطبيها الأساسيين (الإسلاموية والبربرية) تنازعها في احتكار أحد هذين المكوّنين، وهنا لجأت السلطة إلى إشاعة تهديد مُضمر لأنصار الطرفين بأن انسحابها وغياب هيمنتها يؤدّي إما إلى هيمنة طرف على طرف وإمّا إلى التّناحر العنيف بينهما، أي أنها تحرّك في كلّ مرّة أحد الطرفين لتعضيد شرعيتها بوصفها الوسط الضامن للتّعايش. كأن تحرّك الجيل الثالث من الإسلاميين للتخويف بالشمولية أو تشرعن الحركة البربرة الانفصالية (الماك) للتخويف بالانقسام، لعبة خطيرة خاصة حين ترهن مستقبل أي تعايش ببقائها.
إن هذا التّلاعب يشهدُ على عدم نضج فاضح في الأداء السّياسي للسّلطة.

 

الأحد، 6 مارس 2016

الإسلام عند الدكتور شحرور .... بقلم حسن بن فرحان المالكي


هو إسلام لا وجود له إلا في القرآن الكريم فيما أعلم؛ تعالوا نقرأ نظريته ثم نناقشها؛ نخالف شحرور في قضايا في المنهج والنتائج؛ لكن إن أصاب فلماذا نكابر؟


لقد بدأ د . شحرور بسورة الفاتحة؛ وهي هذه:(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)).ثم قال د شحرور: وهي سورة الفاتحة التي نرددها كل يوم ويحفظها الصغير والكبير؛ فإذا توقفنا فيها عند {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؛ فكيف نعبد الله ونستعين به؟فهم السادة الفقهاء العبادة على أنها: إقامة الصلاة؛ وصوم رمضان؛ والحج؛ لكن الله تعالى؛ فصل بين العبادة والشعائر؛ والدليل على أن العبادة غير الشعائر:(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)) {ألبينة}؛ وقال لموسى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)) {طه}.فالعبادة سبقت الصلاة في كل الآيات أعلاه، والدليل موجود؛ ومن القرآن؛ وليس من فلان عن فلان!قال تعالى:( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16)) {ألأعراف}!ثم يواصل د. شحرور قائلاً: ونفهم أن "اعبدني" تكون بطاعة أوامري؛ فما هي هذه الأوامر؟ هل هي الشعائر؟يأتينا الجواب في هذه الآيات التالية:١-(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}٢-(إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}٣-(وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}فالعبادة تكون في اتباع الصراط المستقيم؛ فما هو؟هو ما ورد في الآيات التالية في سورة الأنعام؛ فاعرفوا الصراط جيداً: (۞ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)){ألأنعام}فالصراط المستقيم الذي ندعو في كل صلاة أن يهدينا الله إياه ولم نهتدِ هو الوصايا التي بدأت بنوح وتراكمت مع الرسل، ويتفق عليها كل أهل الأرض! ولا يوجد في الصراط المستقيم صلاة أو صيام؛ بل أخلاق وعمل صالح؛ ومن هنا نفهم آيتي البينة 5 وطه 14 ؛ والله لا يهدي لصراطه متكبراً ولا ظالماً!فالصلاة أمر مختلف عن العبادة ; هي وسيلة واحدة من وسائل العبادة فقط؛ ويعطف بعضهما على بعض؛ كما سبق وكما في الآية:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ (77)) {الحج}وعلى هذا فمن يؤلف مجلدات في فقه العبادات عليه أن يؤلفها في: ١ بر الوالدين.٢ والقسط في اليتيم.٣ والوفاء بالعهد.٤ وعدم الاقتراب من الفواحش.٥ وعدم قتل النفس.٦ وعدم الغش بالمواصفات.الخ ما ذكر الله من تفصيل الصراط المستقيم؛ فهذه هي العبادات التي تحتاج لفقه وفق القرآن الكريم؛ هذه الصفات فقط هي التي من خلالها يمكننا الحكم على الناس إن كانوا يعبدون ربهم أم لا!وانتبهوا! فالشيطان يتموضع في أماكنها لا في المساجد!يواصل د شحرور قائلاً: أما الصلاة والصيام والحج فلا مكان للشيطان فيهم؛ أي أن الله تعالى يعبد في الأسواق وأماكن العمل لا في المساجد؛ والعبادة عمل وظيفي بحت؛. بينما الصلاة حالة وجدانية بحتة؛ تأتيها من نفسك، لا خوفاً ولا طمعاً، وبها تتمثل الاستعانة التي نطلبها في الفاتحة؛ ولذلك قال الله:{وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}؛ فنحن نعبد الله بالصراط المستقيم ونستعين به بالصبر والصلاة؛ فهما وسيلتان إليه.انتهى عرض فكرة شحرور - بزيادات شارحة مني - لتتضح الفكرة أفضل؛ والفكرة الآن مطروحة للنقاش والنقد؛ ولكن بعلم؛ أو الإيمان بها.

الخميس، 3 مارس 2016

عبادة الدين صورة من الوهم .... بقلم عباس علي العلي



من خلال فرض مساحة واضحة ومرسومة بحد حقيقي بين الدين وبين جاعل الدين وتسمية الأشياء بمسمياتها الخاصة والعمل على تجسيد التناسب بين الصورة المثالية والفهم والسلوك الحسي , ينجح الإنسان بالانتقال من ظاهرة عبادة الدين إلى حقيقة الاستجابة الفعلية لقضية الدين وهي الرحمة ,التي تتضمن عنصر الخير المطلق والأحسنية الكمالية التي هي غائية الفكرة والجوهر من علة وجود الدين ,التداخل وخلط المفاهيم ووضع مفهوم كلي بدل حقيقة المفهوم الجزئي أو عكس الحالة هذا يقودنا إلى التزييف والتحريف الذي يشوش الرؤيا ويخلط الأوراق عند الإنسان الطبيعي الغير متعمق في فهم فلسفة الدين وحالية ظاهرة التدين .



عندما يعي الإنسان أن الإيمان بفكرة الدين ليس إلا مجرد مرحلة أنتقال من حالة الاختيار الحر من عدة مفاهيم وبدائل إلى حالة تفعيل القرار كمؤدى نهائي للأخيرية والأحسنية العامة ,عند هذه النقطة سيكون العنوان الأساسي هو تطبيق رؤية الله من الدين وليس طقسنة الدين وإبعاد تجسيده كعامل إستعباد , والأنتقال إلى حقيقته الإنسانية منه (وما خلقهم إلا ليرحمهم) وليس بمفهوم ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وإن كانت الثانية طريقا تكوينيا كما شرحناه في معنى الصلاة للمفهوم الأول .ليس الغاية من الدين أذن تعليمنا طقوس بمسميات نتناوب على أداءها برتابة وتلقائية تفقد بمرور الزمن روحية الإيمان بما فيها من علل وأهداف ,بل الأنتقال بها ومن خلالها لجوهر إنسانية هذه الطقوس والعبادات المفروضة حسيا لأول وهلة ,وليس لتعظيم من هو عظيم أو لمعرفة الرب أو الديان أو الجاعل فهذه يمكن معرفتها أيضا بطرق أخرى ,فلم تنجح هذه الطقوس والحسيات المادية في التدين أن تعلمنا ما هو الأجدر من هذه السلوكيات للوصول لفهم تام للمعاني والمفاهيم الدينية ,الله أو الرب أو الخالق برأي الدين كفكرة مجردة هو الرحمن والرحيم والرؤوف والسلام والحبيب والظاهر وغيرها من الأسماء والصفات التي يعدها النص ليكشف لنا وقبل البدء بالبحث عن المعرفة ما هو معروف بالاسم والوصف وأيضا كمجرد من الحاجة للتفسير .أما البحث عنها خارج هذه التسميات والأوصاف والنعوت على أنها حقيقة الله الذي نستدل به بالطقوس أو من خلالها أو من طريق متصل بها أو يعتمد عليها هو محض هراء ,فمن يعرفك بنفسه صادقا وهو الأعلم بها لا يمكن إلا أن تعرفه بأكثر من ذلك ,لأن ذلك مجرد تخمينات أنت افترضتها على أنه هو لا يعلمها ولا يدركها أو لا يريد أن يفصح عنها .هنا العلم بها إن كان صحيحا فإنك تعديت على ما لا يجب لك ولا مطلوب منك ذلك ولا منها فائدة ,في قضية أنسنة الدين كمحصلة نهائية أو كما في قضية الزهد مثلا التي وصلت إلى مفهوم الرهبنة والصوفية السلبية كتعبد , ممارسة حسية لا ينتج منها فائدة عامية تثري وتنضج الفكرة الأساسية , وإنما هي أفتراضات شخصية لمن يعتمدها طريقا للوصول لغايات ذاتية فردية تخص فهمه لا فهم الدين .وإن لم يكن صحيحا أو لم يصل بك إلى تحقيقي هدف من أهداف فكرة الدين ,فقد جئت بأمر خارجي كان من الأجدر أن لا تنفق فيه لا وقت ولا جهد لأنه لن يصل بك لما في غائيات النتيجة ولا في مسالك المنهج من أهداف لا في الأحسنية ولا في الأخيرية , وهذا الأمر سيكون من ما لا يصح التعاط به أو الخوض فيه لأنه عبث وتفريط في ما لا يستوجب أصلا وكلاهما خطل عقلي محض .إذا كان ذلك الشرح والمقدمة الطويلة أنشأت ظاهرة شاذة يمكن تسميتها (دين عبادة الدين) ,وأصبح التدين بالواقع العملي هو بالفعل المنتحل مكان الدين السامي بشكل عام وكامل في كل الأديان التي تصنف وضعية وسماوية ,فلم يسلم منها حتى ما هو خارج الدين من رؤى وأفكار وإن كان الفرق بين الدين والفكر أن الأول يقتضي ثبات بعض الأسس والأركان فيما الفهم به والتعامل معه يتطور مع تبدلات الزمن والمكان .إلا أن الفكر اساسا خاضع بل واجب الخضوع للتبدل والتطور الحيثي لأنه بالتطور يمكنه أن يعيد رسم وجوده المستمر , ومتى ما توقف عن ذلك تحجر ومات وأستهلك قوته الدافعه والمؤثرة والضرورية ,هنا لا نستغرب أن ينطبق هذا الأمر على الدين الإسلامي برغم إيمان المؤمنين به أنه الختام الرسالي والغاية التامة من الدين ,بل يفهم البعض أن حدود المعرفة الدينية تنتهي عند النصوص التي جاء بها وسطرها في القرآن الكريم .الإسلام بالرغم من أنه بواقع الحال ومن السيرة التأريخية يؤكد حقيقة لم يأت دين سماوي أو وضعي يدعي بها أو يحاول الإدعاء فيها ,على أنه تكملة لسلسلة الرسالات ومسك ختام فهو لا يوازي ما قبله ولا كمنافس أو نقيض لها ,بل في الموجز أنه تأطير كامل لما تشتت وتفرق من نظريات ورؤى توزعت وتنوعت في باقي الرسالات وصهرها في وحدة متكاملة مترابطة سميت بالمحكم البياني لمجمل فكرة الدين عند الله .ومع هذا التأطير إلا أنه تعرض كباقي الديانات التي سبقته إلى ما يسمى إسلام الواقع وإسلام بقراءة محافظة وإسلام متأول وإسلام مفسر كلها شكلت ما يسمى بالمذاهب الإسلامية أو الملل الفرعية ,حتى أنها لم تلتق إلا بالتسمية وبعض الكليات من حيث شكلها بعيدا عن المضمونية مع الإسلام المحمدي المبني على الرحمة والخيار الإرادي , لنشهد ولادة تفرعات مشوهة لقضية واحدة النتيجة التي وصلت لو جمعت أو تجمعت لن تعطي صورة كاملة بل يمكن أن تعطي صور متناقضة ومتباينة في الجوهر والشكل .إسلام الواقع أو العملي المتواجد على أرضية التعبد اليوم يتميز بجملة ظواهر تفصل بينه وبين أصل الرسالة كونه بني على عبادة مسميات أو مفاهيم أو تقديس مفاعيل سلوكية ,ولكنها تدع أيضا كفروع لا يجمعها أصل واحد على أنها هي كل الدين ,مثلا كانت أول حرب شنت باسم الإسلام الواقع بعد رحيل الخبير فيه والمعلم الأول , هو محاربة وقتل مانع الزكاة بدون نص ولا أمر ولا مبدأ في دين الرسالة بل مجرد تخريجات لتقديس حالة فقط ,لينتهي هذا الدين استباحة الإنسانية من خلال رفض فكرة وجود أخر مختلف على النقيض من قاعدة لكم دينكم ولي دين .ليس المهم أن نتعبد فقط بفكرة وجدت على أرض الواقع ولو أن لها حيز في أصل الدين , ولكن الأهم والمهم أن هذا التعبد متناسب مع التجريد الفكري المرافق للدين أصلا , مثلا محاربة الكافر هل هي جائزة فقط بهذا العنوان أم أن الدين وضع جملة من الأحكام التي تمهد للتعبد بها , الكافر البعيد مثلا والذي يحتفظ بحقه الإنساني الذي سطره أصل الفكرة بقولها ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ,هل وجوده يشكل توافق أم تعارض مع هذا المبدأ وعلى أي قاعدة يمكننا أن نفسر أمر قتاله وأمر تركه ؟ .البعض يقول هذه مهمة الفقيه وهو الذي يتولى أستنباط الأحكام الجزئية من أدلتها التفصيلية ,وأنا أقول أنها ليست حقيقية حتى يتولاها الفقيه بل تبنى على أصل الترك لأن دائرة الأقلي لا تتوسع ولا دائرة الأكثري تتقلص ,أستنادا إلى فكرة ما جاءكم به الرسول فخذوه , والرسول لم يحارب الكافر لأنه كافر فقط بل لأنه يشكل تهديد مجتمعي وواجب الصد فيه ضروري من الضرورات الطبيعية , وهذا التخريج أجتماعي إنساني عقلاني منطقي وليس من باب التفقه أو النسبة للدين .من أكبر الانحرافات التي قادها البعض ممن يسمون رجال الدين أو المشتغلين بمناهج التدين ,هي تحويل التدين من عملية تطهير وتسوية للذات الإنسانية وصقل حقيقي لوظيفة العقل كي يكون أكثر قدرة على التفتيش عن حلول وأوسع في بحثه عن خطوط التماس بين المصلحة وقيم الأحسنية والخيرية , إلى ظاهرة شكلية حسية الهدف منها إقناع الفرد المتعبد أنه يؤدي ذلك فقط لإرضاء رب متسلط سواء أكان مؤمنا حقيقيا بما في تدينه أو مضطر للخلاص من أثر قادم وجزاء واقع , هذا التحول هو القذيفة الأولى بمدفع الكهنوت ضد قلعة الإنسانية التي أراد الله لها أن تعمر بالتعاطف والمودة والسلام .هؤلاء رجال الدين أو الفقهاء والعقائديين والمشتغلين بتدوير عمليات التعبد ما هم إلا كذبه أطلقها متوهم وتوهمها متدين بنية ما ,ليجعل من الدين سوق تجاري يباع فيه ويشترى من أحكام إن كانت خاطئة فلا تثريب عليه فيها بل يؤجر ,وإن كانت صحيحة ضوعف له الجائزة والأجر مع التنويه بفضله لا بفضل الله ,أما ما تترك من أثر في جسد الفضيلة والإنسانية والخير وما يبنى عليها من أنحراف فالتدين ساكت عنها ,لأن المجموعة التي شيدت هذا التدين لا تريد أن تدين نفسها بالخطيئة مع وجود العذر , ولأنها تعرف أن المكتشف لهذا الأثر سيوجه سهام النقد لله وللدين ولا يحملها شيء لأنه يعتقد كما هم أرادوا له ,بأنهم يتكلمون باسمه ويعملون لمصلحته ويناضلون للدفاع عنه .

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...