الخميس، 16 يوليو 2015

شرح بسيط للرأسمالية والديمقراطية والاشتراكية والشيوعية والفاشية .... بقلم الدكتور محمد جلو

أنتم ثلاثة جوارين.
أنت، و جار على يمينك، و جار آخر على يسارك.
كل منكم يمتلك بقرة حلوب.

__________________
أنت شديد التدبير، و تُقَتر على حالك، و تحرم نفسك و عائلتك، لتوفير المزيد من الأموال، و تعمل جاهدا للعناية ببقرتك، و إنتاج أكبر كمية حليب منها.
أنت لا تجد عمل العناية بالبقرة ممتعا، و لكنك تتمتع كثيرا عندما تستلم أجور حليبها الذي تبيعه في السوق.
.
جيرانك يكرهون العمل الدؤوب، و هم مثلك، لا يتمتعوا بالعناية ببقراتهم.
و لكن أبقارهم لا تنتج الكثير من الحليب، لأنهم يفضلون حياة الكفاف على العمل الدؤوب.
.
كمية الحليب في المجتمع هنا، ليست عالية..
لأن أغلب الأبقار هي مع أشخاص لا يتعبوا نفسهم في إنتاج أكبر كمية من الحليب.
و يسمي جيرانك أنفسهم قنوعون، و يسموك جشعا طماعا.
و يبقى أغلب المجتمع فقيرا بصورة عامة، لأنه لا ينتج الكثير من الحليب، على الرغم من وجود ثلاث بقرات.
.
.
جيرانك ينفقون كل أموالهم، و يغرقون في الديون.
فيعرضون عليك بقراتهم للبيع، و تشتري البقرات منهم.
.
هنا، سيتخلص جيرانك من بقراتهم، لأنهم متأكدون أنهم لن يستطيعوا إنتاج الكثير من حليب بقراتهم، و يفضلون إنتهاز تلك الفرصة الذهبية، لبيع بقراتهم بالسعر المغري الذي تعرضه أنت عليهم.
فتشتري أنت بقراتهم، لأنك متأكد من أنك ستستطيع إنتاج الكثير من حليب بقراتهم، و تفضل إنتهاز تلك الفرصة الذهبية، لشراء بقراتهم بالسعر المغري الذي يعرضوه هم عليك.
.
ستتفقوا على البيع و الشراء.
فيفرح جيرانك، لأن قيمة المال أعلى من قيمة البقرات بالنسبة لهم، و إلا لما باعوك بقراتهم.
و تفرح أنت، لأن قيمة البقرات أعلى من قيمة المال بالنسبة لك، و إلا لما إشتريت بقراتهم.
و سيشعر جميع الأطراف بأنهم إستفادوا و كسبوا من عملية البيع و الشراء هذه.
.
الآن، ستصبح عندك ثلاث بقرات.
.
يحتفل جيرانك، لأنهم أوفوا ديونهم، و تبقى لهم المزيد من الأموال من ثمن بيع البقرات، لينفقوها على أنفسهم.
و عندما تنفذ أموالهم، سيأتوك ليعملوا عندك كعمال للعناية ببقراتك الثلاث، مقابل أجر متفق عليه.
فيضطروا للعمل الدؤوب، و إنتاج أكبر كمية من الحليب من الأبقار، خشية فقدان مصدر رزقهم الوحيد.
لأنك ستبدلهم بعمال أنشط، إن لم يعملوا بجد.
و يسمي جيرانك أنفسهم كادحون مضطهَدون، و يسموك جشعا طماعا إستغلاليا.
.
كمية الحليب في المجتمع هنا، عالية جدا.
.و هكذا
شرحت لكم أعلاه، النظام الرأسمالي
__________________

الديمقراطية:
هي أن يتفق جيرانك الإثنين عليك، و يجردوك من بقراتك و أملاكك، بإسم المصلحة العامة، و لكي يعاقبوك على جشعك و طمعك، و يعوضوا أنفسهم على إستغلالك و ظلمك لهم.
و كلها، لأن مصلحة إثنين من جيرانك، أهم من مصلحتك (أنت واحد فقط، و طز بك و بحقوقك)
___________________
الإشتراكية:
أن تأتي الدولة الديمقراطية، و تنتزع بقرتين من بقراتك بلا ثمن، و تعيدهم إلى جيرانك "أصحابها"، لتحقيق المساواة.
فتموت بقرة أحد جيرانك بسبب عدم مبالاته، و يشح حليب بقرة جيرانك الثاني بسبب كسله.
و لكن بقرتك تنتج حليبا كثيرا، بفضل جهودك.
فتصوت ديمقراطية أصوات جيرانك ضد صوتك الوحيد، و يطالبوك بتزويدهم من حليب بقرتك لتحقيق المصلحة العامة لأن أحدهم عاطل و الآخر لا ينتج كثيرا من الحليب
فتضطر أنت إلى الإكتفاء ببقرتك، و ترفض التوسع مستقبَلا، لأنك تعرف أن الحكومة ستصادر الأبقار الزائدة.
.
كمية الحليب في المجتمع هنا، قليلة.
___________________
الشيوعية :
أن تصادر الدولة بقراتك الثلاث، و تأمرك أنت و جيرانك للعناية بهم.
ثم تنصب عليكم رفيقا مناضلا يوجهكم و أمركم بالتعاون لرعاية البقرات الثلاث، تحت إشرافه.
و يوزع الرفيق المناضل عليكم بعض الحليب، و يحتفظ هو بأغلبه لنفسه.
و عندما تموت بقرتين، سيستمر الرفيق المناضل على المطالبة بحصته من الحليب كاملة، و لا يتبقى لكم إلى القليل.
.
كمية الحليب في المجتمع هنا، قليلة جدا.
و ثلاثتكم معرضون للإعدام. سبب إبقائكم أحياء، هو حاجة الرفيق المناضل إلى عبيد يعتنون بالبقر، و يقدمون له الحليب.
__________________
الفاشية (و هي حقيقة أغلب دول العالم التي تسمي نفسها رأسمالية):
أن تحتفظ أنت ببقراتك الثلاث، بعد أن إشتريت إثنين من جيرانك.
ثم يأتي الحاكم، و يأخذ منك ما يشاء من الحليب بإسم المصلحة العامة.
و سيشجعك الحاكم على إضطهاد العمال، و يغض النظر عن إستغلالك لهم.
لكي تربح أكثر و يشاركك (إشتراكية) في الربح من الحليب (ضريبة).
و هكذا
ستجد أن النظام الفاشي هو نظام خليط من الرأسمالية و الإشتراكية.
.
و كما قلت
نظام أغلب دول العالم، هو فاشي
.
كمية الحليب في المجتمع هنا، متوسطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...