السبت، 8 أغسطس 2015

آليات السيطرة على قطعان الرعاع باختلاف مآربها ومشاربها ...... بقلم مختار عبد العليم



في هذه المنطقة العفنة بجهلها وعهرها تتفشى صراعات أورام الخرافة الميتافيزيقية والجهل بالعلم بين السواد الأعظم من الرعاع والعبيد مِمَّن يكذبون بما يقولون.

لذلك فانتشار المساجالات العقيمة الجاهلة بين الملحدين والمؤمنين، إن هي إلا صراعات على بيوت دعاراتهم الفكرية التي أنجبتهم.

فالتدين كارثة ما بعدها كارثة. لأن كلا الفريقين متدين بما يَدين به.
فأتباع الأديان متدينون، والملحدون متدينون.
وكلاهما تلخيص مهم لحالة منهجية القطيع.

فكيف لمأمورين دوماً بقطع آذانهم عن السمع، ولست أقول الإصغاء؟

فمنهجية السمع والطاعة من جهة واحدة، لهي مرار المرار على كل مَن يقطن أماكن عشق الاستعباد.

وكيف لمنطقة من العالم تسمي نفسها بالعالم العربي، وهي تملك ثروات طائلة لا توجد في عوالم أخرى أبداً، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، [ اليابان، ألمانيا، فرنسا]. ويكون بها أزمة أكل أو شرب أو صحة؟
إنها في مناطق التدين والفساد لثروات تستخدم في استفحال الجهل وتعطيل العقل ومنح النقل امتيازات أكبر وأعظم!!

لذلك نجدها أكثر المناطق في العالم فقراً، جهلاً، عبوديةً، استعباداً، مرضاً، تعريةً، جوعاً، فاشية،
هزائم، قتل، سبي، إقصاء، اغتراب، مبيقات، عُهر، دمار وخراب!!!

ولن ينجح الإلحاد في هذه المنطقة الموبوءة في تَقَفِّي آثار خطى العقل والذي قطع شوطاً كبيراً في عوالم التحضر والإنسانية.
ذلك لأن الإلحاد في هذه المناطق يعتمد على كثير من الملحدين والذين إن هم في حقيقتهم إلا خارجين عن خلفياتهم الدينية والمتدينة كي يشعروا بأنهم مجرد أذناب أحرار وساندوتشات حرية مُسمَمة بهذه الخلفيات التي لا أعتقد بأنها قد فارقتهم قَط.

وبالتالي يحولون عقولهم إلى حالات انتقامية من كبت همجيتهم الأخلاقية والتي ظلوا يُستنزَفون تحته؛ إلى أسلحة تسمى بالأسلحة البيضاء وهي السِنَج والمطاوي والسكاكين والبلطات والسواطير والجنازير؛ فتستحيل مساجلاتهم مع المؤمنين والنقاشات إلى مجرد بلطجة بين بلاطجة وشبيحة بعضهم يخانق بعضه.
لذا فهم في رأيي مجرد الوجه الآخر لعملة الجهلة المؤمنين.
ولهذا يلعب مثل هؤلاء الملحدين الذين يَمْضُون طابور من القطيع خلف ما يلقي لهم به المتدينون والمؤمنون من أحشائهم من غثاء دوراً مهماً في وضع منظومات الفكر على مذابح الجهل؛ هذه المنظومات التي أتصور بأنها من الأفضل لها أن تكون مبنية على الاقتناع وحرية الاعتقاد ورجاحة العقل ورقيه وحرية حركته وتحويل مجرى الوعي إلى استنارة الفكر بثقافات حقة تعتمد على التقييم الجيد والتحليل القائم على مناهج الاستقراء والاستنباط وإعمال المنطق المعاصر في مكانه وإعمال الضمير الحي الإنساني كضامن صالح لمنظومة القيم والأخلاق النبيلة، وِفق قوانين مدنية يرتضيها الجميع حَكماً فصلاً بين الجميع.

ولذا فالعقل عاجز عن أن يخطو خطوة واحدة نحو تحرره من قيوده التي تقتله يوماً بعد يوم بل ساعة بعد ساعة طالما أنه يشغل نفسه بما تفرغه حالات التدين المستعصية من فيروسات وجراثيم إقصاء العقل من أحشائها ليتحول بفعل خدمة الملحدين الجهلة لهذا القيء والتقيأ بتحويل العقل والأخلاق إلى جثة هامدة تتعفن بمرور الوقت.

فهذه المنطقة برمتها تستعذب قتل العقل، والقيم السامية العظمى/لأنهما العدو الأعظم لها ولرعاعها من كافة النواحي.

وذلك لأنه إذا تغلب العقل وثار وانتصر على موته في هذه المناطق، وسادت القيم النبيلة وتسيدَت، وانتصر مقام القانون على مقام العمى التديني الإلحادي؛ والمعتمد على عواطف هزيلة ومشاعر فاشية مرتكزة على الغيبيات عند كلا الفريقين سواء بنصرتها أو بمعاداتها؛ فلن يجد الجهل الملحد مكاناً له، ولن يجد التدين القاتل مكاناً له أيضاً.

فموت العقل لهو السوق الرائج لكلٍ من الفريقين المهزومَين حتماً أمام ثورة العقل إذا أفاق وانتصر.
ومن هنا فكلاهما يحافظ قدر استطاعته على موات العقل، وهدم منظومة الأخلاق، وقتل الضمير وتهميش المبادئ الإنسانية وتهشيم عظام القانون؛ من أجل سيطرة منهج القطيع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...