الخميس، 30 يونيو 2016

علامة الهزيمة استبطان المهزوم دعاية أعدائه ............ المفكر التونسى ابويعرب المرزوقى

من أكبر أدواء فكر المهزوم استبطانه دعاية أعدائه بدرجة تجعلها لديه حقائق نهائية لا تقبل النقاش: من ذلك أن غالب المتكلمين في السنة لها أو عليها استبطنوا دعاية إيران والغرب ضدهم.


2-فجميعهم باتوا يبحثون عن تفسير ظاهرة عامة لا تخلو منها جماعة بما لا يوجد إلا عندهم فيكون ما عندهم سببا لظاهرة كونية لكأنها لا توجد إلا عندهم فحسب.3-وسأضرب مثال الشقيقين اللذين قتلا والديهما. لو حاولنا أن نفحص الأحداث العادية في كل بلاد العالم لوجدنا ما هو أسوأ من ذلك في الكثير منها.4-وهذه البلاد التي فيها ما هو أسوأ من الحادثة ليست مسلمة ولا وهابية ولا سنية. فهل يفسر المتكلمون على السنة ما يحدث فيها بعقائد السنة أم بـماذا؟ولو أحصينا جرائم الحشد الشعبي في العراق ومليشيات إيران العربية والافغانية إلخ..في الشام هل هي جماليات أم هي إرهاب وهل هم سنة ووهابيون أم شيعة وباطنية؟إذا كان الإرهاب والإجرام ظاهرتين عامتين في كل المجتمعات بل هما من أهم أدوات الدول الاستعمارية أو الدول التي لها طموح تقليدها فهل نفسره بعقد خاص هو عقد السنة؟ما يستفزني أكثر من أي شيء آخر هو لما أرى سنيا معمما يحاول أن يظهر بمظهر الحداثي فينصح بتغيير كذا أو كذا في المناهج التربوية السنية مثل العلماني والليبرالي.ألا يسأل هؤلاء أنفسهم: لماذا لم تطغ هذه الظاهرات الإرهابية إلا بعد حصول ما يسمى بثورة الخميني ومحاولات الحرب الطائفية التي تخوضها في كل بلاد العرب؟ ألا يفترض التزامن بين بروز ظاهرتين متلازمتين علاقة سببية ما؟فهل السنة بنت اليوم وحتى الوهانية هل عمرها بالعقود أم بالقرون؟ فلم ينسب إليهما ما كان من البداية جوهر العقيدة الباطنية والشيعية مع التقية وأسقاط صفاتهم على غيرهم ؟فالتقية هي الإرهاب بعينه لأنها تعني الغدر الذي ينتظر الفرصة وليس التستر بسبب الخوف كما يتوهم الكثير. ولنا في التاريخ مثالان كانا فرصتين للشيعة أظهرت فيهما خيانتها ووحشيتها.وأول المثالين هو الحلف مع مغول الشرق وتهديم دولة السنة أو الخلافة تهديما اقترفت فيه كل الجرائم التي تسمى اليوم جرائم ضد الإنسانية وهو يتكرر الآن.والمثال الثاني هو الحلف مع مغول الغرب وتهديم السنة في العراق والشام واليمن بنفس الوحشية: فقد رايت مليشياويا يتدفأ بحرق سني في العراق وآخر يفاخر بذبائحه منا.قتل الوالدين جريمة بشعة دون شك. لكن لا شيء يثبت أنها ناتجة عن منظومة تربوية سنية وإلا لكان جل الجرائم الحادثة في أمريكا ناتجة عن تربية سنية فيها.لماذا مجرموهم يمرضون بكل الأمراض التي تبرئهم من تهمة الإرهاب وكل مرضانا يبحثون عما يبرئهم من كل مرض عدا ما ينسبونه إلى معتقداتنا ونظامنا التربوي؟هل معتقداتهم ونظام تربيتهم مبرأ بالجوهر في حين أن ما به نحن وما يجعلنا نصمد أمام غزوهم هو الذي يعتبرونه إرهابا في حين أنه دفاع شرعي على أرضنا وعرضنا؟ما يجعلني أكتب ما أكتب ليس هذا المرض المتمثل في استبطان دعاية الأعداء بل طبيعة الخطأ المنطقي الذي يؤسسه في فكر بعض الغافلين: كيف بعلة خاصة نفسر معلولا عاما؟15-الجواب الوحيد هو أن المتكلمين في الموضوع بهاليل أو سخفاء أو عملاء أو أميون يتكلمون في ما لا يفهمون أبواقا لدعاية الأعداء. وما أكثرهم فهم كالجراد المنتشر في الإعلام الذي نموله ليحارب مرجعياتنا الروحية.وماذا لو تكلمنا على عادات هي في الحقيقة جرائم ضد الإنسانية تحررت منها السنة وهي من سنن من يتهمنا بالإرهاب: وسأكتفي بمثالين شيعي وما بات يعتبر شرعة دولية.1فأما المثال الشيعي فهو اعتبار المراة مجرد وعاء جنسي لمني الرجال: فالمتعة كانت حلا مؤقتا في الحروب لمنع فساد الأنساب لكنها صارت عندهم إفسادا عاما لها.فلما شرعت المتعة أول مرة في الإسلام كانت لمنع اغتصاب نساء المغلوب كما يحصل في كل غزو. الإسلام بالمتعة قلل من الاغتصاب بين قبائل العرب خلال الفتح فحمى الأنساب.ولما تطور الجيش الإسلامي وأصبح ينتقل العسكر ومعه نساؤه لم يعد بحاجة إليها فحظرت المتعة. لكن التشيع حافظ عليها كراهة في الفاروق لا غير.وهي الآن لا تحمي الأنساب بل هي تزيلها عندهم أصلا. فلا أحد يدري هو ابن من أو حتى إن درى فهو ليس واثقا من أن اخوته هم اخوته وفيه شيوعية متخفية للمرأة.والمثال الثاني صار يعتبر شرعة دولية. سلطان المثليين بلوبيات دولية يريد فرض هذه الشرعة على العالم كله. صحيح أن المثلية ليست كلها ثقافية فبعضها طبيعي.والطبيعي من المثلية ككل الحالات الخاصة من الطبيعي لا بد أن يجد له المجتمع الإنسان علاجا. لكن غالب الظاهرة صار موضة وهي ثقافية مثل الخيانة الزوجية.ففي الخيانة الزوجية ما هو طبيعي لا يخلو منه مجتمع وإلا لما وجدت أحكام تخصها في كل المجتمعات. لكن عمومها في الغرب وخاصة في الأدب والمسرح جعلها موضة يبشر بها ببغاواتنا من الحداثيين.وهي مثل المتعة قضاء مبرم على الأسرة. ومن ثم فهي تقضي على أسلم نظام عضوي ونفسي وخلقي للتربية الأولـى. إنها جريمة في حق الإنسان : فالطفل البشري لا يستقل مباشرة بعد الولادة.ومن دون الأسرة ستصبح كل المجتمعات من جنس ما يقض مضجعي كلما زرت مصر. فأطفال الشوارع فيها كالذباب لا يتركونك تجلس في مقهى لأنهم موجات ذباب من الـمتسولين (وقوله مؤلم لكن وجوده أكثر إيلاما).وما يحيرني حقا هو سخف العلمانيين والليبراليين وتناقضهم البديع. فهم يلومون المسلمين لأنهم سبقوا جميع البشر في فهم أهمية الجنس في الحياة حتى اعتبروا ثقافته وأخلاقه بابا من أبواب فقههم.وهم لا يكتفون بتعييرهم بإيلاء هذه الأهمية للجنس فيصفونهم بالهوس الجنسي بل ويفسرون به التزام الشباب باسمى قيمة سمتها حضارتنا رباطا ورهبانية الإسلام.ولأنها شرط الحماية في كل أمة لخص فيها ابن خلدون كل القيم وسماها “معاني الإنسانية”. إنها الجهاد الذي يحاربونه ويتهمون من يؤمن به لا يطلب الشهادة بل الحور العين إلخ..وينسون في آن أمرين: فالبشرية اكتشفت الجنس مع تشويهه بجعله بورنوغرافيا محرفين الحلول الإسلامية التي تحافظ على الشرعية فيه فجعلوه مرميا على قارعة الطريق. وهو مرضهم وهوسهم.ثم هم يطالبون بالجريمتين اللتين وصفنا أي جنس المتعة وجنس المثلية معتبرين ذلك تقدما بالمقابل مع ما يعسكون دلالته فيصفوه بالمحافظة والتخلف السنيين.من ذلك ما قرأت عن وصف أحد المتحذلقين لنساء السعودية بكونهن كيس فحم. وكان عليه أن يقول إنهن صدفات لؤلؤ في حروز. فاللون الأسود وإن لم يكن مفروضا فهو أستر.والزي كان ولا يزال للتمييز الموجب وليس للتحقير: فالمحصنات من الحرائر غير الجواري. من يريد الجواري فليذهب إلى المواخير وطلابها غالبا ما يكونون من العنينين (العاجزين جنسيا).فإذا أردوا الشارع معرض بورنوغرافي فليس عسيرا: فليـزوروا مواقع السياحة في البلاد العربية فهي معارض بورنوغراقية غير متنكرة بل سافرة وعافنة.وفيها العاهتين : عاهة تحويل الجنس إلى برنوغرافيا وعاهة المثلية التي تعتبر من أهم دوافع عجائز اوروبا السياحية التي يراد إخفاءها باسم مصلحة العاملين في القطاع.لما عشت في الغرب رايت أنه بخلاف ما يظن الكثير من السفهاء الذين يتصورون الغرب مثل السينماء فيه من الحشمة والمحافظة واحترام القيم والتقاليد ما لا يعيه سطحيو الحداثة من العرب.ففي كل الأمم يوجد نبلاء وشرفاء ويوجد سفهاء ولقطاء وتوحد حرائر وجواري. والحضارة لا تقاس بالقشور بل بالبذور: ماذا أنتج هؤلاء الحداثيون غير الاستهلاك العاجز؟لكن اتهام السنة عامة والوهابية خاصة هو سلاح إيراني وغربي ضدهما وهو صار مصعدا للتافهين ممن يريد أن يعد من النخب في رأي أهل الحل والعقد في شللهم العميلة.خذ مثال الجهاد فسواء كان للطلب أو للدفع هل يوجد في العالم اليوم من يعمل بـما هو من جنسه أكثر من الأمريكان؟ لكن رغم طابعه العدواني لا أحد اتهمه بالإرهاب.والجهاد الذي يوصف بالارهاب تهمة للمسلمين هو مجرد كلام في التعليم لأن الدول الإسلامية لا تجاهد لا طلبا ولا حتى دفعا. فهي جميعا محتلة صراحة أو خفية.فما يمخر بحار العالم ليست الأساطيل الإسلامية حتى في مياهها الأقليمية بل المواخر هي أساطيل أعداء الأمة التي تندد بالجهاد المعدوم بوصفه إرهابا.قلة من الشباب ما يزال فيهم رجوله دفعتهم الحمية لجهاد الدفع وبوسائل بدائية يقوم عالم الأعداء ويقعد ومثله عالم العملاء حتى يبقونا هنودا حمرا.حضرت ندوة الوسطية. فنددت بهذه العقلية الغبية. وسطية؟ مع من؟ يحتل أرضك وينتهك عرضك ويطلب منك أن تكون متسامحا فتدير خدك الأيمن بعد الأيسر.ثم تجد بعض المتقعرين يبحثون في ثقافتنا عن أي عرق ما زال ينبض من قيم الحماية الذاتية ليقتلوه حتى نصبح هنودا حمرا نكتفي بتدخين “كالامي” السلم مع المحتلين.وبذلك نعود إلى الخطأ التاريخي الثاني: ففقهاء السلطان شرعوا ولاية المتغلب الداخلي بدعوى تجنب الفتنة وهاهم اليوم بمايسمونه وسطية يشرعون المتغلب الخارجي.أي فكر هذا وأي انحطاط؟ قبلوا بأن ثقافتنا تولد الإرهاب وأن أنظمة تعليمنا وخاصة تعليم القرآن والسنة يولدان الإرهاب فهل الغرب في سلام دائمة؟لعلنا نحن الذين أفنينا الشعوب؟ وقتلنا اللغات؟ وأفنينا أجناس الحيوان. والنبات؟ وكدنا نميت الأرض؟ وشننا الحربين العالميتين؟ وقتلنا ملايين البشر؟ثم من يعمم هذه التهم ؟ مذهب هو بالطبع طائفي وتحريفي وإرهابي-الحشاشين ليسوا سنة-وبدأ بقتل ثلاثة خلفاء راشدين ليعيد دولة المجوس والوثنية.وأبواق هذه الدعاية هم أصحاب الفكر السطحي ممن يسمون أنفسهم دعاة الحب والتسامح مع المعتدين. إنهم في الحقيقة نفاة لقيم القرآن بتحالفهم مع الأستبدادين الداخلي والخارجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...