الثلاثاء، 10 مايو 2016

المعارك مع الموتى أكثر أمانًا !......... محمود عبده \ بتصرف


كلما رأيت الشيخ ميزو في برامج التوك شو استرجعت نضاله ضد جماعة الإخوان المسلمين قبل 30 يونيو 2013، وسألت نفسي: لماذا لم نسمع لهذا المناضل "الشرس" كلمة واحدة ضد الفاشية العسكرية الراهنة وعدوانها على الأرواح والممتلكات والحريات؟


والسؤال نفسه كان يراودني كلما طالعت الأخ إسلام البحيري يصول ويجول في حلقات برنامجه مهاجمًا ومتطاولًا على الأئمة، وأقول لنفسي: لماذا يرفض المفكر المجدد القتل والعنف في كتب الأقدمين ولا يستنكره من الحاكمين الحاليين؟!
ويتكرر الأمر وأنا أتابع بعض تفاصيل القضايا التي أثارها الدكتور يوسف زيدان مؤخرًا، فأجده "يفتي" بما يصب في صالح الصهاينة مغتصبي فلسطين، زاعمًا أنه "يجدد" الثقافة العربية!


وتتابع الأسئلة في عقلي:


أليس من تجديد "الخطاب الديني" الحرب على الاستبداد، والدفاع عن حقوق المواطنين الذين كرمهم دين الله فأذلتهم الأنظمة الحاكمة في طول بلاد العرب وعرضها وبخستهم حقوقهم، ولم تتورع عن دمائهم وأموالهم؟.
أليس من تجديد الثقافة العربية أن أحارب ثقافة الاستبداد والظلم وتسخير الدين في خدمة الحكام؟.
أليس النضال هو أن أدافع عن المظلومين وما أكثرهم في بلاد العرب؟
سر تلك الانتقائية في تجديد الدين، هو أن المعارك مع الموتى مثل(البخاري\الشافعي\ابن تيمية)آمنه ولن يخسر المجدد حياته بسببها بل سيكسب شهرة و رواج!! وإن حدث وتعرض أحدهم لبعض المشاكل فهو يعلم أن النظام لم يعاقبه إلا لأنه بالغ في أداء دوره فقط


أتذكر الآن حين كان أمن الدولة يسمح للمتحدثين في عهد مبارك بالهجوم على الرئيس(فقط الرئيس السابق فلا بأس من اتهام عبد الناصر بالعمالة لأمريكا وإسرائيل، ولا ضير في إبراز ما أحدثه السادات من إفساد في بر مصر)طالما لم يتعرض المناضل(الحر!) لمبارك وأسرته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...