الأربعاء، 10 يونيو 2015

الرمزيه بالقرآن الكريم .... بقلم كمال عزام


حينما يصار الى نشر فكرا يدعوا الى الحريه والنهوض بكرامة الانسان على اسس ذات قيم اخلاقيه .. فيجب علينا لزاما رفع هذا الفكر شعارا للتعايش تذوب تحت ظلاله كل انواع ألأنا والانقسام ..
ومما دفعني لهذا المنشور هو ربما انني ما عجزت عن وصفه وايصاله للاخوه المهتمين بشؤون القران الكريم وما وجدته في طرح منشوراتهم على مواقع التواصل ..
وذلك باعتماد اسلوب الرمزيه في بيان القران الكريم بشكل عام ..
إن فكرة الخطاب القرآني على انه كله رمزيه هي فكره قد اغفلت المعنى الحقيقي المتعلق بالخطاب الواقعي وافرغت الخطاب من محتواه التكليفي وهذه الفكره لا يمكن ان تصل الى المستوى المطلوب الوصول اليه من التفكر والدراسه والتدبر ..
فالرمز ..
هو كلمة تدل على اجتماع شيء متصلا بشيء آخر واقعي يدل عليه .. وهو استخدام كلام معين يدل على مجموعة من المعاني اللازمة لها منطقياً وليس فقط لسانياً ..
مثل لزوم الحياة للماء ..
فالماء رمز للحياة وليس معنى لساني لكلمة الماء .. وإنما مفهوم منطقي نصل إليه من خلال تجاوز المعنى اللساني إلى متعلقاته بالواقع .. فالمتعلق بالماء لزوما هو الحياة ويكون المفهوم الرمزي للماء هو الحياة ..
{قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار} آل عمران 41
فكما نلاحظ بالايه الكريمه فأن المفهوم الرمزي من حيث المآل لا يخرج عن الحقيقة والواقع بل لا بد له من واقع موجود حقيقي يتم تعلق الكلام الرمزي به..
فالنص يدل صراحة على أن الرمز هو أسلوب من أساليب الكلام المختصر العميق المعنى ويحتاج إلى تدبر وتجاوز المبنى اللساني ومعناه الحرفي إلى مفهوم مقصدي ملزم يتعلق بالمبنى والمعنى اللساني بشكل منطقي مثل تعلق الحياة بالماء ..
فالخطاب التشريعي المتعلق بثوابت الايمان كالحلال والحرام والوحدانيه لا يمكن أن يأتيا بأسلوب الكلام الرمزي لأن الخطاب التشريعي هو خطاب تكليفي يتعلق بتنظيم سلوك الناس والحرام والحلال والواجب .. والخطاب المتعلق بوحدانية الله يتعلق بالحق والباطل .. ويترتب عليه الحساب والمسؤولية .. وهذا لابد له من خطاب محكم واضح محدد .. وهذا مقتضى الحكمة و الرحمة .. ولو أتى بأسلوب الكلام الرمزي الغير متعلق بواقع لبطل الثواب والعقاب وضاع الحق واختلط بالباطل وانتفى الحساب لاحتمالية النص لأكثر من مفهوم ممكن ان يتعلق بالواقع ..
ولو تعلق الحساب والتكليف على هذا النحو لأنتفى عن المشرع الحكمة و الرحمة وصار الفعل عبثا وظلما .. وصار الخطاب متميعا وممكن يدل على كل شيء في كل زمن وانتفى عنه المفهوم الثابت .. وصار متحركاً نسبياً ويصلح لتحميله أي مفهوم ولا يدل على أي مفهوم بعينه ..
وحقيقة هذا الأسلوب هو نقض للخطاب القرآني التشريعي والخطاب الإيماني ..
فالخطاب التشريعي والخطاب الإيماني من النوع المحكم في الخطاب ولا يصح دراستهما بأسلوب الرمز قط .. ولا ينطبق عليهما قاعدة ثبات المبنى والمفهوم وتحريك المعنى و المحتوى ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...