السبت، 6 يونيو 2015

غربيات .... بقلم عمر بن سالم

لكل مطلع على حضارة الغرب ومدنيته وثقافته يلمح ذلك التجسيد المادي لكل شيء ، حتى العقيدة حين وصلتهم ارادوها بنماذج ومجسدات ولم يستطيعوا استيعاب التجرد المطلق ، فلا تكاد تدخل كنيسة ولا كاتدرائية الا وهالك ذلك الكم من التجسيد للعقيدة .
ومن هنا برزت فتنتهم بالجسد والكمال البشري المتمثل لديهم في تمام البنية الجسدية ، فصوروا الهتهم واساطيرهم وابطالهم بهذه المنحوتات التي اعتنت بتفاصيل البدن وتشريحه واظهاره في القوام الذي نعرفه كلنا اليوم ونحتذيه ....هذا بعكس الحضارات الشرقية التي كانت تضع صورة مخالفة لالهتها وابطالها وما تماثيل بوذا وكريشنا الا مثال ..
فلما ان نقلوا موروثهم في العاطفة والحب وجدتهم يستظلون بجسد المراة وما يمكنها ان تقدم من مفاتن ظاهرة ..وخلدوها بتماثيل ترسم الشهوة والفتنة ..
وكان مما عاينت ورأيت في رحلاتي تلك الجسور التي رصعت بمئات الاقفال ، وقد نقشت باسماء عشاق مروا من هنا وتعاهدوا على الارتباط و"اقفال" ارواحهم على بعضها ، وهو اثر مادي يزول بزوال المادة التي منها صنع او الجسر الذي عليه وضع ..ولعل العلاقة في ذاتها لا تدوم ابعد من ضفتي الجسر الذي وضع عليه القفل..وهذا البرود والمحدودية في العاطفة وتمثيلها انسحب علينا وصرنا نلمحه في المنطوق من ثقافتنا والعلاقات المتواترة في مجتمعنا وارادة الارتباط بين الرجال والنساء ، وهو امر ليس مستغربا اذ اننا منفتحون على هذه الثقافة والمدنية ، ومولعون باتباعها ...
وهنا استدعي قصص العشق التي روتها البشرية وحفظتها ..فلا اجد في حظ الغرب منها الكثير ولعل ذلك راجع لهذا التجسيد المحدود ..فان اتجهنا شرقا تجد الالاف من القصص التي وعتها الذاكرة الانسانية في نماج لغوية وروحانية سامية ..وهذا قالب قل ان يجور عليه الزمن او تطاله السآمة لتجرده وتجريده الباقي بقاء العقل والخيال والانسان
‫#‏الغرب_كما_رأيته‬
الصورة مأخوذة بعدستي من جسر بعاصمة لاتفيا ريغا ومن جسر بالبندقية ايطاليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...