الثلاثاء، 7 يونيو 2016

هل الغني حر بماله ..... بقلم الباحث ابن قرناس

ثقافتنا الحالية تعتبر جمع المال غاية بذاتها، ونقيس نجاح الإنسان بقدرته على ذلك.


والمفهوم السائد اليوم هو أن الغني لو سكن قصرا جدرانه مطلية بالذهب وأوانيه من الذهب وسيارته بملايين الريالات ولبس أغلى المجوهرات، فهذا من باب إظهار نعمة الله عليه والتحدث بها مصداقاً لقوله تعالى : وأما بنعمة ربك فحدث.
فهل هذا ما تقوله الآية، وهل للغني الحق بصرف ماله كيفما يشاء؟
والمعتاد بيننا الآن هو أن أصحاب الأموال يوصون إخراج الثلث من أموالهم لتصرف – بعد موتهم – في أعمال يظنون أنها خيرية، وكأنهم بهذا أدوا ما عليهم في أموالهم لله. ولن نتحدث عن هذا لأننا سبق وبينا خطأ هذا المفهوم، في موضوع خاص بالوصية وأنها ليست للميت ولكنها للوالدين والأقربين.


وهنا سنحاول استعراض بعض الآيات ونرى ما الذي تقوله في الأموال، وهل لصاحب المال الحق في صرفه كيف يشاء وأين يشاء، كما يلي:
يقول تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً{26} إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً{27} وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً{28} وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً{29} إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً{30} بني إسرائيل.
الآية 26 تأمر بإيتاء ذي القربى والمسكين وابن السبيل (وكل محتاج) وتصف هذا الإيتاء بأنه حق مفروض لهم وليس تفضل من الغني، إن شاء فعله وله أجر وإن شاء منعه وليس عليه ذنب. بل هو واجب عليه.
وتنهى بشدة عن التبذير، في أي مجال.


وتصف الآية 27 المبذرين بأنهم إخوان الشياطين، وكفروا بما أمر الله (الذي نهاهم عن التبذير).
ونهت الآية 29 عن التقتير والبخل على النفس والآخرين.
فالصرف المعقول على النفس والغير هو المطلوب.


ويقول تعالى في سورة النور:
{وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{22}.


الآية واضحة المعنى فهي تنهى أصحاب الأموال من الامتناع عن إيتاء أولي القربى والمساكين والمهاجرين (وكل أهل الحاجة). فهي تؤكد أن المال لصاحبه ما صرفه في ما أمر الله وفي وقت الحاجة للمحتاج، وليس بعد موته.
ويقول تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{31} قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{32} قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{33} الأعراف.
الآية 31 تأمر بالتزين لحضور المساجد، وتأمر بالأكل والشرب بالمعقول، وتنهى ألا نصل للإسراف في الأكل والشرب وغيره.
الآية 32 تقول أن التزين في الملبس حلال (ما دام في حدود المعقول) فيمكنني أن البس لباساً أنيقاً نظيفاً لكن سعره لا يصل للإسراف (اللبس يدخل في ذلك الساعة والمجوهرات والعطور ونحوها). ويمكن الأكل والشرب والمركب والمسكن بالمعقول كذلك. هذا هو الحلال البعيد عن الإسراف الحرام.


وسورة الزمر تؤكد أن كسب المال ليس غاية في الدنيا وعلى من يملك المال صرفه بالحق، وليس حفظه وجمعه:
{وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ{47} وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون{48} فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ{49} قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ{50} فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ{51} أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{52} الزمر.
إذاً، المال هنا ليس أداة للتفاخر، ومن لا يصرفه في حقه فسيتحول فتنة لصاحبه وعذاب له يوم القيامة.
وتخبرنا سورة سبأ أن أصحاب المال والجاه هم من يحارب الدين لأنه يحد من تصرفهم بأموالهم كيفما يشاؤون:
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ{34} وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ{35} قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{36} وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ{37} وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ{38} قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{39} سبأ.
الآية 34 أصحاب المال والجاه ضد الدين لأنه يحد من فسقهم.
الآية 35 قد يصل بالغني التفكير الخاطئ أنه يمكن له أن يصرف قليلا من أمواله في بعض مجالات الخير وسوف يغفر له الله ذنوبه وفسقه وتكبره ويدخله الجنة.
الآية 36 المال ليس مقياساً لأي صفة نبيلة.
الآية 37 المال لن يقرب صاحبه من الله إلا إذا صرفه فيما أمر الله وابتعد عن كل تصرف أو مظهر محرم.
الآية 38 من فعل غير ما أمر الله بالمال ففي العذاب محضرون.
الآية 39 الغنى والفقر ليس مقياساً للإنسانية والإنفاق واجب على الغني.
وتخبرنا سورة القصص عما قال القرآن عن قارون، الذي هو رمز لكل من يملك رؤوس الأموال الهائلة ويتباهى بما يملك ويشعر بالكبر والخيلاء نتيجة لذلك (أو بمعنى مفهومنا الشائع الآن عن إظهار النعمة والتمتع بها كيفما يشاء):
{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ{76} وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ{77} قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ{78} فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{79} وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ{80} فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ{81} وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ{82} تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{83} القصص.
الآية 76 تصف قارون بأنه من أصحاب الأموال الطائلة، وكان يتباهى بذلك (فرح).
الآية 77 وكان عليه ألا يتباهى بل ينفق ثروته بمجالات الخير، ويبقي منها ما يكفيه في حياته (ولا تنس نصيبك من الدنيا)
والمال عادة يؤدي لأنواع الفساد في مجالات كثيرة وشراء الذمم.
الآية 78 تظهر منطق قارون وهو مطابق لمنطق كل قارون في كل زمان ومكان (المال مالي وأنا حر في صرفه كيفما أشاء) وهذا المنطق مرفوض من الله.
الآية 79 تظهر قارون في صورة من صور التباهي، والتي عادة ما تأسر قلوب الفقراء والمحرومين ويتمنون لو كان لهم ما لقارون.
الآية 80 العقلاء يعلمون أن مظاهر الدنيا ليست هدفا بحد ذاتها.
الآية 83 الجنة لن يدخلها من يتعالى في الأرض (يتكبر) ويفسد أو ينشر الفساد، وهو ما يقوم به عادة أصحاب المال والنفوذ.
وكان عليهم أن يعلموا أن ميزان التفاضل بين الناس ليس الجاه والمال والسلطة والنفوذ، ولكن إتباع شرع الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{13}الحجرات
وخلاصة كلامنا السابق توجزه سورة البقرة بالقول أن البر الذي يفخر به المسلم هو إقامة شعائر الدين و إيتاء المال برغم تعلق النفس به (في كل مجالات الخير والتنمية وليس بجمعه أو التباهي به أو صرفه كيفما يشاء بأشكال مبالغ فيها لدرجة التبذير):
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{177}البقرة.
وتفرض سورة النساء قانون الحجر على من يبذر ماله ولو بطرق مشروعة في الأصل، وتنعته بالسفيه: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً{5} النساء.
ونختم بالتذكير بالمقصود بقوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث) في الأسطر التالية:
الآية ورد في سورة الضحى: {وَالضُّحَى{1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى{3} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{5} أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى{8} فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ{9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ{10} وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ{11}.


والسورة نزلت في وقت اشتد فيه الأذى النفسي على رسول الله من قريش، وذلك لتشد من عضده وتذكره بأن الله معه وقد أسبغ عليه الكثير من النعم، والسورة تقول:
أن الله لم يترك (3)، وسيجزيك خيرا في الآخرة (4) حيث ستنال في الجنة ما يرضيك (5).
وبالنسبة للدنيا فمن نعم الله عليك أن يسر لك المأوى وأنت يتيم في صغرك (6) وهداك لدينه (7) وكنت في ضائقة مالية فأغناك (8).
فلا تقهر اليتيم (9)ن ولا تنهر السائل (10)، وبنعم الله المختلفة عليك حدث من باب الشكر والعرفان (11).
فكما ترى نعمة ربك فحدث لا تعني التباهي بالمال والأملاك ولكن بشكر ما يسر الله للرسول خلال مراحل حياته.
وبالتالي فالاستشهاد بها على صرف المال كيفما نشاء بلا ضوابط فقط لأننا نملكه هو استشهاد في غير محله
.
إذا يمكن القول أن تنمية المال مطلوبة في الإسلام لكي يصرف على بناء الأمة ومشاريعها وقوتها وعزتها وحرب الفقر والفاقة. ويحرم جمع المال من مجموعة من قارون يتلاعبون به ويتكبرون على غيرهم ويكون المال مجال للإفساد وفساد غيرهم كما يحرم اعتبار المال صفة للجاه والسلطة وتقسيم الناس بناء على مقدار رأس المال إلى بشر وأنصاف بشر.
والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...