الخميس، 7 أبريل 2016

كتاب / الاسلام بين الشرق والغرب .... علي عزت بيجوفيتش

 ليست الانسانيه احسانا وعفوا وتحملا، وان كان هذا كله نتاجا ضروريا لها.لكن الانسانيه بالدرجه الاولي توكيد لحريه الانسان، اي توكيد لقيمته باعتبارة انسانا.


وكل شئ يحط بشخصيه الانسان ويحيله الي شئ هو امر غير انساني،
فمثلا من الانسانيه ان نقول ان الانسان مسئول عن افعاله وان نحاسبه عليها. وليس من الانسانيه ان نطلب منه ان يتأسف او يغير رايه، ان يتحسن وان يصفح عنه.انها اكثر انسانيه ان يعاقب انسان بسبب معتقداته من اجباره علي التخلي عنها او التبرؤ منها باتاحه الفرصه المعروفه باسم(الاخذ في الاعتبار بموقفه المخلص) ولذا فهناك عقوبات انسانيه، وعفو هو اكثر شئ غير انساني.


كان محققوا محاكم التفتيش في الماضي يزعمون انهم يحرقون الجسد لكي ينقذوا الروح، اما المحققون المعاصرون، فانهم يفعلون العكس (يحرقون)الروح بدلا من الجسد ..
كان محققوا محاكم التفتيش في الماضي يزعمون انهم يحرقون الجسد لكي ينقذوا الروح، اما المحققون المعاصرون، فانهم يفعلون العكس (يحرقون)الروح بدلا من الجسد ..


ان تقليص الانسان الي مجرد وظيفه انتاجيه استهلاكيه ، حتي-ولو كان له مكان في عمليات الانتاج والاستهلاك .ليس علامه علي الانسانيه، وانما هو سلب لانسانيته.


ان تدريب البشر علي ان يكونوا مجرد منتجين،وتنظيمهم في صفوف المواطنين الصالحين، هو ايضا غير انساني.


وبالمثل ، يمكن ان يكون التعليم غير انساني اذا كان عمليه من جانب واحد، موجها وقائما علي تلقين تعاليم حزبيه، اذا لم يكن يعلم الفرد كيف يفكر بطريقه استقلاليه ،اذا كان يقدم اجابات جاهزه، اذا كان يعد الناس فقط للوظائف المختلفه.


بدلا من توسيع افقهم، وبالتالي حريتهم.


ان اي تلاعب بالناس حتي ولو كان في مصلحتهم هو امر غير انساني،
ان تفكر بالنيابه عنهم وان تحررهم من مسئوليتهم والتزاماتهم هو ايضا غير انساني، ان نسبه الانسانيه الينا تجعلنا ملتزمين.فعندما وهب الله الحريه للانسان وانذره بالعقاب الشديد اكد علي اعلي مستوي. قيمه الانسان كانسان.


ان علينا ان نتبع المثل الاعلي الذي وضعه الله لنا.


لندع الانسان يجاهد بنفسه بدلا من ان نقوم بعمله نيابه عنه.
بدون الدين وبدون فكره الجهاد الروحي المتصل للانسان كما تقرر في(الحدث التمهيدي بالجنه) لا يوجد ايمان حقيقي بالانسان باعتباره قيمه عليا.بدون ذلك ينتفي الايمان بامكانيه انسانيه الانسان، او لانه موجود علي الحقيقه.


ان القول بمذهب انساني ملحد ضرب من التناقض،لانه اذا انتفي وحود الله انتفي بالتالي وجود الانسان،وكما انه لا يوجد انسان،فان(الانسانيه)التي يزعمونها تصبح عباره بلا مضمون.
ان الذي لا يعترف بخلق الانسان لا يمكن ان يفهم المعني الحقيقي للانسانيه.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...