boudjemaa mokhtar

الاثنين، 20 يوليو 2015

غرداية، بين شحّ العمران وكثافة التاريخ ..... عبد الناصر جابي

  احداث العنف التي عرفتها مدينة القرارة بولاية غرداية خلال هذا الشهر (تموز / يوليو 2015)، وذهب ضحيتها أكثر من عشرين مواطناً، لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون ربما الأخيرة للأسف، اذا استمرت نفس المعطيات العميقة التي تغذيها. فقد سبقتها احداث أقل عنفاً في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. ليبقى ما يميز احداث هذه السنة هو عدد الضحايا، ناهيك عن التدمير الذي لحق بالممتلكات الفردية والعائلية.
لماذا هذه الاستمرارية في العنف في العقدين الأخيرين اذن، وما هي الأسباب العميقة التي تجعل هذه المنطقة الصحراوية الهادئة والتي عرفت اشكال تعايش مترسخة بين مكوناتها  البشرية الأساسية تاريخيا، تتجه نحو العنف والاقتتال بين بني ميزاب الإباضين الناطقين بالأمازيغية ومحيطهم "العربي" البدوي الذي تمثله مجموعة قبائل الشعانبة وفروعها. عدة اتجاهات ثقيلة على المستويين الاقتصادي الاجتماعي والسياسي يمكن ان تفسر جزء من هذا الاستقطاب الاجتماعي الذي تعيشه المنطقة والذي يأخذ طابعا اثنيا ومذهبيا في بعض الأحيان.
هناك في البداية الازمة الاقتصادية التي تعرفها المنطقة مثل بقية البلاد. ازمة تبرز أساسا على شكل بطالة عالية عند الشباب في الجنوب الذي يُهاجر اليه للعمل في القطاع النفطي. وقد تصاعد الصراع في هذا المجال، كما تبينه منذ سنوات إضرابات واحتجاجات شباب الجنوب المطالبين بحقهم في الشغل. كما المطالب البيئية، حيث احتج سكان عين صالح ضد استخراج الغاز الصخري لما لذلك من تبعات بيئية وصحية خطيرة في منطقة هشة سبق وأن تعرضت الى عدوان بيئي من قبل الاستعمار الفرنسي الذي قام بتنفيذ تجارب نووية في سنوات الاستعمار الأخيرة. دون نسيان ما يعرفه اقصى الجنوب من تململ متعدد الأوجه في علاقة واضحة بأزمات مالي وليبيا.
 وحتى لا ندخل في تفاصيل الازمة الاقتصادية التي تعيشها الجزائر وتبعاتها، نكتفي بالقول أن النموذجين الاقتصاديين اللذين يعتمد عليهما أبناء ولاية غرداية بمختلف مكوناتهم، يعبران منذ سنوات ازمة خانقة.
فمن جهة، "النموذج البدوي" الذي يعتمد على الرعي والتجارة الصحراوية وبعض النشاطات الفلاحية، يعيش أزمة حادة، كما هي حال النظام الاقتصادي  البدوي عموماً. وتتمظهر هذه الازمة من خلال نزعة قوية للاستيطان دخل المدن القريبة والهجرة من الفضاءات الصحراوية التي لم تعد قادرة على استيعاب النمو الديموغرافي. هجرة تتجه صوب الفضاءات العمرانية كما يخبرنا بذلك  تاريخ هجرة قبيلة الشعانبة الى اقصى الجنوب الجزائري وفزان الليبية وحتى مالي والنيجر. المغريات التي تمتعت بها المدن بعد الاستقلال خصوصاً، سرّعت في حدة هجرة الشباب تحديداً والذي لم يعد يقبل بنمط المعيشة البدوي.
في المقابل، يُعاني "النموذج المزابي" المعتمد تاريخيا على تجارة التجزئة والجملة والبقالة الصغيرة التي يُعرف بها بني ميزاب في كل مدن الجزائر وحتى الخارج. فمنذ  ثلاثة عقود تقريبا، بعد تحرير التجارة الخارجية، يُعاني هذا النموذج من ظهور التجار الشباب الذين سيطروا على التجارة غير الرسمية والرسمية في المدن وبين الجزائر والعالم الخارجي. تجار لا يتمتعون بثقافة التاجر المزابي التقليدية لكنهم استطاعوا ان ينافسوه ويخلطون له أوراقه المعتمدة على "شفافية" التعامل وعلى العمل الجماعي وعلى تماسك النسيج التجاري المكون من سلسلة طويلة من المخازن وشبكات النقل.
رغم التحول الملاحظ في النموذج الاقتصادي المزابي نحو العمل الصناعي وبداية ظهور نواة برجوازية صناعية، إلا انه لم يتمكن من فرض وجوده في هذه الغابة النيولبيرالية التي فتحتها الخيارات الاقتصادية للدولة الجزائرية حتى الان وسمحت بدخول مئات الالاف من التجار الجدد الى السوق .
بالطبع ما حصل ويحصل وما هو مرشح للحصول في المستقبل من احداث عنف لا تفسره هذه الازمة الاقتصادية والاجتماعية متعددة الوجوه لوحدها. يفسره كذلك التاريخ الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي عاشته المنطقة. وتفسره ربما اكثر، تلك التصورات والأفكار المسبقة التي تكرسها الأجيال الصغيرة من أبناء المنطقة حول هذا التاريخ ورجاله ومحطاته المهمة التي كانت وراء تأسيس الفكرة الوطنية ذاتها.
 فأحد أهم أسباب العنف القابل للتجدد، إن لم يُحارب بعمل جدي، هي تلك الصور النمطية التي يحملها كل طرف عن الآخر. المزابي الإباضي المتكلم بالأمازيغية، الميسور وابن الفضاء الحضري، عن "العربي" البدوي المالكي السنى البدوي الفقير وحول تاريخه الفعلي والمتصور. خاصة بربطها بمحطات تاريخية مهمة، بدءا من تكوين التجمعات العمرانية نفسها والهجرات المكونة لها. وذلك منذ أحداث الفتح الإسلامي، مرورا بالاستعمار الى الحركة الوطنية وثورة التحرير. ربط تكون في مخيلة اجيال لم تعش ما سبق، يتحول في غرداية الى مفجر للخلافات العنيفة بدل ان يكون مدماكاً يحمي الوحدة الوطنية.
هذه الصور النمطية يعاد انتاجها بشكل مصطنع في السنوات الأخيرة عن طريق وسائل التواصل الحديثة، في مجتمع فشلت فيه  مؤسسات التنشئة الاجتماعية،  كالمدرسة والاسرة والحي ومكان العمل، في بناء نسيج  وطني متجانس. وهي التي كانت جزئياً وراء خلق اللحمة الوطنية في كل المجتمعات التي نجحت في بناء نسيج اجتماعي متجانس.
فهذا الشاب او العائلة البدوية التي تلفظها أزمة "النموذج البدوي" والنمو الديموغرافي المرتفع تقليديا، ستجد في مواجهتها، عند محاولة الاستقرار في مدن بني مزاب، نمطا عمرانيا متميزا وحياة ثقافية ونسيج اجتماعي وثقافي بتفاصيل مفرطة في خصوصيتها. انماط حياة  عاشت ولازالت في فضاء عمراني يتميز بشح موارده وانغلاقه النسبي والذي يصعب اختراقه. نسيج اجتماعي وثقافي مبني على العمل التجاري وفلاحة الواحة وعلى شبكة من العلاقات القديمة المبنية هي الأخرى على تنظيم ديني ومذهبي وتعليمي وجمعوي ضارب في القدم. وهو يريد ان يستمر بخصوصياته في إطار حالة هشاشة وتحول، وحتى حالة خوف وتوجس، من محيطه المباشر المختلف، الذي يجب عليه ان يحترم هذه الخصوصية. خصوصية على مؤسسات الدولة الوطنية حمايتها كجزء من التنوع الاجتماعي والثقافي للمجتمع.
إن البعد السياسي المتحوّل الذي يحكم العلاقات مع مؤسسات الدولة الوطنية داخل هذه الفضاءات العمرانية، يمكن ان يكون أحد مفاتيح هذا العنف والاستقطاب الاجتماعي. فقد نسج المزابي مثل الشعانبي،[1] علاقات مختلفة، وتكاد تكون متناقضة في بعض المحطات، مع مؤسسات الدولة الوطنية كالحزب والإدارة المركزية والمحلية. ويُستشف هذا من الانتخابات المحلية والتشريعية والانخراط في الأحزاب ومؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والأمن. تتضخّم تلك الصورة في بعض الأحيان في حالات الاستقطاب كما حصل في احداث العنف الأخيرة. وذلك بالاعتقاد أن مسافة قرب المكونين المزابي والشعانبي من تلك المؤسسات ليست واحدة. وهذا يُنتج الشعور بالغبن وحتى عدم شرعية تلك المؤسسات في عيون الشباب من أبناء المنطقة الذين تحولوا كما هو حال كل الجزائر الى فاعل جماعي سياسي في هذا الحراك الذي انزلق نحو العنف. وفي هذا، هم يعتمدون على ما توفره لهم وسائل التواصل الحديث من إعادة انتاج الصور النمطية السلبية حول الاخر والتي أججت الأحداث بقوة.
إن الشاب المزابي الذي استفاد اكثر من المنظومة التعليمية الاهلية بكل خصوصياتها المذهبية ومن تلك التابعة للدولة، لم يعد يستمع بنفس القدر الذي كان تستمع به الأجيال الأكبر الى مؤسسات واعيان المجتمع التقليدي الفاعلة. اجيال لم تعد على استعداد لإعادة انتاج الصورة النمطية التي ميزت المزابي تقليدا كانسان هادئ ومتسامح محافظ على مسافة معينة من محيطه العام. ميّزة لو استغلت بشكل إيجابي، بدل الاكتفاء بتعبيراتها السلبية الحالية وهي في حالة استقطاب وتشنج اجتماعيين، فقد تكون المدخل الى اندماج وطني اكثر. فالشباب كان هو الأول في التعبير عن هشاشته.
 التفسير الجيلي يصلح أيضا كمدخل بالنسبة للمكون الشعانبي الذي لم يستفد بنفس القدر من التعليم والتأهيل، ولا من نفس الحضور والتأطير للمؤسسات التقليدية ودور الاعيان ورجال الدين. يعود هذا إلى الفقر الثقافي التقليدي الذي يميز الفضاء البدوي عموماً وليس في الجزائر فحسب. شبابه اكثر انفتاحا على الانتماء الوطني الذي يعبر عنه بالتمدد في محيطه العمراني القريب الذي يتميز بالندرة وقلة الموارد الجغرافية. وهذا يفرض تدخل الدولة لإنجاز مشاريع عمرانية تكون في مستوى طموحات هذه الأجيال التي لم تعد مكتفية بفضائها الصحراوي رغم شساعته، وتريد فضاءً وطنيا أرحب من حقها ان تجده.
يمكن القول ان التحولات التي انجزتها الدولة الوطنية من خلال المنظومة التعليمية والاقتصادية ومشاريع البنى التحتية، لم يعرف النظام السياسي حتى الان، بنخبه وعقائده المتآكلة ومؤسساته منقوصة الشرعية، خاصة لدى الكثير من الشباب، كيف يُسيّرها من اجل بناء نسيج اجتماعي وسياسي وطني عبر عن هشاشته اكثر في ولاية غرداية، كما قد يعبر عن نفسه في اقصى الجنوب وربما بحدة اكبر. لقد ظهر في غرداية وفي ظل جو دولي واقليمي مأزوم، ان النظام السياسي الذي نجح الى حد كبير ولسنوات ما بعد الاستقلال في تسيير الأب، لم يتمكن من تسيير الابن.



[1] عندما  نستعمل وصف الشعانبي هنا لا نقصد أبناء هذه القبيلة الكبيرة فقط بل كل المحيط الصحراوي البدوي بمختلف قبائله وعشائره التي تضم هي الأخرى فئات حضرية واسعة سكنت الفضاءات الحضرية المعروفة في الصحراء الجزائرية.

في يوليو 20, 2015 ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

الأحد، 19 يوليو 2015

القديس Salvien وقرطاج

هل جمعت قرطاج شر العالم كله بين جدرانها مثلما قال سالفيان الذي أظن أنه زارها في القرن الخامس حسب وصفه لها ؟

بقطع النظر عن حقده الدفين تجاه قرطاج وشمال افريقيا أراه من زاويتي وثيقة تاريخية تستحق الدراسة لأنه يقلب لنا رأسا على عقب ما كتبه الغرب لنا كتاريخ رسمي للمنطقة ، وما يقوله عن أهل المنطقة لا يسوى ثمن بضعة حبات من الملح .

ص 115 : في كل المدن الإفريقية وخاصة بين جدران قرطاج ، شعب بائس ومسكين أكثر من كافر ، لا يمكن له أن يرى راهبا بمعطفه دون احتقار وكراهية كبيرة تجاهه.... ان خادم الرب من صومعة بمصر أو الأماكن المقدسة بالقدس يدخل قرطاج للقيام بمهمة مقدسة ، فور ظهوره أمام العامة ، يستقبلونه بالغضب والتجديف والشتيمة .... ومن يشاهد ذلك المشهد يظن انهم يطاردون وحشا مرعبا ......

ص 61 الى 65 : ... لن أركض قط من مكان إلى آخر ، لن أفحص قط المدن المدينة تلو الأخرى ، خوفا من ان يتهموني بأني أقوم بفحص دقيق لأجد ما أريد ان أقوله ، سأكتفي بهذه المدينة ملكة وأم كل المدن الإفريقية ، هذه المدينة العدوة الأبدية لروما ، أولا بأسلحتها وشجاعتها ، ثم بعدها بعظمتها ومجدها وإشعاعها ، إني أتكلم عن قرطاج . هذه العدوة الكبيرة لروما ، روما الثانية للأرض الإفريقية ، وحدها كافية لتكون لي كمثال وشاهدة ؛ لأنه كل ما هو بالكون صالح لتأسيس جمهورية تملكه بثدييها . بها نجد كل ما هو يعزز الوظيفة المدنية ؛ هنا ، نجد الأكاديميات للفنون الحرة ، مدارس للفلسفة ، معاهد اللغات والمبادئ الأخلاقية ، قوات عسكرية وجنرالات لقيادتهم ، .... نجد حاكم روماني .... قضاة يحكمون في كل شوارع المدينة .... بهذه المدينة أرى فيضا للجرائم ، أرى مدينة يهزها الظلم والجور ، مدينة مليئة بالبشر والنذالة والعار ، مليئة بالثروة وكذلك بالرذيلة ، يتزاحمون حول الشراهة والفساد والسكر ، وهاذم على رؤوسهم تيجان من الورود والآخرون تغطيهم رائحة العطرات ، .... ليسوا كلهم دائخين بالخمر لكن كلهم سكارى بالجرائم .

تقولون شعب فقد عقله ، لا يعرف نهائيا نفسه ، عقله مريض ، خطواته غامضة ، يزدحمون على ان يرموا بأنفسهم في الفسق والفجور .

والجرائم التي سأتكلم عنها كم هي غريبة وشنيعة ، أريد ان أشير على إبعاد اليتامى ، اضطهاد الأرامل ، صلب الفقراء . كل هذه الجرائم تئن يوميا أمام الرب . ...... طبقة غنية جدا وطبقة مسحوقة .

في الواقع ، أي جهة بقرطاج ليست بمسرح للخلاعة والفجور ؟ أي طريق وأي شارع نجده خال من الدعارة ؟ تقريبا كل الطرق والشوارع فخ كشبكة للفجور ، العفة تجد صعوبة لتؤكد صحتها .

نمرة ( فخ للحيوان ) عددهم لا يحصى ولا يعد في كل الأزقة والانعطافات والمسالك ترى بها لصوصا وضعوهم لرصد المسافرين لسلبهم ، يضايقون الناس في الشوارع في كل خطوة ، إلى درجة ولا أحد نهائيا ، مهما كان حذرا ، لا يحصل في فخهم رغم أنه تجنبهم عدة مرات قبلها .
ص 67 : بالنسبة لجميع الناس من منهم عفيف ؟ وأقول عفيف ! من منهم لا يمارس في حياته الزنا والفسق ، وهذا ، بدون توقف ونهاية .

حتى في كنائسهم من الصعب جدا ان نجد انسانا عفيفا .


بالصفحة 69 أرى ان سالفيان على غلط حيث يقول ان الرسل نشروا النور بينهم ، لم يمر أي رسول بقرطاج .

الرجال المخنثين صاروا نساء دون غشاء الحشمة ، ماداموا يمارسون مهنتهم علنا فهذا يجعل كل المدينة مذنبة وشريرة . القضاة يروا ذلك لكنهم لا يحركون ساكنا ، والشعب يرى ذلك ويصفق لهم ، خطأ يرتكبه بعض البشر فقط بطبيعة الحال هكذا يصير عاما على الجميع .
من يصدق هذا ؟ ومن يريد ان يسمع هذا ؟ رجال يستسلمون لطبيعة المرأة ويتركون طبيعتهم الأصلية ، وجوههم ، مشيتهم ، ما هو ظاهر منهم ، وكل ما هو له علاقة بالجنس الرجولي فقدوه .


أذكر القارئ بان سالفيان رجل دين سقطت أمامه الإمبراطورية التي ينتمي لها ، ما يقوله دليل على انه لا علاقة له بالحب الإلاهي الذي يتشدق به .




الخاتمة :

سالفيان لا يعترف نهائيا بكنيسة أغسطين ويراها مرتشية وكانت سببا لاستعمار الوندال لشمال إفريقيا ، وأكرر ما قلته سابقا الاستعمار الوندالي للمنطقة لا علاقة له بالحركة الوطنية الدوناتية ولن ننس ان صديق أغسطين الحاكم الروماني العسكري Boniface تزوج أخت القائد العسكري الوندالي قبل دخولهم بعدة سنوات . فما يقال حاليا وقيل في القرون الأخيرة عن تاريخ المنطقة الديني بعد صعود الغرب واستعماره للمنطقة أراه مجرد خرافات صنعتها الكنيسة لرجال السياسة الغربيين .

نرى مثلا الفاتيكان حاليا يحاول ان يصعد على الساحة آري الليبي ومفهومه الديني القريب حسب ما يدعون من الإسلام لكن ما يقوله الفاتيكان لا علاقة له ب " الحقائق " التاريخية حول سبب انشقاقه عن الكنيسة ، آري قاد الصراع الدنيوي ضد رجال الدين المرتشين وحبهم للمال ، وأظن أن سالفيان كتب الكثير عن الرشوة في الكنائس ويرى ان سبب خراب الكنيسة هو حب زعمائها للثروة . ونرى مثلا أغسطين رغم حربه ضد الآريون في كتابه ( des heresies الطائفة رقم 49 ) نجده يتكلم عن Epiphane وكيف يدافع عن الآريين ويقول انهم تركونا لأن الثروة التي جمعها رجال الدين صدمتهم . فسالفيان يستحق الاهتمام ودراسة عميقة .


سالفيان كبقية الأكثرية الساحقة من رجال الدين ، نظر لقرطاج من زاوية دينية بحتة ، ومن وجهة نظر الكنيسة الغربية ، وغربي يبكي من أجل سقوط روما .


لكن من سنصدق من الذين تكلموا عن قرطاج وشمال إفريقيا ؟

أ
لنا قديس آخر وهو أغسطين عاش في عهد سالفيان تقريبا يعطينا نظرة أخرى " كاذبة " عن الوضع الديني بشمال إفريقيا في أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس ، ووجهة نظر أغسطين هي الرسمية الآن عند الكنيسة وبدول إفريقية .


الملل والنحل بقرطاج وشمال إفريقيا في عهد الاستعمار الروماني:

أظن حسب ما فهمت يحاول أغسطين ان يعطينا انطباعا على ان الصراع بشمال إفريقيا حول تطهير أرواح البشر كان قائما بين الدوناتيون الوطنيون وبين الكنيسة الكاثوليكية الغربية أو الإفريقية كما يقول المختصين في الأديان والتي كان يترأسها ، والوثنيون كان عددهم محدود جدا ، وحسب تأويل واحد وآخر في زمننا هذا ، وكم كثر عددهم ، سكان شمال إفريقيا قبل دخول الإسلام للمنطقة كانوا إما مسيحيين أو يهود ....

وأظن ان أي كان يلاحظ ان أغسطين يقلل من شأن الطوائف الأخرى بكلمات مثل كانوا ومزرعة صغيرة وزالوا وعددهم ضئيل ... الخ ليعطي للقارئ انطباعا بان الكنيسة هي المسيطرة على الجميع بشمال إفريقيا . ويرى أغسطين ان كنيسته هي التي تملك الحقيقة .
لنرجع للقرن الثاني وننظر إلى ما يقوله فيلسوف قرطاج ترتول حول البدعيون في عهده (1) :

تكلم ترتول عن سيمون الساحر ، وعن Ophites الذي يسبح للأفعى ، ويضعوه فوق المسيح ويقولون أن موسى يعرف مقام الأفعى ... ، وهناك جماعة قابيل الذين يروا هابيل أقل مقاما منه ويعتبرون " الخائن " يهوذا بطلا وأنقذ الإنسانية من شر المسيح الذي يريد تحطيم الحقيقة ، وهناك الساتيون Setthoites الذين يقولون ان الملائكة خلقت كائنان وهما هابيل وقابيل وقامت صراعات حولهما بينهم ، إذا الحكمة السامية عندما سمعت بموت هابيل بعثت مكانه المرأة Seth ، جماعة Corpocrate يقولون ان المسيح ولد من منيّ يوسف ، والسيرنتيون Cirinthe يقولون ان المسيح بشر كالبقية ، والفلنتيون Valintin .... الخ
ولننظر الآن إلى ما يقوله أغسطين حول البدعيين في عهده (2)

ملاحظة فقط : لاحظ كيف أغسطين يقلل من شأن هذه الطوائف بكلمات مثل كانوا ومزرعة صغيرة وزالوا وعددهم ضئيل ... الخ ليعطي للقارئ انطباعا بان الكنيسة هي المسيطرة على الجميع .

ذكر لنا أغسطين في كتابه 88 فرقة ويقول حرفيا انه أول من جمع كل هذه الطوائف العديدة .
أظن حسب ما فهمت يذكر لنا أغسطين فرقة واحدة من قرطاج وهم الترتولين ( الطائفة رقم 86 ) الذين ينتمون للفيلسوف القرطاجي ترتول ، ويقول أغسطين ان فرقتهم صارت ضعيفة وبقرطاج فقط نجد ما حافظوا عليه من بقاياهم وكانوا هناك عندما كنت مقيما بقرطاج منذ بضعة سنوات ، وفرقتهم زالت نهائيا ، وما بقي منهم من مؤيدين انظموا للكنيسة الكاثوليكية ....

ويتكلم كذلك أغسطين عن فرقة أخرى بالمدينة التي كان يسكن بها وهي Hippone أي عنابة بالجزائر ويقول ( الطائفة 87 ) :

لنا ، أو بالأحرى كـــــــــانــــت لنا طائفة بمنطقتنا عنابة تتكون من الفلاحين ، بشكل غير محسوس نقص عددهم . وجدوا ملجأ لهم في مزرعة صغيرة . باللغة البونيقية التي حرفت اسمهم يلقبونهم بالأبولينيون Abeloniens ، غير مسموح لأي كان بهذه الطائفة ان يعيش أعزب ، لكن غير مسموح لهم نهائيا بممارسة الجنس ...

وبالطائفة 69 يتكلم كعادته كثيرا عن الدوناتيون

وبالطائفة 88 تكلم عن البيلاجيون Pelagiens وكانوا موجودين بقرطاج
ويتكلم عن الآريون والنصف آريون وسبب ثورتهم ضد الكنيسة الكاثوليكية .... الخ .



1- Tertullien
Contre les heretiques

2 – Augustin
Des herisies

3 – Oeuvres de Salvien
Traduction
Gregoire et Collombet
Tome second
Paris 1833
__________________
[

.


Abdesslem Zayane
Tunisie
في يوليو 19, 2015 هناك تعليق واحد:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

الوعـــى شرارة المشعل الحضارى بقلم بندة يوسف


" أقدم هذا الطرح كوفاء لكل من يدرك أنه إنسان - ليس إنسان بمعنى أن لديه عواطف ومشاعر يتعايش بها مع الآخر على حساب الآخر - بل لديه شعور يدفعه أن يبحث عن سبل التعايش مع هذا الآخر والنهوض به فى مسار الحياة - وكلامى بخصوص للمرأة التى تدرك دورها وكيانها الحضارى كأحد أعمدة البناء الهامة ـ ولاتتنكر لهذا الدور بإستهلاكها لذاتها وذوات الآخرين "



الوعى : الأداة الأولى لحضور الذات – وذات بلاوعى لايمكنها أن تدعى البناء – فالذات اللاواعية – هى ذات مستحمرة ومستهلكة .
نعيش الآن أزمة فكرية أفرزت أزمة حضارية وربما العكس . والاستغلاب والسلطوية قيود تسيطر على العقل لتبعده عن الاقتراب من نافذة الوعى .
فالسلطوية والاستغلاب هما من نتاج الاستحمار و الاستعمار الاجنبى ، فالمستعمر ترك لنا مستحِمر آخر فى بلادنا ، فظلت سطوته على عقولنا ولم تنقضى بمسميات متنوعة يجمعها اللاوعى والاستحمار. مسميات كالمذهبية والطائفية والأحادية والعنصريات القومية والتبعية والتفويض والتقليد والتغريب.
حضور الذات:
لا يتحقق الحضور لأى ذات ؛ إلا بعد شرارة من الوعى – وشرارة الوعى لايمكن أن تكون مستوردة – فالوعى المستورد لايبنى للذات حضارة وإنما يبنى ذات تستهلك إنتاج الحضارة المستوردة.
ففكرة الوعى والعودة للذات نظر وسطر لها من قبل ؛ المصلح الأممى جمال الدين الأفغانى والمفكر الجزائرى مالك بن نبى والشهيد سيد قطب والشهيد على شريعتى ، وغيرهم من منظرى الفكر والإصلاح والتنوير .
سعى هؤلاء إلى البناء الحضارى للأمة من خلال إصلاح الذات ، أو بمعنى أدق إعداد هذه الذات حتى تكون قادرة على تحمل مسئولية الدور الحضارى الموجب عليها تحمله .
ولم يكن الاعتماد فى هذا البناء على الفكر المستورد ؛ لأن هذا الفكر يصنع جدارعـزل بين القديم والحديث ، يتسبب بعد ذلك فى أمراض تصيب العقول والذوات ، وأقرب ذلك ؛ حالة الإزدواج الفكرى التى نعايشها وتعصف بكيان مجتمعاتنا ، وهذا ما نسميه بغليان القاع .
والوعى لايقف على تقليد التراث دون تقديم وإفراز الجديد ، فهذا أشبه بمن يصطاد فى البحر الميت ؛ لن يجد شيئاً لأن البحربالفعل ميت . وهذا يمثل جمود وتحجر فى عقول الواقفين على قراءة قديمة وثابتة ويلبسونها وشاح العصمة وكأن هذه القراءة وقف من الله تعالى وليست وقف عقل بشرى تغيره الأزمنة والمناخات.
و الوعى لاينهض أيضاَ على الاستيراد ؛ لأنه يمثل حالة من التحجر والجمود ، فهو يمثل حالة من الخروج عن الذات والتفويض لتبعية الذات المستوردة .
ويشابه هذا وجهى العملة ، فكلاهما يمثل العملة ؛ فكذلك عندما تقوم الذات بحركة من البعث والإحياء بوجه التقليد أو بوجه الاستيراد ، فى الحالتين تمثل عملة التبعية والجمود والانحطاط والتحجر ، وهذا كله لايحقق أى بناء أو ينهض بحضارة .
الوعى والذات:
الوعى ينهض على التصحيح لكل ما نملك من تراث ؛ لإعداد ذات فاعلة فى هذا التراث ، غير متنكرة أو مسيئة له ، فهو ينهض على الذات الغير مشوهة المصفاة من العلائق.
والمفكر الايرانى على شريعتى نهض ينظر لوصول أبناء أمته لحالة الوعى هذه ؛ دون تنكر لتراثه أو مستورداً لشرارة من الخارج. 
فرغم معايشته للذات الغربية والإندماج بها ، لم ينهض ليبعث حضارة أمته بالاستيراد من الذات الغربية ، بل توجه لذاته مباشرة ولم ينكرها أو يتنكر لها ؛ لما أصابها من شوائب وعلائق أكتسبتها على مر الأزمنة وعلى مدار عواصف التاريخ ، وسعى لبناء مايسمى بـ "العودة للذات" ، والعودة هنا لاتعنى التقوقع أو الإنكفاء للمحافظة على للقديم ، وإنما الاعتراف و التواصل مع هذا التراث وإدخاله لحركة من التصحيح والتصفية ، والقضاء على الحواجز التى عزلته عن الإتصال بالجديد مما أصابه بحالة من الموت والركود والتنكر له . وللذات عند شريعتى مكانة ، فهى تعد المرحلة الأولى فى إعداد البناء الحضارى 
وكثيراً ما كان يركز على وصف هذه الذات بأنها تتمتع بكونها أولاً ذات انســان. أى تتمتع بصفة يتميز بها هذا الكائن بفرادة ، وهى تميزه بالوعى وبشعور الاستنارة .
حتى أن القرآن الكريم يشير إلى تلك النقطة كثيراً ، فعندما يجد بعض البشر لم يستمعوا أو لم يستجيبوا لكلمات الأنبياء ، كان يصف قلوبهم وعقولهم بأنها اما عقول وقلوب بهائم ، أو عقول وقلوب متحولة كالصخور .
وبذلك يعلن القرآن الكريم ، أننا لكى نكون متمتعين بصفة انسان ، يجب أن يكون لدينا الوعى والشعور بذواتنا.
و يركز شريعتى أيضاً على كون هذه الذات تعمل فى إطار إجتماعى ، فلا سعادة لهذه لها ولا نجاح لمساعيها إلا فى إطار المجتمع التى تعيش فيه ، وغير ذلك تكون هذه هى محتالة ومستهلكة لمجتمعها . وهذه الرؤية تعد هدما لكثير من القراءات المغلقة والمتحجرة الحركة التى تحيط بنا هذه الأيام .
فالذات عند شريعتى يجب أن توصف بأنها فعالة ودائمة الحركة داخل إطارها الإجتماعى، فالاستيراد والانغلاق يعزل الذات عن مجتمعها بحاجز الصراع الفكرى .
والذات الواعية تمر بمراحل تخرجها من الإستهلاك إلى البناء ، كالشمعة تحتاج إلى شرارة تحركها ، حتى تخرج من حالة السكون والموت إلى حالة الحركة والوعى بما لديها من نور يطل من رأسها ، وهذه المراحل تمثل مراحل الوعى الذى يبنى عليه تصحيح وحضور الذات فى معترك البناء الحضارى .
مرحلة اللاوعــى : 
وهى المقياس الحقيقى لكون أمة من الأمم تتمتع بدرجة من الوعى بما لديها من معطيات حضارية أم أن هذه الأمة تعيش كالأنعام ، مجرد مستهلك ، وأى أمة يصيبها نوع من الازدواج الفكرى ، فهى تعيش فى هذه الحالة ، لأنه لن يكون لديها القدرة على أى معطى حضارى لترنح جهودها ومعطياتها بين القديم والحديث لأنها تعيش فى حالة فصل وعزل " فعقلين فى جسد واحد ، لايدل هذا على تضاعف ونمو القدرة على التفكير والإبداع ، بل يدل على الصراع وهباء الجهد والتفكير" .
وببسيط العبارة تعبر هذه المرحلة عن الذات التى تعيش فى حالة إظلام ، ليس لديها القدرة على إدراك ما تملك أو حتى ما يحيط بها من أشياء .
حتى أن هذه الذات تعيش فى حالة من الغيبوبة ، فأصحابها لا يكون لديهم أى وعى بمجتمعاتهم وأصولهم ، وعن مدى تقدمهم أو تأخرهم .
وكتطبيق عملي تنطبق هذه المرحلة أيضا على الكثير ممن يتعلمون ، ولكنهم مجرد منتسبين إلى التعلم ، لأنهم يفتقدون إلى الوعى بما يقومون بتعلمه أو إلى ماذا يقودهم ، وكأنهم يعيشون بلا إرادة أو حركة ، والمستغلبون والمستحمرون بالفعل نجحوا فى بناء هذه الذات الغير واعية ، التى جعلوها كحمار فى عربة لايعرف أين نهاية الطريق لأنه ليس له الحق فى أن يفكر ، بل يعيش تحت وطأة فكر سيده .
مرحلة الوعى باللاوعى :
وهى المرحلة التى ترى فيها الذات بصيصا من النور ، أو تصيبها شرارة من الوعى فتصيبها بصدمة عندما تدرك مالديها من "لاوعى " بعدما ساعدتها الشرارة فى إدراك صورتها الحقيقية داخل مرآة المعرفة والتثقيف .
وتمثل هذه المرحلة بدايات ظهور ذات متمتعة بقدر من الثورية على كل ما يفسد وعيها ، ويعتمد ظهور هذه المرحلة من مراحل وعى الذات على كلمات المفكرين الثوريين ، فليسوا مفكرين فقط ؛لأنهم قد يكونوا مفكريين مستوردين للفكر ، وليسوا ثوريين فقط لأنهم قد يكونوا ثوار بفم أجوف ، ليس لديه ما يقوله ، مجرد صراخ فى قاع بحر لرجل يحتضر الموت.
فالشرارة التى تأتى من مقلد للقديم تحرق وتهلك من يقتبس منها ، والشرارة التى تأتى من مستورد ؛ تنير لتهدى السبيل لمستهلكنا ، على حساب إستمرارية ظلمتنا بالتبعية . فهذه المرحلة تعد تسائل لكل ذات ، فى أى مرحلة تقف ؟
وفى هذه المرحلة تخرج الذات من إطار الحيوانية المستهلكة ، إلى اطار الذات الإنسانية ذات الدور المنتج .
وفى مرحلة كهذه ؛ تحتاج الذات إلى نوعية خاصة من القراءة ، حتى تقف لحظة وتسأل نفسها ماذا أملك ؟ وماذا قدمت بدورى كإنسان يعيش داخل إطار المجتمع . ؟
وحينها يتنبه الفرد لمجتمعه ولنفسه ويعى أنه كان فى حالة من الإنغلاق ، ويعيش فى عزلة ، متقاعصا عن دوره المنوط له داخل المجتمع . وأن ذاته لا تملك إلا الانانية ، والفردية ، فهى تعيش لإشباع نفسها فقط بإستهلاك مجتمعها .
وبالنظر للمرأة مثلاً ، نجدها ظهرت فى كثير من الأمم بصورتين متناقضتين ، اما بصورة امرأة تربي وتعد الجيل وتعلمهم كيف يكونوا بنائين لإطارهم الحضارى " وهى المرأة المتمتعة بذات تحمل حالة من الوعى " ، واما بصورة أمرأة لا تعرف إلا الإستهلاك ، لكل شئ لوقتها ، لفكرها ، حتى لرجلها مهمتها أن تستهلك طاقته وماله .
حتى لو فتشنا عن مصادر ثقافتها نجدها لا تقرأ إلا فى مجالات الإستهلاك كمجلات الموضة والعطور وغيرها .
وهنا نجح المستغلبون والمستحمرون فى أن يصنعوا منها متشبهة بالحرية والتحرر صوب شراء واستهلاك منتج حضارتهم ، تحت سقف التحرر والتنوير الخاطئ .
وهذه المرأة البائسة تكون بحاجة فعلا إلى مرحلة شرارة الوعى هذه التى تخرجها من ظلمتها .
مرحلة الوعى :
تعبر هذه المرحلة عن ذات شبه متكاملة ، ويمثل هذه المرحلة " المثقف " ، ولكن ليس أى مثقف ، فليس مجرد التنمق بالتعبيرات والدلالات والمصطلاحات ، دلالة على كون هذه الذات مثقفة ، إنما الأهم هو منتوج هذه الثقافة وهى كلمة " مسؤول " أى مسؤولية هذه الذات عن الدور الحضارى المفروض عليها القيام به .
والدلالة على كون الذات تتمتع بهذه المرحلة ، الطفرة والحالة التى تعتريها من وعى بكل ما حولها ، حتى أنها تكون قادرة على إستيعاب ماضيها وحاضرها .
وفى هذه المرحلة تكون الذات بوعيها قادرة على فهم ماضيها وتراثها بشئ من النباهة ، فتتمكن من إنقاذه من شوائب وعلائق التاريخ ومسخ القراءة والفهم.
لكن لكى تصل الذات إلى هذه الصورة ، فانها تحتاج إلى جهد ووعى كبير ، وعلة هذه الصعوبة تعدد عوامل المسخ والهدم ، ووجود أزمة التقليد والإستيراد .
فعندما تقدم معطيات فكرية جاهزة ، إلى ذات بــ " لاوعى " ، تقوم هذه الذات الغير واعية بعرض إجابتين لعلة أزمتها وتخوفها .
فإن كان المعطى الفكرى يعبر عن قراءة فى الماض : فإن هذا المعطى يتهم بالتخلف والرجعية ، وإن كان يعبر عن قراءة بما سيؤول عليه حالنا فى المستقبل أو حتى فى الحاضر : يتهم بالإنقلابية والهدم .
كل هذا لأن الذات المستقبلة لهذه المعطيات الفكرية ، غير مجهزة وقد تكون أيضا مستحمرة ، فترفض كل حركة استنارة ، أو أى شرارة وعى تصيبها .
والأمة التى تتمتع بهذه المرحلة من الوعى ، فهذا يعبر عن كونها فى إطار البناء وخارجة عن الاستهلاك ، وأنها فى خروج من عباءة الاستحمار والتبعية ، وتمضى فى بناء حضارة الذات والهوية .
مرحلة الوعى بالوعى :
تعبر هذه المرحلة عن قمة وذروة الوعى ، الذى لا يتمتع به إلا صفوة الأمم وهم " المفكرون " ، فهم مشاعل النور ، والمخططين لهيكل البناء الحضارى ، والقادرين على قيادة الأمم فى مسيرة الحضارة الإنسانية.
وفى مرحلة كهذه ، يكون المفكر هو من لديه حالة من الوعى بمجتمعه ، وقد يكون مجتمعه على العكس من ذلك ؛ ليس لديه وعى بهذا المفكر .
وهنا بالفعل يبرز المفكر الحقيقى ، فالمفكر ليس من تكتب عنه الأقلام ، أو تصفه بكذا وكذا ، وإنما من يعيش لإدراك مجتمعه ، ويعمل على القيام بدوره الحضارى داخل المجتمع ، لتتحقق فيه صفة المسؤولية.
وهنا يبرز من ينظر ويسطر التخطيط لهيكل أمته الحضارى، وعلى ضوء هذا التنظير تستنير الذات لتأتى لمرحلة مابعد " الوعى " وهى " الحضور ".
في يوليو 19, 2015 ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

السبت، 18 يوليو 2015

الوهم الفرنسي .... د. فؤاد بوعلي


في الأيام الماضية، احتفت فرنسا وأتباعها ،ومن يدور في فلكها، باليوم العالمي للفرنكفونية الذي تصر فيه، منذ التوقيع على اتفاقية نيامي1970، على تسويق نموذجها الثقافي والاجتماعي باعتباره :"عربون صداقة وعلامة انضواء الى كل من يختار تعلم الفرنسية للانفتاح على العالم" بتعبير عبدو ضيوف، الأمين العام السابق للمنظمة الفرنكفونية. فتحت شعار: "الفرنسية لغة مضيافة" اختارت العديد من المؤسسات الفرنسية برمجة لقاءات وأنشطة مخلدة للذكرى، وسارت على نهجها العديد من المنابر والمؤسسات الذيلية في العالم العربي. فهل تخلت الفرنسية عن لبوسها الصراعي لتغدو عنوان التسامح والتعدد والضيافة؟ وأليس من الأجدر الصدح بأن الفرنسية أصبحت عبئا على المغرب والدول الإفريقية وفصلتها عن مظان الإبداع العلمي والأكاديمي؟ وما هي الكلفة الاجتماعية والمادية للاستمرار في فرنسة التعليم والشأن العام؟
لقد آمنت الفرنكفونية منذ المرحلة الاستعمارية أن بقاءها رهين بالقضاء على الثقافة الوطنية للشعوب المستعمرة، ومن أجل ذلك خاضت حروبا ثقافية وفكرية عديدة، وما دفاعها عن التلهيج وتسخير مؤسساتها الثقافية لذلك وتوظيف كل الإمكانات المادية واللوجيستيكية لرعاية مشروع الدعوة للعامية إلا دليلا على محوريته في مسار الفرنكفونية. لذلك عندما سألني أحد الصحافيين عن منافحة عراب التلهيج عن الفرنسية، قلت بأنهلم يكن صريحا أكثر من صراحته في هذا الأمر، لأن الشعارات البراقة التي يسوق بها دفاعه عن العامية وتلهيج التدريس، ليس إلا الأكمة التي تخفي حقيقته، وهي الانتصار للفرانكفونية بقيمها ولغتها الصراعية. وحتى نظل في صورة ما يقع بين ظهرانينا، نجد الزعيمة الحقيقية للدعوة "دومينيك كوبيه" التي تقدم نفسها على أنها متخصصة في شؤون المغرب العربي، وتستغل فضاءات المؤسسات الفرنسية، مثل رواق المعهد الفرنسي بمعرض الكتاب بالبيضاء، للترويج للأطروحة التي جعلتها تقطن بالمغرب للدفاع عنها. لذلك أسست ما سمي بحركة "نايضة" الشبابية، كما يبين ذلك الشريط الوثائقي(2007) الذي يحمل نفس الاسم والذي أشرفت عليه بمعية فريدة بليزيد. وقد عملت جميع فروع المعهد الفرنسي في المدن المغربية على ترويج هذا الشريط. كما ظل النقاش حول الدارجة لازمة رئيسة في أروقة المؤسسات ومعارض الكتاب الذي تشرف عليه السفارة الفرنسية مثل نمعرض طنجة، أو تشارك فيه مثل معرض الكتاب والنشر بالبيضاء. إذن فالأمر ليس مصادفة أن نجدهم يحاربون لهجاتهم في وطنهم عملا بما قاله الراهب غريغوار: "بمحاربة اللهجات المحلية، ونشر اللغة الفرنسية الفصيحة بين جميع المواطنين ، ويبشروننا في وطننا بدور اللهجة في العلم والمعرفة. فهل هذا هو مفهوم للفرنسية المضيافة؟
تحتفي فرنسا بيوم لغتها وهي تخوض حروبا ضد اللغات الأخرى. ويكفينا المقارنة. ففي نفس الأسبوع الذي ينظم فيه المجلس الثقافي البريطاني في لندن المؤتمر السنوي الثامن لتعزيز ‏تعليم وتعلم اللغة العربية وثقافتها في المملكة المتحدة يحتدم النقاش في الجمعية الوطنية الفرنسية حول ضرورة تعليم اللغة العربية وتدريسها لأبناء المهاجرين، لأن ذلك يؤدي إلى بروز كيان عرقي مضاد، لذا سيعمد إلى مراجعة الاتفاقية مع المغرب لسنة 1983 . يحاربون لغتنا ويفرضون علينا لغتهم. وكما صدح رشيد بوجدرة: "إن استعمال الفرنسية لعبة سامة"، مما يجعل وجودها يرهن المغرب ودول إفريقيا جميعا بثقافة تفقد كل يوم إشعاعها وتتراجع في سلم السوق العلمية. لذا فالنقاش حول موقع الفرنسية غدا محتدما في جل الدول الإفريقية، حيث حذفت كلغة تدريس من التعليم في رواندا التي اختارت جعل التعليم الأولي بلغتها الوطنية، ودول أخرى مثل السينغال والغابون ستلحق بها قريبا. وبمقارنة بسيطة نجد أن الكتب المنشورة في الولايات المتحدة حوالي 300.000 كتاب وفي المملكة المتحدة 206.000، لكن فرنسا لا تصدر إلا 63.000 في السنة، أي بمعدل يصل إلى خمس مرات أقل من الولايات المتحدة وثلاث مرات أقل من انجلترا. وبمعنى آخر فإن الشخص الذي تلقى تكوينه بالفرنسية ستكون الإمكانات المتاحة أمامه علميا أقل ثمان مرات من الذي تلقى تكوينه بالإنجليزية. وإذا أضفنا إلى ذلك ( كما اشار إلى ذلك أحد الأساتذة) أن 98 في المئة من سكان العالم لا يتكلمون الفرنسية، و4 في المئة فقط من البحوث ينشرها فرنسيون في المجالات العلمية الدولية، و 3 في المئة فقط من مستخدمي الأنترنيت في العالم يتكلمون الفرنسية و38 في المئة من الفرنسيين يتكلمون الإنجليزية، وهذه النسبة أكبر من نسبة الناطقين بالفرنسية في الدول الإفريقية الفرنكوفونية وفي مدارس التجارة الفرنسية، 80 في المئة تلقن بالإنجليزية و30 في المئة في كليات الهندسة. مما يعني أن التعلق بالفرنسية لا تسعف مفاهيم الحداثة والتنمية والتقدم في تبريره بل ينبغي البحث عن عوامل أخرى لشرعنته.
فبالرغم من كل هذه المعطيات، وموازاة مع الجدل القائم في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول لغة التدريس، نجد الإصرار من طرف النخبة على تصوير الاستغناء عن الفرنسية في التعليم وتحجيم دورها وإعادتها إلى طبيعتها الوظيفية كلغة اجنبية تستعمل في مظانها كأنه إعلان حرب لوهمين راسخين: قوة اللوبي الفرنكفوني والعلاقات الاستراتيجية مع فرنسا. والأمران معا تعبير واضح عن الأوهام السياسية والثقافية التي تروم ترسيخ حالة الهوان العربي والاستيلاب الفكري وفرض الواقع بكل فوضويته. فالخيار الشعبي الذي تجسد دستوريا وغدا معه النقاش اللغوي نقاشا عموميا ومدنيا جعل اللوبي الفرنكفوني يخرج كل أسلحته إيذانا بنهايته المجتمعية. أما العلاقات المتخيلة مع المستعمر القديم/الجديد فأساسها الراسخ هو سيادة الوطن وقدرة مدبري الشأن العام على الاستفادة من مواطن القوة الذاتية والارتقاء بشراكاتهم الدولية المتعددة لصالح وطنهم. أما الوهم فستذروه الرياح.

في يوليو 18, 2015 ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

الجمعة، 17 يوليو 2015

فلم وثائقي أمريكي عن قصة صعود الدولة الإسلامية بالعراق مترجم

في يوليو 17, 2015 ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

الخميس، 16 يوليو 2015

طفلة سورية في أحد المخيمات في الداخل تغسل حذاءها القديم لتلبسه في العيد ‫ ‬


في يوليو 16, 2015 ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

حوار بين الاستاذ نعيم ومحمد حشيشة حول الفتوحات الاسلامية ....مجموعة العدل والتوحيد


الشك هو من احدى اسباب التطور المعرفي وبالتالي الحضاري العلمي للشعوب , من حق الفرد الشك باعلى مستويات الاعتقاد الفكري او اعتى النظريات المطروحة . في بالشك تزداد الاسئلة من تفضى بالتالي الى اتساع المعرفة الفكرية والعلمية, والشك ليس هو المشاكسة وان تناول الذات الالهية , كما يحاول بعض الملحدين, كما بذات الاتجاه يبغى على الاخر تقبل هذا الشك دون الولوج في نوايا من يطرحة او التمسك الدوغمائي للفكره الاصل .
هذة المقدمة مساقة لحوار سابق بسيط مع الاستاذ العزيز محمد حشيشة تم تداوله هنــأ حول ( الفتوحات الاسلامية ) والشك المشروع والاسئلة المطروحة بذاك الحوار حول الغموض السلوكي والفكري للتوسع الاسلامي سيما البعض منها (وهو فحوى السؤال ) تمت على يد صحابه الرسول الاعظم, رغم عدم ايماننا بان وصف الصحابه لا تجب عنهم الخطأ الذي لايقر به البعض
وكان رد الاستاذ العزيز لتبربر الالتباس الحاصل بهذه الغزوات
هو:
1- لدفع الخطر او ما يسمى بالحرب الاستباقيه,
2-تحميل هذه الفتحوات على محمل (لولاها لما وصل الاسلام الينا)
وللرد على الطروحات (التبريرات ) نقول:
اولا-حروب الا ستباقية : كانت تلك الحروب في تلك العهود هي عباره عن خيول وسلاح بسيط وجمال وبالتالي حين تريد مكة بغزو المدينة تحتاج ليومين على الاقل للوصول اليها !
كيف الامر والشام ومصر تبعد عن مكة مسافات ضوئية بقياسات ذاك الزمن؟ زد على هذا ان العدو (الفارسي او الروماني) لايملكون طائرات تقطع المسافة تلك بنصف ساعة, كي يكون الخشية السبب لحرب استباقية؟ كما يحصل اليوم في الحروب الحديثة؟
- اين نحن من تفسير رسالة (أسلم تسلم) من الحروب الدفاعية ؟
فلو كانت الرسالة على شاكلة (ان لم تحاربنا لا نحاربك ) تكون اكثر موضوعية لفهم تلك الحرب ان وقعت من جانب العدو
ثانياً- (لولا تلك الغزوات لما اصبحنا مسلمين)..عباره خاطئة منطقياً وعقلياً. فلو سألت اليوم اهل البرازيل سيقولون ما ذكرتة,,(الحمد لله للكنيسة البرتغالية انها جعلتنا مسحيين) وهي صدفة انها الدين الصحيح
فالفرد في بغداد او تونس يولد هو مسلم وبعد حين يفتخر بدينة رغم انه لم يقرا سطراً واحداً عن دينه ,,
- الدين الاسلامي الذي انتشر في شمال افريقا كان مهره غالياً جداً.. هل تعلم تلك الشعوب ان ماحصل لاجدادهم وجدادتهم
عهد ذاك من سبيء وقتل واغتصاب هو ثمن وصول الدين اليهم رغما عنهم , فيخبرنا التاريخ ان عمليات سبيّ كبرى وصلت الى (600 ) الف أسير من الرجال وسبايا النساء من البربر(الجزائر وتونس وليبيا) مقيدين بالسلاسل على يد هارون ابن موسى بن نصير اذ كانت حصته وحده امتلاكا للرجال كعبيد والإناث كملْك يمين ( 50 ) الف اسير وسبيّة وحده يتصرف بهم كيفما يشاء وحيثما يريد
- كيف نعلل اليوم ان اكبر دولة سكانية مسلمة هي اندونيسيا اعتنقوا الدين الاسلامي برضاهم دون جبر وقيد و سبي وقتل واغتصاب كما جرى ايام (الصحابة), في هذة الحاله الواقعية يكون التقييم الانساني والاسلامي الحقيقي ان ما قام به التجار والمبشرين المسلمين الذي جعلوا هذة الشعوب الجباره (ماليزيا واجزاء من الصين) تنخرط بهذا الدين وبهذا الاسلوب بلاشك افضل عند الله من اعمال الصحابة وافعالهم المشينة
والسؤال الاخيـــر ( الشك الاخير ) :
لماذا لم يتجه قاده "الفتوحات" عهد ذاك الى وسط وجنوب افريقا لاسيما وان دين الله لجميع الاقوام السوادء والبيضاء. والسودان اقرب الى مكة من تونس ولو فتحوا السودان لمــأ انفصل جنوبها الغير مسلم اليــوم , ولو فتحت " اوغندا " على سبيل المثــال لقال شعبها اليوم "حمدا لله على تلك الفتوحات التي جعلتنا مسلمين"
..............................................
واخيـــراً الحمد لله انا مسلمون رغم الطريقة الخاطئــه
Mohamed Hachicha
Je n’aime plus · Commenter · 
Partager
  • Vous et 5 autres personnes aimez ça.
  • ابو تراب ،
    13 juillet, 17:58 · J’aime
  • Mohamed Hachicha
    بارك الله فيك اخي الاستاذ نعيم .وما ذكرته موضوعي رغم تحفظي على بعض ما جاء فيه.وساعقب الان بسرعة نظرا للعجلة ثم اعود للموضوع باذن الله .اما فيما يخص الاستباقية فليس بالضرورة ما اشرت اليه اخي نعيم من بعد المسافات وبطء الحركة .اذ يكفي في ذلك الزمن ان ترسل الرسل للتجسس على ما يضمره القوم وتكون مستعدا بجيشك على المباغته قبل تحركه لاسيما وان الجيش الرومي والفارسي كانا على اهبة الاستعداد لقتال المسلمين لانهم بداو يشكلون قوة خاصة بعد ان تناهى الى مسامعهم ان كثيرا من قبائل ما يسمى بالردة ومدعي النبوات قد تم الانتصار عليهم مهما كان الموقف من هذه الحروب وهذا بحث اخر ولكن لا يخفى كما ورد من غير مصدر ان الفرس كانوا يدعمون هذه القبائل ويمدون بعض مدعي النبوات بالدعم لاضعاف مرحلة ما بعد النبوة والدولة الفتية التي اسسها رسول الله فالمسالة سياسية وان كان فيها جانب ديني لا يخفى .ولا ننسى ان بعث خالد بن سعيد بن العاص ليرابط بقواته قرب مناطق سيطرة الروم وبعض القبائل العربية المتحالفة معهم والذين جهزوا جيوشا لتوقعهم الحرب الشاملة مع المسلمين .هو دليل على معنى الاسبباقية الذي اشرنا اليه وهو ذلك الحذر من العدو المتربص ومراقبة تحركاته وامكان مباغتته قبل تحركه .فالمسالة فيها كثير من درء الاطماع والسيطرة ومحاولة القضاء على الدولة الفتية ولا ننسى ايضا ان الفرس قد كانوا على اتم الاستعداد للقضاء على قوة المسلمين الفتية خاصة بعد انتصارهم في اليرموك على الروم .......هذا تعقيب اولي سريع لانني على عجل على ان نكمل اخي نعيم فقد رايت منشورك واردت التعقيب الاولي .....يتبع
    14 juillet, 08:40 · Modifié · Je n’aime plus · 4
  • محمد علي
    هل هذا الشك ينطبق على الرسول عليه السلام في غزوتي مؤتة وتبوك ؟ ....أرجو التدقيق فالاشتباك مع الروم بدأ قبل عصر خلافة الصحابة
    13 juillet, 21:42 · J’aime · 3
  • محمد علي
    في كلام للشيخ الطاهر بن عاشور عن بداية الاشتباك مع الروم وملوك الغساسنة وقتل المسلمين في مدينة معان وملابسات غزوة مؤتة عند تفسير قوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ..." التوبة ٢٥
    13 juillet, 22:12 · Je n’aime plus · 4
  • Abd Alsalam Saeed
    كلام جميل ومنطقي والشك هو ما هو ما يرسخ القناعة 0 و هذه الامر موجود في الاسلام والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ( الشك هو صريح الايمان )
    13 juillet, 22:26 · Je n’aime plus · 2
  • Abd Alsalam Saeed
    ولايكون شك بعد الايمان
    13 juillet, 22:27 · Je n’aime plus · 1
  • Naiem Jrad
    اهلاً أخ محمد علي ..ورمضان كريم
    نعم الشك لا يطال الرسول الاعظم فقط بل حتى الله عز وجل ..والشك هنا كما ذكرت في متن المنشور اسئلة مشروعة وليس (اليعاذ بالله ) لامور اخرى
    13 juillet, 23:23 · Modifié · Je n’aime plus · 3
  • Abd Alsalam Saeed
    الشك يقصد به الرغبة في معرفة المتناقضات
    13 juillet, 22:35 · Je n’aime plus · 2
  • Naiem Jrad
    وهذا هو القصد ..اخ عبد السلام
    13 juillet, 22:52 · Je n’aime plus · 3
  • محمد علي
    هلا أخي نعيم ...المقصد أنه إذا تواتر لدينا أن القرآن نزل منجما وأنه واكب أحداث الحقبة النبوية ( مقدمة أولى ) ،،وتواتر لدينا أن القرآن لم يجعل للنبي على المعتزلين المسالمين سبيلا ولم يأذن له بالعدوان على من لم يقاتله لعلة غير قابلة للنسخ وهي أن الله تعالى لا يحب المعتدين ولم ينهه عن بر وقسط من لم يقاتل ولم يعتد ولم يخرج من الديار ( مقدمة ثانية ) ...ربما يتضح لنا صعوبة خروج النبي على منهج التزم به من جهة النبوة والعصمة وحتى الدعي يعسر أن يلزم نفسه بما لا يلتزم إذ بإمكانه أن يلزم نفسه بخلافه أو لا يلزم أصلا ....
    13 juillet, 23:16 · Je n’aime plus · 3
  • Mohamed Hachicha
    القول ان انتشار الاسلام في بلدان عظيمة كماليزيا واندنوسيا كان افضل من طريقة انتشاره في عهد الصحابة وافعالهم المشينة مجانب للصواب واطلاق عام في غير محله .اولا لم يثبت لنا بالروايات القطعية ان الامتداد الاسلامي في عهد الخلفاء كانت فيه اشياء مشينة وما روي من بعض التجاوزات ( كفعل خالد في مالك بن النويرة في زمن حرب الردة ) مثلا وما شابهها من احداث لايمكن تعميمه على باقي الفتوحات والحروب في زمن الخلافة ولايمكن صبغ ذلك الفعل بافعال كل الفاتحين وقادتهم الذين ساروا للشام والعراق وفارس فلم ترد روايات تفيد عمليات اغتصاب او قتل بالجملة دون تفريق او ما شابه من تجاوزات ممنوعة شرعا واما ان الاسلام كان يمكن ان يدخل هذه البلدان كدخوله لاندنوسيا وماليزيا فلا يستقيم والسبب هو ان هذه البلدان لم تكن في حرب او تشكل تهديدا للعرب المسلمين وانما كانت محط ترحال عدد كبير من التجار المسلمين والذين انشاوا مراكز تجارية على سواحلها وقاموا بدعوة واسعة النظاق .فهل كان هذا ناجعا وممكنا مع فارس والشام والعراق ايام الخلفاء والروم متربصون مع كثير من القبائل العربية الموالية لهم والفرس على مرمى حجر بجيشهم الجرار يتعقب تحرك المسلمين ...واقول هذا ولا انفي ابدا ان نية المسلمين لم تكن متجهة فقط الى درء اخطارهم وان كان من اهم الاسباب لتهياءهم لذلك وانما كان من الاسباب عندهم ايضا وهو مقصد اخلاقي بعيد هو نشر الاسلام فيها وهذا يظهر جليا في الحوار الذي دار بين رستم ملك الفرس وربعي بن عامر الذي ارسله سعد لمحاورته بعد ان طلب رستم ذلك .وملخص ما قاله ربعي هو انهم يريدون نشر الاسلام وتعاليمه في ربوعهم ....يتبع
    14 juillet, 12:00 · Modifié · Je n’aime plus · 3
  • Mohamed Hachicha
    هناك رواية عن عمر بن الخطاب مثيرة للاهتمام وتبين مقصدنا الاولي .يقول بعد ان فتحت عدة مدن عراقية كالبصرة وتكريت والحيرة والانبار وغيرها وكان العرب المسلمون يعتقدون ان العراق سكنها العرب قبل الاسلام (( وددت لو ان بيننا وبين فارس جبلا من نار لا يصلون الينا ولا نصل اليهم )) ويقصد ان النية ربما لم تكن اولا متجهة الى الذهاب الى الفرس وانما المحافظة على ما فتح في الشام والعراق لا سيما وان الفرس كانوا يحرضون على التمرد في هذه البلدان المفتوحة حتى تعم الاضطرابات فيها وتضعف شوكة المسلمين التي باتت قوتها واضحة امام مراى الفرس والروم .........الحاصل في الامر ان عمر لم يكن ينوي التخطي الى فارس وانما الاحداث السريعة جدا التي حصلت وخاصة بعد فتح الاحواز وفرار يزدرجد الى الري راى منها عمر ومن معه من الصحابة ان يستغلوا زعزعة الاستقرار في فارس وشجعته الانتصارات الاسلامية على ذلك وكان هذا التوغل لامرين كما هو واضح .استباقي وهو الدخول عليهم قبل ان يتداركوا لان الجيش الفارسي لم يهدء يوما مع تقدم الفتوحات في العراق المتاخمة لفارس وكان والثاني هو ان الانتصارات التي حققها المسلمون كانت حافزا لهم لمزيد التوغل فكانهم ارادوا ضرب عصفورين بحجر واحد ...............بقي الاشارة ان كل البدان التي دخل اليها المسلمون لم ترد رواية واحدة على اجرامهم باهل تلك البلدان وانما هو تخيير بين البقاء على ماهم عليه وعدم المحاربة او الدخول في لاسلام .....وهذا مقصد من مقاصدنا وهو ابطال القول العابث الذي نسمعه دائما وهو ان الفتوحات في عهد الخلفاء هي ما يفعله داعش اليوم .....يتبع
    14 juillet, 09:55 · Modifié · Je n’aime plus · 3
  • Mohamed Hachicha
    المتتبع لتفاصيل فتح فارس والعراق والشام يدرك تماما امرا غاية في لاهمية .....لم يكن هناك شيء يمنع المسلمين من التوغل الى هذه البلدان خاصة وان الفرس والروم والقبائل المناصرة لهم لم يكونوا ليتركوا دولة الاسلام الفتية تقوم لانهم يعلمون جيدا انها في طور النمو والقوة ....فعلينا التنبه لهذا الامر .....
    14 juillet, 09:58 · Je n’aime plus · 2
  • Abd Alsalam Saeed
    لو لم يكن الاسلام قويا لما انتشر لان القوة توحي بالثقة وصحة التوجه
    14 juillet, 10:02 · Je n’aime plus · 3
  • Mohamed Hachicha
    اما ان المسلمين استغلوا انتصاراتهم وتنظيمهم المحكم في ادارة الصراع مع الفرس والروم ونجاحهم في توسيع رقعة دولة الخلافة انذاك لنشر الاسلام عند تلك الامم فصحيح ولا مجال لانكاره ...واما القول انهم فعلوا ذلك من خلال افعال مشينة واجرامية فليس عليه دليل ابدا ولابد لقائل ذلك من البرهنة عليه بل العكس هو الظاهر من التاريخ والذي يشير في مجمله بانهم لم يجبروا الناس على ترك معتقداتهم القديمة وانما خيروهم بين المسالمة والبقاء على اديانهم وبين الاسلام او القتال في حال رفض احدهما وقولنا القتال ليس كقولنا القتل فالفرق شاسع
    14 juillet, 10:03 · Modifié · Je n’aime plus · 2
  • Abd Alsalam Saeed
    الان الكثير من الاشخاص يعجبون بامريكا مع فسادها ولكن القوة توحي بالمعرفة فالكثير يتبعون امريكا والقليل يتبعون غيرها
    14 juillet, 10:05 · Modifié · Je n’aime plus · 2
  • Mohamed Hachicha
    اما الامر الذي وددت الاشارة اليه ايضا فهو دور الامام علي رضي الله عنه في الفتوحات .بل و دور تلاميذه وشيعته في تلك الفتوحات كما اشارت اليه كتب التاريخ....فالذي ينكر من الاخوة الشيعة هذه الفتوحات ويرى سلبيتها عليه ان يبين موقف الامام علي السلبي منها ولن يظفر بذلك في راي لان كل المصادر تشير الى دوره العظيم في الفتوحات ونصحه واراءه الثاقبة التي قدمها للخلفاء في خضم الفتوحات .فالقول انها سلبية وشائنة ثم الاعتراف بان الامام شارك فيها هو نقض حتى لمسالة العصمة عند الشيعة .اذ كيف تكون شائنة ثم يقبل عليها الامام ويشارك فيها .وكدليل اقدمه على ذلك ما ورد في شرح نهج البلاغة وفيه كلام للامام رضوان الله عليه يبين قيمة هذه الفتوحات مع امتعاض من تقزيم دوره كما اشار اليه هو بنفسه يقول ((( ثم فتح الله عليها الفتوح فأثْرت بعد الفاقة ، وتمولت بعد الجَهد والمخمصة، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً ، وثبت في قلوب كثير
    منها من الدين ما كان مضطرباً ، وقالت: لولا أنه حق 
    لما كان كذا ، ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها 
    وحسن تدبير الأمراء القائمين بها، فتأكد عند 
    الناس نباهة قوم وخمول آخرين، فكنا نحن
    ممن خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع 
    صوته وصيته ، حتى أكل الدهر علينا 
    وشرب ، ومضت السنون والأحقاب 
    بما فيها ، ومات كثير ممن يعرف ،
    ونشأ كثير ممن لا يعرف......................)))) فالكلام واضح في فضلها من وجهة نظر الامام نفسه وان كان فيه تسجيل مرارة وامتعاض حسب الكلام من تقزيم دوره وفضله .
    14 juillet, 14:06 · Modifié · Je n’aime plus · 3
  • Mohamed Hachicha
    الذي اراه ختاما ان القول في الفتوحات في عهد الخلفاء بمعزل عن تفاصيلها الكثيرة ومحاولة فهم الاسباب المتعددة للقيام بها وعدم التوفيق بين اسباب وطريقة انتشار الاسلام في تلك الحقبة وانتشاره في بلدان اسيوية كثير ة وبلدان شرق افريقية عن طريق التجار ومراكزهم ودعوتهم قد لا يؤدي الى فهم صحيح لهذه الفتوحات وقد يؤدي الى خلط الظروف المتغيرة مع الازمان بل ويؤدي الى اضفاء مقارنات وتشبيهات عشوائية هي ابعد ما تكون عن تلك كتلك التي تدعي ان داعش وغيرها انما هي سائرة على نهج الخلفاء فيما تفعله وما الفتوحات الا مثال على ذلك .........قد يقول قائل .مهما تكن الاسباب فان الدخول على هذه البلدان وتخييرهم بين الاسلام والمسالمة او القتال هو نوع من الحتلال القسري الظالم .اقول ربما تكون هذه وجهة نظر قائمة لكن على متبني هذه الوجهة ان يغوص في تفاصيل هذه الفتوحات ولا يحكم عليها من خلال قراءه متسرعة وناقصة ..........والله اعلم
    14 juillet, 11:01 · Modifié · Je n’aime plus · 3
  • Naiem Jrad
    اهلا استاذي العزيز محمد..
    ردودك الكريمة فتحت ابواب كثيره للتساؤل , وبعضها تبرير غير ناهض لما طرح في المنشور
    ................

    طرحك بعدم المقارنة بين فتح شرق اسيا سلميا وما حدث من عزو دموي طرح (عفواً) غير مقفنع
    فماحدث للعراق والشام هو بقوة السيف وليس بقوة الفكر العظيم للدين الجيد , كما حدث لشرق اسيا ..والبون كبير بين ويميل بعقلانة للفتح التبشري وليس السفيف
    ...............
    ذكرت بان كتب التاريخ لم تذكر ان هناك ظلم وقع ابان تلك الغزوات (العراق والشام) ,بلاشك لم ولن يدونها التاريخ لان من قام بها رجال (عدول) ولا يخظئون) , لكن باستقراء بسيط وموضعي لاعاطفي نجد ان هناك الكثير من (السبايا) المضلومات التي اخذن من حضن رجالهن او حضن امهاتهن..ستقول من هن؟..اقول لا اعرفن .لكن الاستقراء يوضح هذا الامر لاسيما حين يذكرون من هي ام علي بن الحسين (زين العابيدن) ذكرت هذة فقط لامور طائفية .لكن كم سبيه كانت مع ام (زين العابيدن) لم ولن يذكره ااتاريخ !!!
    اما موبقه خالد بن الوليد ولماذا هي الوحيده المشهوره , في بطون التاريخ لان حظ (خالد) سيء .بسبب ان مالك بن نويره وحسب الاعلام الشيعي لم يبايع ابا بكر وانما بايع علي (تامل حظة السيء..) لكن المضحك ان الاعلام السني نقد ايضا فعله خالد ليس بسبب الطرح الشيعى وانما ان وطىء بها قبل العده...اي لو حصل ان هذة الفعلة وقعت بعد العده فالامر (اسلامي ) ووفهي ولايشوبة شائبة............كم بنت او زوجة ((( اغتصبت)) لكن بصوره اسلامية لانها انهت العده...
    استاذ محمد يبقى خلافنا هو عن ماهية وتعريف الاغتصاب . فالعقل الانساني (وليس عقول مسلموا ذاك العهد) يرى ما قاموا به اغتصاب مشين , لهذا انك ذكرت بان لم تحدث امور مشينة ابان تلك الغزوات....
    (عفوا للاخطاء الكبوردية) لعدم المراجعة للعجالة ..يتبع
    14 juillet, 18:28 · Je n’aime plus · 2
  • Naiem Jrad
    تبريك استاذي العزيز للاستباقية تبرير (عفواً) غير منطقي عقلاُ
    فان كانت الخشية من الاعداء لانهم على تخوم الدولة هذا يتطلب ان لاتقف الحرب والغزوات الا على سواحل المحيط الهادي بعد احتلال اليابان ..(ضمن منطق الاستباقية)
    ........................

    ثانيا اين الاستباقية بقولك ( هو انهم يريدون نشر الاسلام وتعاليمه في ربوعهم..)
    ثم عدت ونفيت اعلاه حين ذكرت (يقصد ان النية ربما لم تكن اولا متجهة الى الذهاب الى الفرس وانما المحافظة على ما فتح في الشام والعراق)...اي العباره صحيحة ضمن سياق التبرير رغم خطائهن الاثنين عقلاُ
    ..............................................
    ان كانت استباقية كما يحصل اليوم في الحروب المعاصره ( الهجوم على المحمرة لحماية البصره في حرب ايران -العراق)..
    حين تضع الحرب اوزارها باتفاق بعدم الاعتداء (الذي يخشية المسلمون) ان تنسحب الجيوش الغازية.......لمَ لم يحصل هذا في تلك الغزوات...ان بررت لاجل نشر الاسلام تتهافت نظرية الاستباقية
    14 juillet, 18:37 · Modifié · Je n’aime plus · 2
  • Naiem Jrad
    استاذي العزيز...في متن المشنور ذكرت الصحابة وهذا يشمل الامام علي , لهذا لم ارد على ردك بشان مسانده الامام علي لتك الحروب 
    بل ربما تتذكر وضمن الشك العقلي والتسائل المشروع نشرت هنا قبل مده ليست بالقصيره منشور حول ( الخطأ) العقلي للامام علي في التحكيم بحرب صفين...رغم تحاشي الكثير بالرد علية..(ربما الرد على منشور ينقد صحابي عند البعض او معصوم عند الاخر ) رجس من عمل الشيطان émoticône smile
    رمضان كريم
    14 juillet, 18:42 · Modifié · Je n’aime plus · 2
  • Mohamed Hachicha
    اخي الاستاذ نعيم انا اتفهم ما تطرحه جيدا وسبق ان قلت انها وجهة نظر تستحق النقاش وحتى موقفي الذي سطرته اعلاه ليس بالموقف القطعي الذي لارجعة فيه وانما اميل جدا من خلال قرائتي البسيطة للحقبة الى ما ذهبت اليه واعلنته والذي يتلخص في ان هذه الفتوحات او الحروب فيها تفاصيل عديدة تساهم في فهم طبيعتها ولماذا وقعت .فالحراك الجيوسياسي والعسكري في المنطقة برمتها زمن الخلفاء لا يمكن بحال اغفاله وفيه من التفاصيل ما فيه لمن اراد الرجوع اليه ليفهم كيف تم الامر بدقة ولماذا تم .مسالة ان ارادتهم نشر الاسلام وتوسيع نطاقه لا يمكن انكارها طبعا ولا اراها تناقض مسالة الاستباقية ( والاستباقية كما اشرت اليها اعلاها هي عدم ترك العدو السياسي والعسكري المنافس على المصالح الكبيرة والعليا والمهدد للقضاء على الكيان الفتي والصاعد وهو دولة المسلمين ذلك الوقت يفعل ما يريده ويخطط له وانما قطع الطريق عليه وربما مباغتته في ارضه واستغلال نقاط ضعفه)) وكل هذا لا يمنع ابدا من توجيه النية بعد ذلك الى ايصال الاسلام ونشره في تلك الربوع فلا ارى تناقضا بين الامرين ....يتبع
    Hier, à 10:38 · Modifié · Je n’aime plus · 2
  • Mohamed Hachicha
    اما ان نشر الاسلام بالطريقة التي نشر فيها في بلدان اسيا الكبرى عن طريق القوافل التجارية ونشاطهم الدعوي يكون افضل من طريقة الفتوحات كما تمت في عهد الخلفاء فصحيح من ناحية الطريقة والمنهج بل وحتى النتائج والمقاصد البعيدة فمما لا شك فيه ان الدعوة افضل من الحرب وتخيير الناس بين الاسلام او المسالمة او القتال وافرق مرة اخرى بين القتل والقتال ولكن الظروف والزمان مختلفان كما قلنا فلم يكن بالامكان التفكير ولو لحظة في مرحلة ما بعد النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم حتى وفاة علي رضي الله عنه في نشر الاسلام عن طريق الدعوة والفكر القوي المقنع كما تفضلت بالعبارة على طريقة القوافل التجارية ....فاي دعوة والحراك العسكري بين الروم والمسلمين من جهة ومع الفرس وحلفائهم من جهة اخرى على اشده .الدعوة لها ظروف تساعدها وغالبا من تكون ظروف سلمية خالصة ولم تكن هذه الطروف متوفرة زمن الخلفاء فنعلم من ذلك انه لكل مقام مقال دون التذكير مرة اخرى ان المنهج الدعوي افضل طبعا ولكنه لا يصلح لتلك الحقبة المقصودة او انه قد يتخلل الفتوحات نزرا دون ان يكون هو المطلق او هو المعول عليه ....يتبع
    Hier, à 10:36 · Modifié · Je n’aime plus · 2
  • Mohamed Hachicha
    مسالة السبي في الحروب منضوية تحت ما كان يسمى جهاد الطلب وهذا النوع من الجهاد لم يعد له بد في عصرنا بل لم يعد حتى ممكنا للذي يفكر في امكانيته والتفكير فيه نوع من الجنون وعدم ادراك تغير الظروف والازمان .ولذلك كان السبي منضويا تحت ظروف وبيئة معينة وبذلك لم نرى الشرع قد حرمه .فمسالة انه وقع سبي في الفتوحات امر لا غبار عليه شرعا ولا يستساغ تسمية الواقعات في السبي بالمغتصبات لان مسالة السبي كمسالة الاسترقاق كانت تحكمها ظروف اجتماعية وعرفية للامم في تلك الحقبة الزمانية ولابد من تغير احكامها بتغير الزمان وتبدل احوال الامم .ولذلك ترى ان المسلمين متفقين على حل السبي في الحروب خاصة اذا ربطناه كما ذكرت انفا بالوضع الاجتماعي والعرفي لذلك الزمن يقول ابن عاشور رحمه الله في التفسير حول هذه المسالة (((قد جعل الله السبي هادما للنكاح تقريرا لمعتاد الأمم في الحروب ، وتخويفا أن لا يناصبوا الإسلام لأنهم لو رفع عنهم السبي لتكالبوا على قتال المسلمين ، إذ لا شيء يحذره العربي من الحرب أشد من سبي نسوته ، ثم من أسره ، كما قال النابغة : 

    حذارا على أن لا تنال مقادتي ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا
    واتفق المسلمون على أن سبي المرأة دون زوجها يهدم النكاح ، ويحلها لمن وقعت في قسمته عند قسمة المغانم . واختلفوا في التي تسبى مع زوجها : فالجمهور على أن سبيها يهدم نكاحها ، وهذا إغضاء من الحكمة التي شرع لأجلها إبقاء حكم الاسترقاق بالأسر . وأومأت إليها الصلة بقوله : ملكت أيمانكم وإلا لقال : إلا ما تركت أزواجهن . 

    ومن العلماء من قال : إن دخول الأمة ذات الزوج في ملك جديد غير ملك الذي زوجها من ذلك الزوج يسوغ لمالكها الجديد إبطال عقد الزوجية بينها وبين زوجها ، كالتي تباع أو توهب أو تورث ، فانتقال الملك عندهم طلاق . وهذا قول ابن مسعود ، وأبي بن كعب ، وجابر بن عبد الله ، وابن عباس ، وسعيد ، والحسن البصري ، وهو شذوذ ، فإن مالكها الثاني إنما اشتراها عالما بأنها ذات زوج ، وكأن الحامل لهم على ذلك تصحيح معنى الاستثناء ، وإبقاء صيغة المضي على ظاهرها في قوله ( ملكت ) أي ما كن مملوكات لهم من قبل . والجواب عن ذلك أن المراد بقوله ( ملكت ) ما تجدد ملكها بعد أن كانت حرة ذات زوج . فالفعل مستعمل في معنى التجدد . ))).....يتبع
    Hier, à 10:33 · Modifié · Je n’aime plus · 2
  • Mohamed Hachicha
    فكما تقدم الاشارة الى انه وقع سبي في الفتوحات وان ذلك يعتبر مشينا ليس له اي معنى في ظل مفهوم وحكم السبي في القران والذي قد يكون مرادفا للاسترقاق ومندمجا معه في نفس الخانة اي ان حكمه يتحول شيئا فشيئل حسب تغير الازمان وتبدل احوال الامم اما قصر هذا المعنى على الاغتصاب والظلم فلا اراه يجدي نفعا خلا بفهموم عصرنا وتبدل المفاهيم الانسانية ولكن لا ينبغي دراسة هذا النوع من المساءل بمعزل عن بيئتها وزمنها او بمنظور عصورنا لاننا لوفعلنا ذلك لكان الحكم على المسالة برمتها خاطئا ومبعدا النجعة ....يتبع
    Hier, à 10:33 · Modifié · Je n’aime plus · 2
  • Mohamed Hachicha
    بقي الاشارة الى ان ذكري لموقف الامام علي رضوان الله عليه من الفتوحات ودوره فيها هو فقط من باب البيان لبعض الاخوة الاعزاء من الشيعة الامامية الذين يقفون موقفا سلبيا من الفتوحات ان الامام رضي الله عنه كان في خضم هذه الفتوحات وكان تلاميذه وشيعته في هذه المعمعة بل كان يقدم الشور والنصح لبقية الصحابة فيها وكما اوردت المقطع من شرخ النهج كيف انه ادلى بدلوه فيها ويرى عظيم ايجابياتها .فالقول ان الفتوحات كانت ظلما هو تقض لما فعله الامام وارتضاه بل هو نقض للعصمة كما يعتقدون بها وما تفضلت به من التنبيه حول هذه النقطة اوافقك عليه ....
    Hier, à 10:25 · Modifié · Je n’aime plus · 1
  • Mohamed Hachicha
    اقول اخيرا ان المناقشة حول هذا الامر فيه افادة واشكرك اخ نعيم ان اثرت الموضوع اذ بينا فيه وجهتي نظر مختلفتان وعلى طرفي نقيض لعل القارئ يستطيع الخروج بنتيجة ولو عامة حول المسالة ويبني عليها وينميها او ان يتوسط رايه بين الوجهتين مثلا او ان يندفع باقتناع الى تبني وجهة دون اخرى لان ما ذكرناه لم يخض كثيرا في التفاصيل والجزئيات وانما قدم رايا عاما حول القضية برمتها واذكر ان موقفي هو ليس موقفا قطعيا بل هو قابل للمراجعة وقلت انني من خلال قرائي البسيطة انما اميل فقط لما اعلنته من راي حولها ...شكرا اخ نعيم ودمت في امان الله
    Hier, à 10:35 · Modifié · Je n’aime plus · 1
  • Boudjemaa Mokhtar
    Écrire un commentaire...

في يوليو 16, 2015 ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest
رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية
الاشتراك في: الرسائل (Atom)

فلسفة الهجرة ، بقلم الدكتور خالص جلبي

 المشكلة في الذين تركوا الوطن ليست واحدة بل ثلاث: فالذين ذهبوا إلى الغرب أصبحت حياتهم لا تعرف الهدوء فقد دخلت الزوبعة إلى حياتهم إلى أجل غي...

  • تكرار المعرفة والنكرة في كلام العرب والقران الكريم (( القاعدة العامة والاستثناءات عند المحققين... بقلم محمد حشيشة
    من المشهور عند علماء اللغة واهل التحقيق فيها مسالة تكرار المعرفة والنكرة .وفيها قاعدة عامة تقول انه اذا تكررت المعرفة لفظا في الجملة فهي...
  • اصل الالقاب الجزائرية
    صل الألقاب الجزائرية أصدرت الإدارة الاستعمارية الفرنسية في 23 مارس 1882 قانون الحالة المدنية أو قانون الألقاب الذي ينص على استبدال ألقاب ا...

بحث هذه المدونة الإلكترونية

  • الصفحة الرئيسية

من أنا

boudjemaa mokhtar
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

أرشيف المدونة الإلكترونية

  • ◄  2025 (14)
    • ◄  يونيو (3)
    • ◄  مايو (1)
    • ◄  مارس (7)
    • ◄  فبراير (3)
  • ◄  2024 (12)
    • ◄  أكتوبر (7)
    • ◄  يونيو (1)
    • ◄  أبريل (3)
    • ◄  مارس (1)
  • ◄  2021 (2)
    • ◄  ديسمبر (2)
  • ◄  2019 (7)
    • ◄  أبريل (1)
    • ◄  مارس (1)
    • ◄  يناير (5)
  • ◄  2018 (7)
    • ◄  ديسمبر (2)
    • ◄  مايو (2)
    • ◄  أبريل (2)
    • ◄  فبراير (1)
  • ◄  2017 (1)
    • ◄  أبريل (1)
  • ◄  2016 (90)
    • ◄  أكتوبر (3)
    • ◄  سبتمبر (5)
    • ◄  أغسطس (6)
    • ◄  يوليو (12)
    • ◄  يونيو (16)
    • ◄  مايو (10)
    • ◄  أبريل (11)
    • ◄  مارس (7)
    • ◄  فبراير (8)
    • ◄  يناير (12)
  • ▼  2015 (74)
    • ◄  ديسمبر (11)
    • ◄  نوفمبر (2)
    • ◄  سبتمبر (2)
    • ◄  أغسطس (9)
    • ▼  يوليو (14)
      • غرداية، بين شحّ العمران وكثافة التاريخ ..... عبد ا...
      • القديس Salvien وقرطاج
      • الوعـــى شرارة المشعل الحضارى بقلم بندة يوسف
      • الوهم الفرنسي .... د. فؤاد بوعلي
      • فلم وثائقي أمريكي عن قصة صعود الدولة الإسلامية بال...
      • طفلة سورية في أحد المخيمات في الداخل تغسل حذاءها ا...
      • حوار بين الاستاذ نعيم ومحمد حشيشة حول الفتوحات الا...
      • تكرار المعرفة والنكرة في كلام العرب والقران الكريم...
      • شرح بسيط للرأسمالية والديمقراطية والاشتراكية والش...
      • السيف و اليقين ... ابراهيم هبة
      • مآلات الإتفاقية النووية بين إيران والغرب ... بقل...
      • مواطن يشرح بشكل مبسط أزمة اليونان
      • الدولة الصلدة والدولة المرنة...... حسين درويش العادلي
      • “تطبيق الشريعة” هل يختلف تصوره عن تطبيقات داعش؟! ...
    • ◄  يونيو (9)
    • ◄  مايو (6)
    • ◄  أبريل (13)
    • ◄  مارس (8)

الإبلاغ عن إساءة الاستخدام

المظهر: بسيط. يتم التشغيل بواسطة Blogger.