الأحد، 15 مارس 2015

عقدة الشرف لدى الرجل العربي..

أنا أعلم أني أطرق موضوعا فيه من الحساسية الشيء الكثير، خصوصا لدى المتلقي العربي، لكن هذه الحساسية لن تزول أبدا إذا بقي هذا الموضوع طي الكتمان! فلنخرج، إذن، هذا الملف من الدرج، ولنناقش هذا الموضوع بعيدا عن أية حساسية مفرطة! سأبين وجهة نظري حول هذا الموضوع من خلال هذا التساؤل: ما معنى أن تكون امرأة ما "شريفة" حسب عقلية الرجل الشرقي، وما هي الأمور التي تترتب على هذا المعنى؟ للإجابة على هذا التساؤل ينبغي لنا أولا أن نعارض بين مفهومين مختلفين للشرف، و أعني بهما "شرف الرجل" و "شرف المرأة" حسب الثقافة الشرقية، أو العربية تحديدا. عندما يقال "فلان شريف"، فإن المعنى هنا يقودنا إلى صفات إيجابية مثل الكرم و المروءة و الشهامة و
الوفاء، إلخ، أي إلى صفات معنوية في مجملها! لكن ماذا تعني العقلية العربية تحديدا عندما تقول أن "فلانة شريفة"؟ أكاد أجزم أن المعنى هنا ينحصر في الجانب المادي فقط، أي بجسد المرأة و حواسها الخمس، ولا شيء غير ذلك! نأتي الآن إلى الشق الثاني من التشاؤل الذي طرحناه منذ قليل لنؤكد على أن ما يترتب على هذا المعنى "المادي" لشرف المرأة هو ظلم واضح تجاه المرأة بصفة عامة! إن عملية ربط شرف المرأة بجسدها تعني أولا أن المرأة لا سلطة لها على جسدها، و تعني ثانيا "تشييء" المرأة، أي أنها أقرب إلى الجماد منها إلى الكائنات الحية!، و تعني ثالثا أن المرأة، إذا ما قورنت بالرجل، أقل مسؤولية و أدنى منزلة! أليس من الظلم بل من العار أن نغض الطرف عن تلك الحشود الذكورية الماجنة التي تسافر في كل صيف لتعربد و تفجر، بينما نرفع أصواتنا بكل وقاحة كي ندين ابتسامة إعجاب من فتاة لشاب؟! سوف يقول نفر منكم أني أدعو إلى الانحلال الأخلاقي! لماذا أدعو إليه وهو موجود أصلا؟! نعم...إنه لواقع، شئتم أم أبيتم!! لكنه واقع من صنع أيديكم، من صنعكم أنتم يا من تفرحون لزواج "الأنثى" لا لأن مناسبة الزواج تستدعي الابتهاج بل لأن مسؤولية "حماية جسدها" طوال سنين عديدة قد انزاحت أخيرا عن ظهوركم!!! إنها مسؤوليتكم أنتم يا من لا ترون في المرأة سوى موضوع للشهوة و لا ترون في أنفسكم سوى ذئاب جائعة!!! إنه لمن الحماقة و الجهل أن نعادي و نقمع كل علاقة بين شاب و فتاة تتم في وضح النهار و على مرأى من كل الناس، و نتجاهل في المقابل السبب وراء تلك العلاقات التي تتم في جنح الظلام و كل ما ينتج عنها من كذب و نفاق و عهر!!! لكن لا غرابة، فهذه سمة المجتمعات البرجوازية البغيضة و المنافقة، فكل ما يطفو على السطح يجب أن يكون ناصع البياض، أما هناك في الأعماق فلا يهم ما لون الصخور!!!.....  موضوع مقتبس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...