الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

الرموز المنسية في سفيزف ..... قصة جزائريات رفضن الاستسلام

مقال ورد في جريدة الخبر يوم 27 سبتمبر يخلد ذكرى استشهاد 12 معلمة و معلما. حين أخذتهم أيدي الغدر الارهابية قبل 15 سنة من الآن. رحم الله شهداء الأزمة و أسكنهم فسيح جنانهم 
   

لحسن بوربيع


لن يتخلف سكان سفيزف، وعين آدن في سيدي بلعباس، نهار اليوم 27 سبتمبر 2012، على ما دأبوا عليه طيلة السنوات الـ15 الماضية. وسيتذكرون أرواح المعلمات الـ11 وزميلهن الثاني عشر، اللائي أزهقت أرواحهن في حاجز إرهابي وهن عائدات إلى أهاليهن وأولادهن، وكانت واحدة منهن تحمل جنينها في أحشائها منذ شهرين، رحل معها إلى الدار الآخرة.
فليو محمدية، بوعلي حنيفي سحنونية، بوداود خيرة، بوهند فاطمة، بوترعة رشيدة، شريد خيرة، ديش أمينة، لنفاد حفيظة، لوهاب نعيمة، مهدان زهرة، تونسي عزيزة وزميلهن صابر حبيب، كن عائدات إلى أهاليهن، في مثل هذا اليوم قبل 15 سنة، على متن سيارة نقل جماعي من نوع كارسان، بعد يوم شاق قضينه في عين آدن يعلمن أبناء تلك المنطقة، وهن اللائي كن يعرفن أن ما يقمن به خطر على حياتهن، لأن الإرهابيين قرروا منع التعليم على الجزائريين والجزائريات.

في مثل هذا اليوم قبل 15 سنة، احتل اسم بلادهن الجزائر، صدارة الأخبار في القنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء العالمية، وعلم كل سكان المعمورة أن 11 معلمة وزميلهن، وقعوا في فخ جماعة إرهابية مررت السكاكين على أعناقهن، لأنهن كن مصرات على عدم ترك الجهل يعشش في أوساط أبناء بلادهن في عين آدن. ولم يرحم الإرهابيون من كانت منهن حاملا أو مرضعة أو معيلة لأسرة بأجر زهيد. وسلب الإرهابيون حتى ما كن يحملنه من بقايا الوجبات الغذائية التي يصطحبنها معهن إلى مدرستهن. وكانت وزارة التربية الوطنية لا تتكفل حتى بأتعاب تنقلهن اليومي.
حقيقة، تحمل المدرسة التي كانت المعلمات المغتالات في عين آدن يشتغلن فيها، اسمهن، كما أطلقت وزارة التربية اسمهن على ثانوية أنجزتها في سيدي إبراهيم، دشنها الرئيس بوتفليقة.
لكن هل يكفي هذا؟ ألا يجب أن يعرف مرتادو المدارس في كل المدن والقرى الجزائرية أنه في بلادهم مات في مثل هذا اليوم 11 معلمة ومعلم، لأنهن قاومن بطريقتهن، ولم يتوقفن عن تعليم أبناء الجزائريين، في الوقت الذي كان فيه الخروج من البيت مخاطرة بالحياة.


في الجزائر توجد رموز كثيرة، أقواها وأسطعها ليس أولئك الذين واللائي تتصدر اليوم صورهم الأحداث. رموز قوية رحلت وتركت آلاما لا يحس بها إلا أمثال الذين سيقفون اليوم دقيقة صمت ترحما على أرواح معلمات سفيزف. لكنها رموز تركت للجزائريين فخرا، وأي فخر. وإذا كانت اليوم رموزا منسية، فإن التاريخ لا ينسى.
المصدر

هناك تعليق واحد:

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...