الاثنين، 13 يونيو 2016

خذلان الثورة ما تبعاته وإلى متى سيتواصل ...... بقلم المفكر أبو يعرب المرزوقي

خُذلت الثورة في البلاد العربية الخمسة التي وقعت فيها ممن تصورناهم ثوارا وهم في الحقيقة لا يتجاوز همهم الوصول إلى الحكم في المحميات العربية.
ولما أسقطتهم الثورة المضادة بتجاوز القطرية لأنها ردت الفعل إقليميا لم يواصلوا فعل الثورة بل انحنوا للعاصفة لتستفرد الثورة المضادة بمن يقاوم.
بقي شباب ليبيا وسوريا يقاوم فوجه له الأعداء جرافة الثورة أو داعش وكل المزايدين في الأصولية فاصبح التخويف بمآلهما راداعا للشعوب حتى تعود إلى الخنوع ويعود حاجز الخوف من جديد.
لكن طمع الأعداء تجاوز الآن البلاد التي وقعت فيها الثورة وأصبح يهدد البلاد التي مولت الثورة المضادة وتآمرت على الثورة: فالأعداء لا يستهدفون الثورة وحدها بل كل سنة العرب.
ذلك أن الهدف ليس الثورة وحدها بل عين الوجود العربي السني لإخلاء المكان واستعادة امبراطوريتي الصفوية والصهيونية المتقدمتين على الإسلام.
والسؤال: متى تفهم للأنظمة العربية هذه الحقيقة فتصبح هي بدورها مصطفة مع المقاومة أم هـي تنتظر مآل العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر وتونس؟
المشكل هو أن الأنظمة العربية فقدت كل وعي بمعنى السيادة وحرية الإرادة. فمن يحتمي بالعدو لا يمكن أن يكون سيد قراره. كلهم يعلمون أنهم مستهدفون ومع ذلك لا يتحركون.
تماما كحال السنة في العراق وسوريا. لو تحركت الجموع السنية فيهما وقاومت لما صارت تذبح كالنعاج من أجبن خلق الله ممن نعلم أن قلوبهم خالية من الإيمان.
رعاع الشيعة محتمين بمافية الحرس الثوري الإيراني وبالطيران الأمريكي مع حكام جاءت بهم الدبابة الأمريكين وبعض الخونة من السنة يبدون أبطالا في ترويع النساء والأطفال والشيوخ وألف منا تغلب عشرات الآلاف منهم.
وطبعا قد لا تصمد المقاومة إذا ظلت معزولة من حاضنة شعبية استسلمت ومن أنظمة تأتمر بأوامر أمريكا التي لا تحارب الإرهاب بل تصنعه للحرب على السنة.
وهي لا تسهتدف السنة العربية وحدها بل هي تريد تدمير تركيا كذلك لأن ذلك هو شرط تحقيق الامبراطوريتين الصفوية والصهيونية ومنع نهضة المسلمين.
فهم لا يستهينون بالرموز : تركيا موطن آخر خلافة والسعودية موطن أول خلافة والحرب في موطن الخلافتين الوسطيين : والهدف القضاء على استئناف الإسلام دوره.
وهم يعلمون أن نهضة المسلمين لا يمكن ان تحصل إذا وأدوا مركزها ومبدأ نشأتها أي سنة الإقليم العرب بداية الخلافة والترك غايتها لئلا نستعيد ندية يخشونها.
وكل عربي وتركي لم يفهم هذه الخطة إما غافل أو متآمر معهم. ومن المتآمرين المليشيات الخمس بقايا الباطنية والصلييبة والعلمانية والليبرالية والقومية.
فهذه المليشيات العربية بالاسم هي التي تخدم الخطة الصفوية والصهيونية بالسيف وبالقلم هي التي تشوه السعودية وتركيا وقطر بمحاولة إلصاق تهمة الإرهاب والتكفير بهم بمنطق وشاهد شاهد من أهلها.
والجميع يعلم أن الإرهاب والتكفير صفتان ملازمتان للتشيع وللصهيونية ليس في التاريخ الحديث فحسب بل هما من جوهر مذهب الباطنية ومذهب الصهيونية نفسه: فهما من نفس الطينة.
لكن الأنظمة العربية ليس لها إعلام في خدمتها رغم أنها هي التي تموله بل هو في خدمة أعدائها بدعوى الوسطية الدينية أو بمعنى التسامح الليبرالي والعلماني إلا مع شعوبهم.
لم أفهم معنى الوسطية والتسامح مع من يسعى لاحتلال أرضك وانتهاك عرضك وهو لم يخف ذلك بل يعلن عنه ليلا نهارا ونراه يعمله جهارا في أخوتنا من أرض الهلال.
ولست بحاجة لإثبات التواطور الغربي: فبالاضافة إلى ائتمار الأنظمة الغربية برغبات اسرائيل لم ينس الغرب علاقتة بالاسلام ولا يريد عودته للتاريخ لخوفه من تحقيق التوازن العادل في العالم.
لكن لو كان للمقاومة قيادات مدركة للظرفية ومستعدة لسماع رأي اصحاب الدراية ولو فعل مثلهم ما بقي من أنظمة عربية مخلصة للقضية وتركيا فإن النصر سيكون حليفنا حتما.
ذلك أن الغرب مهما تقدم تقنيا فإن مقاومته لن تتجاوز محاولة الحرب بالوكالة لأنه أعجز من أن يتصدى لأسود الإسلام ومن يحارب بهم هم أجبن خلق الله: التشيع والتهود.
فلو راوا حزما حقيقيا من السعودية وتركيا وقطر وجراة على الأقل ببعث خبراء وتسليح مناسب للمقاومة لحسمت المعركة في شهور ولهزم الأعداء شر هزيمة.
21-ومما يزيد في جرأة الأعداء هو تراخـي هذه الانظمة الثلاثة وتصابي من المقاومة المشتتة والتي تكاد تتحول إلى معركة أمراء حرب. فلذلك قد يتمكن الجبناء من ربح المعركة فتنهار المقاومة.
اما الخوف من بوتين فهو من نوع "رب عذر أقبح من ذنب". ذلك أن بوتين لو رأى حزما لما دخل أصلا وهو لا يستطيع بعث جيش ولا يمكن ان يستعمل النووي ويمكن أن يسقط بسرعة لو قابله حزم بحق.
ثم إن التردد لن يجنب العرب والأتراك ما يحاولون تأجيله. فالحرب قادمة لهم عندما يفرغ الأعداء من المقاومة في سوريا والعراق بل هي بدأت على الأطراف.
وهي حرب ليست عسكرية فحسب بل هي تعتمد العرقية (الاكراد) والطائفية (الشيعة) والدين (بقايا الصليبيين واليهود) والطبقية وداعش والأنظمة العميلة قبلية كانت أو عسكرية.
لذلك فنحن أمام أكبر امتحان لإرادة الأمة في تاريخنا. وهو أشبه بامتحان حرب الصليبيين ومغول الشرق علينا بنفس الخيانات الداخلية واليوم الامتحان هو مع مغول الغرب وصليبييه ونفس الخونة.
إيران والحشد الشعبي والحكومة العراقية يريدون دفع السنة إلى الدعشنة مهما حاولت اثبات أنها ضدها. فمقاتلة داعش معهم لن تغير رأيهم لأنه قصدي.
وإذا كان لا بد من حرب بين السنة وداعش. فلتؤجل ولتكن بعد هزيمة الحشد وإيران وليس قبل ذلك. فالسنة لن تحمي نفسها بوضعها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...