الخميس، 16 أبريل 2015

الحركة النسوية تخدع المرأة وتؤذيها ... بقلم الدكتور محمد جلو


أنظر بتمعن في فلسفة و أهداف الحركات النسوية.
أجد أن أغلب الحركات النسوية العالمية تحتقر قيمة تربية الأم لأولادها في البيت، و تنكر بأن للأم قدرة طبيعية أفضل من قدرة الأب في ذلك، و تستنكف من عناية المرأة ببيتها، و تعتبر المطبخ قفص حيوانات، و العناية بالرضيع تحقير، و عمل الرجل خارج البيت أرقى و أعلى شأنا، و تتصور أن المساواة تعني خروج المرأة من البيت للعمل في المعامل والمزارع و المكاتب و الأسواق.
في النهاية، ستقنع الحركة النسوية المرأة بأن الخروج من البيت للعمل، هو السبيل الوحيد للتخلص من العبودية..
ثم تعود المرأة إلى البيت لتجد أن الأولاد جياع، و الرجل قد أحرق و خرب كل شيء، فتضطر إلى العمل في البيت أيضا.
قبل 60 سنة، و قبل إبتلاء الغرب بالحركة النسوية، كانت (الغالبية الساحقة) من رواتب و أجور الأب كافية لإعاشة عائلة بثلاث إلى خمسة أطفال.
فيتسنى للأم كامل الحرية في التمتع بما يتبقى من يومها، بعد إيصال أولادها إلى المدارس، و إنجاز عمل البيت.
فتقضي أمتع الأوقات من الرضيع، أو تلتقي بصديقاتها، أو تمارس هواياتها.
أغلب التطور و الحضارة في القرن العشرين أدت إلى تسهيل أعمال البيت، فأمور شغل البيت الشاقة أصبحت أسهل كثيرا، بغسالة الصحون و الملابس و المجففة و المكنسة الكهربائية، و الخبز الجاهز و الطعام الجاهز، و عدم الحاجة إلى التسوق اليومي بوجود الثلاجة و المجمدة، و الإستغناء عن حمل الماء من البئر بوجود الحنفية، و سخان الماء الأوتوماتيكي و التلفون و التنقل بالسيارة، و الأطعمة الجاهزة و الدجاج المنظف المقطع، و ألوف من الأمور التي سهلت الحياة.
و بدلا من أن تتمتع المرأة بيومها و وقتها، و تتنعم بالإحساس بالسعادة و طفلها الرضيع يناغيها في حضنها، و يمسك بأنفها، و اللعاب ينقط من حنكه، و يبتسم لها مظهرا سنين فوق و سنين تحت، و يتعلم خطواته الأولى..
بدلا من هذا، وجدناها تستمع إلى الحركات النسوية التي تطالبها بأن تتوقف عن الإنجاب، لأن تربية الأطفال إستعباد..
و تخدعها لتترك كل هذا النعيم، و تدفعها لتتجه نحو العمل الشاق في المعامل و الحقول و الأسواق.
الآن، المرأة الغربية وصلت إلى حالة، تجد نفسا مجبرة على العمل.
لن تتمكن هذه المرأة الغربية من العودة إلى حياة البيت الهادئة، حتى إذا كان ذلك ما تتمنى و ما تريد.
فلقد تغيرت الأمور كثيرا، و تكَيَّف الإقتصاد لعمل المرأة و الرجل معا.
فإنخفضت أجور الجميع نسبيا..
و هكذا، أصبحت رواتب و أجور زوجها لوحده، لن تكفي الآن.
أما في السابق، فكانت تكفي.
خرجت المرأة الغربية من البيت في البداية، لأن الرجال كانوا مشغولين بالحروب التي شنها الرجال.
و بعد أن إنتهت الحروب، و بدأت النساء تعود إلى البيوت، جاءتهم الحركة النسوية لتخدعهم و تبقيهم خارج البيت.
الآن، فات الأوان و لن يستطيعوا العودة حتى إذا أرادوا.
أنا لا أقول أن كل ما تطالب به أية حركة النسوية خطأ.
فهناك أشواط بعيدة نحتاج سيرها لتحرير نساء الشرق المظلومات.
و لكني لا أريد أن تقع المرأة الشرقية في الفخ الذي وقعت فيه المرأة الغربية.
و أريد التوضيح بأن إسترجال المرأة و دفن أنوثتها لن يعني تحريرها.
الحركة النسوية غسلت العقول، و خدعت النساء الغربيات.
و صورت للنساء أن البقاء في البيت إستعباد، و العمل خارجه سيادة.
المرأة الغربية خُدِعَت، و فقدت الآن الكثير من حرية إختيارها، بإسم المساواة مع الرجل.
فحتى التي تختار أن تتفرغ لتربية أطفالها، لن تستطيع ذلك الآن.
و حتى إن إستطاعت، لن تتحمل حالتها الإقتصادية أكثر من طفل أو طفلين.
المرأة الغربية الآن، أتعس و أكثر بؤسا..
-----------------------------------------
الذي يقرأ هذا و يتصور أنني ضد عمل المرأة خارج البيت، لم يفهم كلامي.
أنا مع المرأة ، و مع حريتها و ضد ظلمها.
و أنا ضد إنتقاص المرأة التي تختار أن تبقى في بيتها.
لا أدري لماذا لا يتخلص البعض من عقدة تبجيل عملية جلب لقمة العيش، و إحتقار إعدادها و طبخها و إطعامها له

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...