الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

المادية و المثالية ... عملاق الأدب الروسي مكسيم غوركي




عملاق الأدب الروسي والإنساني مكسيم غوركي يشرح بفقره أدبية واحده أكثر الأمور تعقيداً وإلتباساً في حياة البشر ..عن المادية و المثاليةفي هذا المقطع يصف مكسيم غوركي أهمية الفلسفة المادية ودورها المعرفي الخلاق، مقابل القنوط والضعف المعرفي للفلسفة المثالية" الروحية ". اذ يقول :تعيش في العالم فكرتان : واحدة تنظر بجرأة في ظلام الحياة الغامضة وتسعى الى حل هذا الغموض، والثانية تعترف بأن هذه الأسرار لا تفسر وتعبدها خوفاً منها.الأولى لا تؤمن بوجود ما لا تمكن معرفته وانما تؤمن بوجود غير المعروف ، والثانية تؤمن بأن العالم مجهول للأبد.
الأولى تسير عبر ظواهر الوجود ، وتتعرض دون وجل الى كل ما يصادفها في طريقها الصعب، وتشدد من عزيمتها باستمرار ، وترغم حتى الحجارة الصماء على أن تروي قصة بدأ الحياة بأسلوب بليغ ، والثانية تندفع هالعة من جانب الى جانب محاولة في فشل أن تجد تبريراً لوجودها .
_ هل أنا موجودة ؟ تسأل نفسها في حين أن الأولى تقول :
_ أنا أفعل .
الأولى تهب نفسها في أحيان كثيرة الى آلام الشك في قوتها، ولكن صقيع الشك لا يفعل سوى أن يقويها فتهب من جديد لترى غاية الوجود في العمل، والثانية تعيش باستمرار في الخوف أمام ذاتها ويبدو لها أن هناك شيئاً ما عداها أرقى منها ، وتحفظ سر الوجود بصورة مرعبة.
هدف الأولى _ الحركة الدائمة من حقيقة الى أخرى وعبر كل الحقائق الى الأخيرة مهما كانت ، وهدف الثانية أن تجد في عالم الحركة الأزلية والارتجاجت الدائمة نقطة ميتة لتثبت عليها فكرة جامدة وتقيد روح البحث والنقد بسلاسل الايحاء الحديدية .
احداهما _ تتفلسف حباً بالحكمة وهي المؤمنة بقوتها ببطولة ، والأخرى تفكر بخوف آملة أن تنتصر على الخوف.
الفكرتان حرتان _ احداهما ككل طاقة ، والثانية كالكلب المتشرد ، يعوي أمام كل باب يحس الدفء خلفه والهدوء والراحة الرخيصة.
وكثيراً ما تلتصق هذه الفكرة الثانية بالجدران متوسلة لتجلب الانتباه اليها _ متوسلة الى الخوف الذي ابتدعته هي نفسها . انها هي التي تتفسخ فتنفث في الأرض سمومها وتنفث القنوط ، أما الفكرة الأولى فتزين العالم بمعطيات العلم والفن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...