الجمعة، 22 يناير 2016

هذا ما قاله خير الدين بربروس .... بقلم الباحث فوزي سعد الله

....في الوقت الذي كان فيه بيري رايس في إسطنبول، خرجت أنا وأخي في عشرة مراكب، كان مقصدنا الذهاب إلى مضيق سبتة الذي يقع في نهاية البحر المتوسط، على أن نمر من هناك إلى الأندلس لنقوم بإنقاذ مَن نقدر عليه من إخواننا في الدين. في هذه الأثناء، وصل وفد من مدينة بجاية الجزائرية حاملا رسالة جاء فيها:
"إن كان ثمة مُغيث فليكن منكم أيها المجاهدون الأبطال. لقد صرنا لا نستطيع أداء الصلاة وتعليم أطفالنا القرآن الكريم لِما نلقاه من ظلم الإسبان. فها نحن نضع أمرنا بين أيديكم. جعلكم الله سبيلا لخلاصنا بتسليمه إيانا إليكم.، فتفضلوا بتشريف بلدنا وعجلوا بتخليصنا من هؤلاء الكفار"


.....



.....قدمنا إلى ميناء بجاية الجزائرية في ألفين وثلاثة وثلاثين بحارا وعشر سفن قادرغة، ومائة وخمسين مدفعا وآلاف الأسرى الذين يقومون بالجدف.
كانت قلعة بجاية في أيدي الكفار الإسبان، اشتبكنا معهم في معركة دامت ثلاث ساعات ونصف، قُتِل فيها أكثر الكفار.
عندما علم أعراب البوادي بانتصارنا في بجاية، لحق بنا عشرون ألف رجل منهم لمساعدتنا إلا أنهم لم يكونوا يعرفون فنون القتال جيدا.
تحصنتْ شرذمة من الكفار بالقلعة و واستمرت في المقاومة تسعة وعشرين يوما. كنا على وشك الاستيلاء على القلعة إلا أن عدم امتلاكنا للمدافع التي تُستعمل لقصف الحصون حال دون تمكننا من فتح ثغرة كبيرة في القلعة.
بلغَنا أن قوة كبيرة تحركت من جزيرة مينورقة في طريقها إلينا فتركنا بجاية وانسحبنا إلى جيجل لترصد القوات الإسبانية القادمة من مينورقة.
وأخيرا، لاحت لنا في الأفق عشر سفن كبيرة من نوع قادرغة كانت مشحونة بالأسلحة والمعدات العسكرية، فقال أخي عروج:
"هذه نعمة ساقها الله إلينا".
هجمنا على السفن الإسبانية بمن معنا من البحارة مُرددين صيحات التهليل والتكبير واشتبكنا معها في معركة كبيرة أسفرت عن استيلائنا على السفن العشر ولم يبق من الجنود الإسبان على قيد الحياة سوى ثمانية وسبعين جنديا أخذناهم أسرى وقيَّدناهم للعمل في الجدف.....".
مذكرات خير الدين بربروس: ترجمة من اللغة التركية: محمد دراج. ص: 67 إلى 71. شركة الأصالة للنشر والتوزيع. الجزائر 2010م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...